السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزير الدولة لشئون الخارجية البحرينى فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»:الإسلام لم يسقط بعزل الإخوان والشعب المصرى متدين بطبعه




حوار- أحمد قنديل

أكد وزير الدولة للشئون الخارجية البحرينى غانم بن فضل البوعينين أن جماعة الإخوان المصريين انحرفت بمصر عن مسارها الطبيعى خلال فترة حكمهم الاستثنائية خلال عام بل انحرفت عن محيطها العربى ونسجت علاقات مع اعداء تاريخيين للعرب مثل ايران مشيرا فى حوار اختص به روزاليوسف أن الشعب المصرى خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو هو من اختار بارادته الحرة قراره موضحا أن مايجمع كلا من تركيا ودولة عربية لم يسمها هو قضية الإخوان المسلمين وطالبهم بتغليب المصلحة العربية وليس الحزبية وأشار فى حواره أن مملكة البحرين ليست بمعزل عن مصر والعالم العربى وتساندها بكل قوة موضحا أن هناك اطروحات لضم مصر على أساس الشراكة الاستراتيجية مثل المغرب والاردن ولكن حتى الان لم يفتح حوار حول ذلك ولكن مصر اضافة مؤثرة لمجلس التعاون الخليجى مؤكدا ان مصر كانت فى حاجة لقيادة معنوية يلتف حولها الشعب المصرى واستطاع الجيش المصرى أن يخرج بمصر من خلال خارطة الطريق من نفق مظلم والى نص الحوار..

 

■ فى البداية كيف ترى مصر بعد ثورة 30 يونيو؟

 


- الحقيقة بعد ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 كلها كانت خيارات الشعب المصرى فى الثورتين الاولى والثانية ويجب احترام خيارات الشعب وارادته واذا رجعنا بالذاكرة الى ماقبل 30 يونيو وحاولنا نرى كيف كانت الاوضاع فى مصر ومجاميع الشعب التى خرجت فى ذات الوقت لحال البلد والانفلات الذى كان موجودا وهذا لا يليق بمصر ولا بتاريخ مصر فمصر دولة منذ آلاف السنين سواء كانت قبل او بعد ثورة 30 يونيو فالفترة التى كانت فيها مصر قبل 30 يونيو هى استثنائية بتاريخ مصر ولا تعكس الواقع الحقيقى للدولة المصرية وبعد الثورة الاخيرة بدأت مصر تتماسك وبدأ الشعب المصرى يلتف حول قيادة معنوية وهذا ماكان يحتاج اليه اى بلد أن يكون هناك قطب فى البلد يلتف حوله الشعب ويسيرون معه من أجل مصلحة بلدهم وهذا ماحدث فى تلك الفترة الماضية.


■ ومدى تقييمكم لحكم جماعة الإخوان خلال عام؟


- قبل 30 يونيو ابتعدت مصر عن محيطها العربى وهذا ماكان ملاحظا والامور ليست توقعات او رجم بالغيب ولكن بدأت فى تلك الفترة أن تنسج علاقات مع جهات نعتبرها أعداء تاريخيين للعرب وتلك الدول لا اعتقد أنها ترى أن تكون هناك قوة عربية وأن يكون هناك تكامل عربى سواء فى الشرق او الشمال بالنسبة للدول المتاخمة للمنطقة العربية وكان هناك اتصال وثيق مع ايران واتصالات مع تركيا بغض النظر عن العدواة المتفاوتة بالنسبة للعرب وطبعا يتفاوت الموقف الترك عن الموقف الايرانى بالنسبة للعدواة للعرب ولكن تظل لكل دولة أطماعها وللدولة مصالحها ولا تلتقى المصالح العربية العليا مع مصالح بعض الدول الا فى تقاطعات قليلة ولا يمكن القول أن هناك شراكات استراتيجية بين ايران وتركيا والعرب وكما تبين لاحقا أن تلك الدول لها مصالحها الخاصة والعرب لها مصالحها الخاصة ويجب تعلية المصالح العربية عن اى مصالح قطرية اووطنية فى اى حال من الاحوال ولذلك قلت أن مصر ابتعدت عن محيطها العربى فى تلك الفترة وبعد ثورة 30 يونيو اعادت وبكل قوة الى محيطها العربى ونحن لا نستطيع أن ننكر تاريخ أو نسير عكس تيار التاريخ فمصر للعرب والعرب لمصر وهذه لن تبنى فى يوم وليلة وهذا ليس مصطلحا مستحدثا بل بنى خلال مئات السنين فمصر عندما ابتعدت عن محيطها الافريقى خسرت ولما ابتعدت عن محيطها العربى خسرت وفى المقابل عندما ابتعدت مصر عن محيطها العربى خسر العرب لذا اقول أن من المميزات الاولى لثورة 30 يوينو هو اعادة الاوضاع الى مسارها الطبيعى.


