الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مافيا نهب الآثار تسيطر على بنى سويف.. ومخاوف من إسقاطها من اليونسكو




بنى سويف - مصطفى عرفة


8 مناطق اثرية فى محافظة بنى سويف منتشرة بقرى ومدن ابو صير واهناسيا والحيبة وميدوم ودشاشة والمضل وهيبا وشريف باشا هذه المناطق مهددة بالحذف من منظمة اليونسكو نتيجة للنهب المنظم الذى تعرضت له والتعديات التى تتم على مساحات شاسعة، هذه المناطق الاثرية يوجد بها مقابر الاسرتين الوسطى والحديثة ويكاد لا يخلو شبر منها من وجود اثار الا ان المستكشف منها وفقا لخبراء اثريين مصريين واجانب لا يزيد عن 30% فقط من مساحة هذه الاراضى.

واحة ميدوم اقدم واحة على وجه الارض والتى تضم هرم ميدوم اقدم هرم اثرى فى التاريخ مهددة بالحذف من منظمة اليونيسكو بعد ان ضربتها يد الاهمال وغرقت فى المياه الجوفية.
الواحة التى كانت قبلة السياح من جميع انحاء العالم تحولت من بقعة خضراء الى أرض قاحلة لا ينبت فيها نبات ولا يرتادها احد بعد أن أغرقتها المياه وحاصرتها البرك والمستنقعات وأكوام القمامة.
ويصرخ علاء زارع عبد الحليم كبير مفتشى آثار ميدوم مستنجدا بالمسئولين فى وزارة الاثار والمحافظة أو المحليات بضرورة إنقاذ الواحة ومنطقة الهرم من ارتفاع منسوب المياه الجوفية مؤكدا ان ترك التوابيت الأثرية فى محيط الهرم يعرضها للتخريب والنهب من قبل الزائرين أو العوامل الجوية.
ويحذر «محمود. س» مفتش اثار من كارثة استبعاد منطقة ميدوم من الأماكن السياحية بمصر المصنفة بمنظمة اليونيسكو رغم أنها تحتوى على آثار نادرة ومتعلقات أسر فرعونية كاملة بسبب منازل المواطنين التى تم بناؤها على أنقاض منازل ملوك الفراعنة فى غياب للرقابة وكذلك الأراضى التى تم زراعتها حول منطقة واحة ميدوم بما فيها الهرم الاقدم فى التاريخ.
يقول محمود عبده الراوى باحث اثرى إن المياه الجوفية بدأت تتسرب بعد ظهور الكثير من التعديات الزراعية والبناء بمنطقة هرم ميدوم الأثرية وخاصة من الناحية الغربية للهرم بعد الكيلو الأول مشيراً إلى أن هذه التعديات الصارخة ظهرت مع مطلع السنوات العشر الأخيرة ولكنها استفحلت بصورة كبيرة بعد الثورة استغلالا لتدهور الحالة الأمنية للبلاد.
ويشير هشام امين باحث اثرى من الى ان هرم ميدوم يعانى من تجاوزات صارخة تنذر بتصدع بنيانه ما لم تتخذ الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة لإنقاذه بعدما تردد عن تصدع بعض الأجزاء الداخلية من جسم الهرم.
وفى منطقة شريف باشا اعتدى البلطجية المسلحون على المنطقة الاثرية وتحررت عدة محاضر لم يتم البت فيها على مدار 3 سنوات بسبب الغياب الامنى وحتى بعد العودة الامنية القوية مازالت المناطق الاثرية عارية.
ووفقا لتقرير البعثة الاسبانية فإن بنى سويف كانت على أعتاب أكبر كشف أثرى فى القرن الواحد والعشرين حيث توصلت هذه البعثة إلى اكتشاف مقبرة كاملة أكبر وأكثر ثراء وأهمية من مقبرة توت عنخ آمون وحسب تقرير رسمى كتبته رئيسة هذه البعثة الأثرية واسمها (كارمن بيريز ديو) وصلت فى تمام الساعة الواحدة و57 دقيقة من فجر يوم الخميس 12 نوفمبر 2009 وتم التقاط عدة صور لباب المقبرة وغادرت البعثة المكان ثم عادت للعمل مرة أخرى فى الساعة السابعة و28 دقيقة صباح السبت 14 نوفمبر 2004 فوجئت البعثة بأن باب المقبرة تم تحطيمه وأن جميع الآثار التى كانت تضمها المقبرة تم نهبها وتردد بشدة ان مسئولين كبارا جدا فى الدولة هم من استولوا عليها ووفقا لتأكيدات الاهالى فإن هذه المنطقة كانت منطقة نفوذ نجلى الرئيس المخلوع مبارك.
والغريب أن منطقة اثار بنى سويف لم تتخذ إجراءات لحماية المقبرة للبحث عن اللصوص الذين نهبوا هذه المقبرة الأثرية المهمة والأكثر أنه لم يتم حتى الآن معرفة ماذا حدث لهذه المقبرة ولا من نهبها.
وفى منطقة الحيبة الجبلية شرق بنى سويف اللصوص هم وحدهم الذين يتحركون وكثفوا جهودهم لسرقة آثار فرعونية وقبطية ورومانية ويونانية وتتنوع آثارها بين آثار دينية ففيها معبد الإله آمون وفيها أيضا قلاع وحصون عسكرية ومدينة أثرية كاملة المبانى فضلا عن مقابر أثرية بعضها يعود إلى ما يزيد على 2500 عام وأكد اهالى القرية ان ما تم نهبه خلال السنوات الثلاث الماضية يقدر 2٪ من آثار مصر كلها.
أما فى منطقة الهيبا التابعة لمركز الفشن جنوب المحافظة والتى تم اكتشافها عام 1896 على يد الأثرى المصرى أحمد كمال وتضم آثارا لا مثيل لها فى العالم تمتد من عهد الأسرة الفرعونية الحادية والعشرين ثم العصر القبطى والعصر الإسلامى إنها آثار تحكى ثلاثة آلاف عام متصلة من عمر مصر اهم ما فيه معبد الملك (سيشونك) قريب الشبه بمعابد الكرنك.
هذه المنطقة صارت نهبا لعصابة يقودها شخص يدعى أبوعطية هارب من حكم إعدام استعان ببلدوزرات وديناميت فى حفر 500 حفرة للتنقيب عن الاثار وتتناثر فيها جماجم وعظام قدماء المصريين.