الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المخرج محمد خان الجنسية المصرية شرف لى وأتحدث باسم مصر طوال حياتى




حوار - آية رفعت

استطاع المخرج محمد خان أن يلفت الانظار لفيلمه «فتاة المصنع» بعد أن أجمع على تميزه النقاد والجمهور وحصل على جائزتى أفضل فيلم وأفضل ممثلة البطلة ياسمين رئيسى المخرج محمد خان الذى قدم خلال مشواره الفنى 23 فيلما اعتبرتها السينما المصرية من العلامات المسجلة افلامه تتحدث عن المجمتع المصرى وتناقش موضوعات ذات خصوصية حصل مؤخرا على الجنسية المصرية بعد انتظار طويل وعن هذا كله يدور هذا الحوار:


■ لماذا تأخر تصوير «فتاة المصنع»؟ وهل كان الانتاج أحد الأسباب كما ردد البعض؟


- اطلاقا فالعمل الابداعى لا يوقفه الانتاج ولكن كل ما حدث ان الفيلم استغرقت كتابته عامين، وفى العام الثالث قمنا بتنفيذه  وهذه مدة مناسبة لعمل بهذه الجودة ولا اعتبرها تأخيراً.. وعندما حصلنا على الدعم الانتاجى من جهاز السينما التابع لوزارة الثقافة بدأنا على الفور.. وفكرة تأخر التصوير كانت نابعة من اختيارنا لمواقع طبيعية فى الاباجية واحد مصانع الملابس وكنا ننتظر حتى انتهاء مواعيد العمل الرسمية وغيرها من العقبات التى تواجهنا يوميا.


■ هل قصدت اقحام عنصر المظاهرات للفيلم لاضافة بعد سياسى للعمل؟


- لا فأنا أعتمد على تقديم بعض النماذج من الوضع السياسى الذى يعيش فيه الاشخاص وأقوم بالخوض فى التفاصيل الاجتماعية بحياة إحدى عاملات المصانع ومن حولها  وتلك الطبقة لا تهتم كثيرا بالمشاكل السياسية المحيطة اكثر من اهتمامهم بلقمة العيش.. ولكنى اخترت خصيصا استخدام الهتاف الخاص بالعدالة الاجتماعية كخلفية لمشهد خلاف ابطال العمل حول التمييز الاجتماعي.


■ لماذا تدخلت فى سيناريو وسام سليمان؟


- لست من المخرجين الذين ينفذون سيناريو جاهزاً للعمل  بالطبع فهى فكرتى منذ البداية وقمت باقتراحها على زوجتى الكاتبة وسام سليمان وعادة اقوم باختيار شخصية معينة وفى هذه المرة اقترحت قصة حياة فتاة عاملة باحد مصانع الملابس.. ووجدت وسام لديها نموذجا حيا من احدى العاملات، وبالتالى قمنا بتطوير الفكرة وذهبت هى لمعايشة الواقع فى احد مصانع الملابس ورصدت خلال كتابتها مشاهد حقيقية من كل شخصية رأيتها بالواقع. وقمت بمراجعة المشاهد معها.


■ حدثنا عن الخلاف الذى حدث بينك وروبى واستبعادها من الفيلم؟


- ليس خلافا فكل ما حدث انى كنت اراها مناسبة لتقديم دور هيام البطلة فى الفيلم وكنت قد اتفقت معها على هذا قبل انتهاء الكتابة والبدء فى التصوير ولكنى اشترط عليها التفرغ التام لتقديم الدور ووافقت وقتها. ولكن عندما كنا بصدد التنفيذ اعتذرت لى عن شرطى وأكدت انها تعاقدت على اكثر من عمل آخر لا تستطيع التراجع عنها لذلك احترمت رغبتها.


■ الم تتخوف من المخاطرة ياسمين رئيس كأول بطولة مطلقة لها؟


- لا فمنذ ان تقدمت ياسمين إلى كاستينج العمل وانا وافقت عليها لانى لمست فى ادوارها الماضية رغم صغرها انها لديها مقدرة على تقديم هذا الدور بشكل قدير خاصة بعدما عقدت معها اولى جلسات التصوير وشاهدت ادوارها فى مسلسل “طرف تالت” وفيلم “واحد صحيح”.


■ وما سبب اختيارك لاغانى سعاد حسنى ومشاهدها كخلفية لمجريات الفيلم؟


- سعاد نبض البنت المصرية والمعبرة عن الثورة ورمز الثورة النسائية وقمت بادخال اغانيها التى تعبر عن وجدان كل بنت مصرية فى الاحداث والاستعانة بصورها التى رسمت كجرافيتى على الجدران بعبارتها الشهيرة “البنت زى الولد”. وكنت قد اقترحت ادخالها على احدث الفيلم لانها معبرة عن سياقه ولم يكن وجودها منتقدا. غير انى كنت اريد تقديم عملا لاهديه لروحها وقد نجحت من خلال الفيلم وكتبت لها اهداء على تتر البداية.


■ اتهمت «فتاة المصنع» فى شرفها فلماذا لم تدافع عن نفسها امام كل الاعتداءات الجسمانية او النفسية عليها؟


- اخترنا الصمت لأن الصمت قوة فى حد ذاته فلو جعلناها تدافع عن نفسها بانكار الامر قولا فسوف نجعلها تصرخ وتتحدث من موقف ضعف وليس قوة، واردت ان اجعل هيام فتاة شعبية ثقافتها وتعليمها محدود ورغم ذلك لديها عزة نفس قوية وذكاء جعلها تصمت حتى النهاية خاصة وانها هى مركز القوة والحق الباقين يطلقون شائعات باطلة.