■ اذن كيف تفسرون الاقاويل التى كانت تتعلق بأن ماحدث من اقصاء للاخوان هو اقصاء للاسلام؟


- للاسف قرأت الكثير وشاهدت الكثير مما كان يتحدث عن اقصاء الإخوان هو اقصاء للاسلام او بانهاء حكم للاخوان هذا ظلم لمصر ولاهل لمصر والإسلام ليس امرا طارئا على مصر لكى ينتهى بجرة قلم كما يقال او بقرار من القرارات الإسلام متجذر فى مصر منذ القدم وعندما دخل الإسلام الى مصر اضيفت قوة الى العالم الإسلامى لم تفقد دورها سواء فى عهد الدولة الاموية او العباسية او الايوبيين او عهد الخلفاء الراشدين والمماليك كانت مصر متصدية لتلك المحاولات النيل من الإسلام سواء من الشرق من التتار وخروج الجيش المصرى الى الشام وهزيمتهم والتصدى للحملات الصليبية والفرنسيين التى جاءت مباشرة الى مصر او عن طريق الشام فالجيوش المصرية سواء كانت فى القدس من خلال صلاح الدين الايوبى هم من تصدوا للخطر الذى كان يهدد الإسلام فلا يمكن أن يقال انه بعزل الإخوان المسلمين عن مصر قد تم عزل الإسلام عن مصر او عزل مصر عن الإسلام مصر اكبر من ذلك والشعب المصرى تشخيصى له متدين سواء كان الدين الإسلامى او المسيحى فهذا الشعب يغلب عن مصطلحاته وعاداته واسلوبه الطابع الدينى.


■ معالى الوزير كيف تفسر هجوم تركيا بالاشتراك مع دولة عربية على مصر؟


- أود ان اقول بكل صراحة أنه مع الاسف أن هذا الهجوم بين هاتين الدولتين تجمعهما قضية الإخوان المسلمين وهذا امر واقع وهذا شىء يؤسف له وكان يجب اعلاء المصالح العربية فوق المصالح الحزبية وهذا الهجوم مستمر سواء من ناحية الاعلام او من خلال العمل السياسى فاضعاف مصر هو اضعاف للعرب وتلك النتائج السلبية التى يمكن ان تترتب على تلك العداوة ضد مصر سوف تنعكس سلبا عليهم.


■ هل هناك نية لدى مجلس التعاون الخليجى بضم مصر الى المنظمة؟


- كان هناك اطروحات بداية من دولة اليمن والاردن والمغرب ومصر وليس من الضرورة وهذا تصور الشخصى أن يكونوا اعضاء فى المجلس عضوية مباشرة فمع الاردن والمغرب استعضنا بما يسمى بالشراكة الاستراتيجية وتلك الشراكة مهمة جدا عندما تبنى سياستك الاستراتيجية مع دول معينة وتلك السياسة مستقبليا من الممكن أن تؤدى الى الكثير من المصالح بمعنى المصالح السياسية والاقتصادية وهذين اهم نقطتين فى الوقت الحالى ومن الممكن مستقبليا ايضا أن يتبعها اجراءات وهى حرية اجراءات وتنقل بين دول مجلس التعاون الخليجى وحرية تنقل رءوس الاموال بين هذه الدول ودول مجلس التعاون ولكن لم يتبلور شئ بخصوص ضم عضوية الى دول مجلس التعاون الخليجى والمغرب والاردن الان هما لديهم شراكة استراتيجية وجرى العرف انه فى بعض الاجتماعات الوزارية فى بدياة اجتماع المجلس على ان يكون هناك كلمة لوزيرى الخارجية الاردن والمغرب ولكن على حد علمى لم تكن هناك فتح قنوات اتصال بالنسبة لذلك ولكن مصر وجودها ضمن دول مجلس التعاون اضافة قوية له وايجابية ايضا لاى تحرك عربى.


■  اذن ليس صحيح كما اشيع أن هناك تعديل فى منظمة دول التعاون الخليجى الى منظمة العربية بدعوى اضافة دول اليها ليست خليجية؟


- نعم هذا لم يطرح ولا يوجد أى تغيير فى ذلك.


■ كيف تواجه مملكة البحرين الآن العمليات الارهابية التى تتعرض لها؟


- بالنسبة لنا صدر قرار بادارج حزب الله على قوائم التنظيمات الارهابية وتم تنفيذ هذا القرار كما صدر قرار منذ اكثر من اسبوعين بادراج مجموعات تمارس الارهاب على الساحة البحرينية وبالتحديد هناك ما يسمى ائتلاف 14 فبراير وسرايا الاشطر وسرايا المقاومة الشعبية وتم ادراجهم على القوائم الارهابية وبالتالى نحن بصدد تفعيل هذا العلاقات مع بعض الدول لتفعيل هذا القرار بالاضافة الى تواصلنا مع المنظمات لتفيذ هذا القرار.


■ كيف ترى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى مصر؟


-طبعا الانتخابات الرئاسية هى مرحلة من مراحل من تنفيذ خارطة الطريق فى مصر وهى الورقة الوحيدة التى خرجت بمخرج عقلانى ومعقول لحل الازمة التى مرت بها مصر والمجلس العسكرى فى حينها ولم تخرج من احزاب او منظمات بل هو من خرج بخارطة الطريق بانتخابات رئاسية بعد الاستفتاء على الدستور ونتمنى أن تكون انتخابات نزيهة وشفافة وهذا ما نتوقعه لكى يصل الى كرسى الرئاسة من يثق فيه الشعب على اداره المرحلة القادمة. = كيف ترى مساندة الجيش المصرى مع شعبه خلال ثورة 30 يونيو الماضية؟
- عندما نتكلم عن الجيش المصرى نتكلم على القيادة عموما لم يقف مع شعبه فقط بل وقف موقفا ايجابيا مع الدول العربية مثلما فعل فى نضال الشعب فى الجزائر ومع اليمن ومع الكويت.


■ هل اجتماع وزراء الخارجية العرب خرج بجديد وخاصة بقضية الارهاب؟


- لم يكن هناك اليات لتفعيل قرار ما لو لتطبيق اتفاثية ما ولكن كان هناك ادانة للتفجيرات الارهابية فى البحرين ومصر وثم مناقشة قضية الارهاب فى العالم العربى اجمع وما حدث فى البحرين.


■ ومع ذكر العمليات التفجيرية فى البحرين من المتورط والممول لتلك التنظيمات التى نفذت ذلك؟


- تلك المنظمات التى ذكرتها سابقا كانت وراء الحادث ولكن الخطورة تكمن فى نوعية الادوات والقنابل والمواد المستخدمة فى ذلك كل هذا يظهر ان هناك تدخل من الخارج بالنسبة للتدريب او نقل تقنية التصنيع لهؤلاء الاشخاص وربما قضايا التخطيط لتلك العمليا ت وكنا واضحين ان حزب الله وايران ليس بمعزل عن التدريبات و التفجيرات وبعض التنظبمات فى العراق وراء ذلك.


■ كيف ترى رؤية مملكة البحرين نحو الاصلاح والارتقاء بالمملكةعربيا وعالميا؟


- بداية رؤية الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة فى البحرين انها لن تستغنى عن اخواتها فى المشرق العربى او المغرب العربى ومابين تلك الدول تتميز بالموقع الاستراتيجى والعمق التاريخى وبالقوة السكانية والعسكرية وربما تكون اقتصاديتها مثقلة لالتزامات وباثمان تدفعها مقابل تضحيات مثل مصر دفعت الكثير بتضحيات أبنائها وعافيتها واقتصادها دفاعا على القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ولكن رغم ذلك تظل مصر قوة فاعلة فى العالم العربى وبالتالى رؤية الملك مملكة البحرين لن تعيش بمعزل عن العالم العربى وعمق عربى بالكامل وثم البحرين تلعب دور المساند للدول العربية عموما فيما تحتاجه من مساندة ولنحن لسنا بدول الكبيرة سكانيا ولسنا بالدول الغنية ولكن لدينا شعب مثقفومتعلم ولدينا تاريخ شارك فى قضايا العرب منذ العشرينات والبحرين لم تكن بمعزل عن الثورة المصرية او الثورة الجزائرية او بالقضية الفلسطينية من خلال المقاومة والبحرين مازالت تلعب على المستوى الشعبى والحكومة هذا الدور المساند قلضايا العرب منذ اكثر من 100 عام.


■ مارؤيتك لمصر مستقبلا؟


- مصر الرؤية المستقبلية مستمدة من التاريخ فالتاريخ يقول ان مصر دولة ذات مواد اقتصادية وعافية وفيها من التصنيع ماليس فى اغلب الدول العربية مثل الصناعات الدوائية والانشائية والحديد والصلب والغزل والنسيج ولكنها تحتاج الى ادراة جيدة وربما صبر لبعض الوقت لتنظيم العمل ووضعها على مسارها الصحيح والنهوض بالاقتصاد وخلف فرص عمل للشباب المصرى القادر على اعادة تلك النهضة مججددا الى مصر وأنا متفائل جدا بالنسبة لمصر ولكن كثير من الدول تعرضت للعديد من الكبوات ثم تستعيد دورها مجددا نحو مستقبل مضئ ومشرق وهذا سوف ينعكس بالطبع على المستقبل بالنسبة لباقى الدول العربية.