■ تعتمد دائما فى أعمالك على الطبقات الفقيرة او المهمشة فكيف تستلهم أفكارك؟


- ليس شرطا ولكنى احصل على افكار موضوعاتى من خلال شخصية معينة تلفت نظرى فى المجتمع فمثلا قمت باختيار موضوع فيلم “مصر الجديدة” من خلال شخصية المدرسة وفيلم “بنات وسط البلد” كانت انطلاقته من الفتيات العاملات بمحلات وسط البلد. فأنا ارصد الشخصية ثم اقوم باختلاق الفكرة والقصة حولها.


■ ولماذا تهتم بصناعة افلام لتوجيهها للمهرجانات؟


- أنا لا احب المهرجانات ولا اسعى لتقديم عمل خصيصا للمشاركة به فالمهرجانات هى التى تبحث وتطلب افلامى ولست أنا من اقوم بكتابة عملا خصيصا لها وذلك لأنى اقوم بمناقشة الواقع الاجتماعى للمصريين.. واقدم افلامى من وإلى الشعب المصرى والذى اهتم برأيه ورد فعله ونجاح الفيلم فى مصر هو المقصد والغاية، ولا انكر انى سعيد بردود الافعال من الجماهير العربية والعالمية التى تشهد اعمالى ولكن يظل الجمهور المصرى هو همى الاول.


■ ولكن تم تصنيفك على انك مخرج افلام مهرجانات وليست تجارية.


- هذا التصنيف ليس وليد اللحظة كما يقولون ولكنه بدأ مع ظهور جيلى من مخرجى الافلام الواقعية لاهتمام المهرجانات العالمية بعرض افلامنا لاهتمامهم بالتعرف على ثقافة الشعوب الاخرى وعرض حياة المجتمع المصري.. وذلك ما جعلنا نتميز عن الاجيال السابقة لنا والتى كانت مستاءة من عدم تهافت المهرجانات على اعمالها.. ولكن مع تطور الزمن ظهرت تيمة معينة للفيلم التجارى ومنها الاغنية الشعبية والسنجة والراقصة. وليس معنى عدم تقديم تلك التيمة ان الفيلم يحقق ايرادات خاصة لو كان يحمل مضمونا ورسالة محترمة.. فالسينما فن وتجارة لكى تضمن لهاالاستمرارية وما يحدث الان مضر بها لانهم يقدمون لون واحد ويجب علينا تقديم جميع الالوان المختلفة لارضاء كافة اذواق الجمهور.


■ ما رأيك فى حال السينما حاليا؟


- متفاءل جدا بما يحدث حولنا رغم الكثير من الاراء المتشائمة، والمس فى عدد من الشباب السينمائيين نماذج جيدة وافكار بناءة وشباب يحبون السينما ويعملوا على تطويرها مما يجعلنى على يقين ان الحال سيصبح افضل بوجود هذه الكوادر. اما بالنسبة لضعف الانتاج فهذه ازمات تمر بها كل دول العالم بسبب نقص المورد المالى الذى يقدم من خلاله الانتاج ولكن هذه المشكلة لن تقف عائقا فى طريق الابداع.


■ لماذا تمتنع عن الشاشة الفضية حتى الآن؟


- أتمنى تقديم عمل درامى وليس لدى أى مانع ولكن يجب ان يجذبنى الموضوع اولا واشعر به، وخوض التجربة الدرامية لاول مرة من خلال عمل بوليسى فهذا من اكبر امنياتى وانتظر السيناريو المناسب.


■ كيف ترى الوضع السياسى الراهن؟


- اجاب ضاحكا: كيف اتحدث عن السياسية وانا اجنبي.. ولكن بشكل عام انا متفائل ان هذه مرحلة عصيبة ستمر منها مصر وستخرج على خير.. واتمنى ان نصل للشكل المدنى الذى نريده للدولة حتى ولو فيما بعد. ولكنى لا اعرف من هو المناسب لادارة مصر حاليا فانا احب السيسى واحترمه حيث قدم جهوداً كبيرة للبلاد من مكانه العسكرى الذى اتمنى ان يظل به، ولكنى لا ادرى كيف سيصبح بعد ارتدائه للبدلة المدنية ، وعلى كل الاحوال اتمنى ان يحكمنا رجل يستطيع اخراجنا من الازمة التى نمر بها.


■ مشروعك القادم؟


- لا يوجد حتى الان مشروع محدد فى الافق واتمنى ان ينال فيلم “فتاة المصنع” اعجاب الجمهور المصرى اولا وبعدها انتقل لمشروع آخر.. ولكنى أفكر فى تقديم عمل عن فتاة “مخربشة” فهى من ضمن الشخصيات التى تلفت نظرى فى المجتمع.


■ وما موقفك من ازمة فيلم “نوح”؟


- مشكلة الفيلم انى متأكد ان من رفضوه لم يشاهدوه من الاساس وهذا ما جعلنى اغضب.. فلو شاهدوه ان يذكروا الاسباب التى جعلتهم يرفضونه.. اما اذا كانوا ير فضوه لمنع ظهور الانبياء على الشاشة فهذا لا اقبله لان الانبياء اشخاص عاديون ويمكننا تجسيدهم كما ان هناك اعمالا تقدم عن سيدنا عيسى المسيح فهل هم يقللون من قدرهم مثلا؟


■ وكيف كان احساسك عندما تلقيت خبر حصولك على الجنسية المصرية رسمياً؟


- بالطبع فرحتى لا يمكن وصفها لأن الجنسية المصرية كانت حلما ظللت فى انتظاره كثيرا واعتبر نفسى مصرياً واتحدث عن مصر فى كل مكان حتى عن استلام الجوائز كنت ارفع اسم مصر ولكن الجنسية شرف كبير.