الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عدلى منصور:الإرهاب يهدد أوطاننا و 30 يونيو تصحيح لمسار 25 يناير




كتبت - هبة سالم وخالد عبد الخالق
وإسلام عبد الكريم ووكالات الأنباء


بدأت أعمال القمة العربية السنوية الخامسة والعشرين فى الكويت امس بمشاركة 14 من الرؤساء والقادة العرب وسط خلافات بين العديد من الدول العربية.


دعا أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح الذى يتولى رسمياً رئاسة القمة العربية الخامسة والعشرين فى كلمته  إلى نبذ الخلافات المتزايدة بين الدول الأعضاء فى الجامعة العربية. وقال الشيخ صباح فى كلمته الافتتاحية للقمة التى وضعت تحت عنوان «التضامن»، «يجب علينا أن نتحدث حول أمر محزن ألا وهو الخلافات التى اتسع نطاقها فى الأمة العربية وباتت تقضى على آمالنا وتطلعاتنا» وتابع قائلاً «إننا مطالبون بنبذ هذه الخلافات والسعى الجاد لوحدة الصف وتوحيد الكلمة، فالأخطار كثيرة حولنا، ومساحة الاتفاق بيننا أكثر من مساحة الاختلاف».


وشدد أمير الكويت على أهمية الملف السورى فى القمة، مؤكداً أن ما يحصل فى سوريا «كارثة هى الأكبر فى تاريخنا المعاصر». و استعرض الرئيس المؤقت، المستشار عدلى منصور، خلال كلمته أمس  تطور العملية السياسية فى مصر، ونقل رسالة من الشعب المصرى إلى أشقائه العرب، الذين ساندوه وقدموا له المساعدة فى أخطر مرحلة من مراحل التاريخ.


وتضمنت الكلمة الإشارة إلى أن ثورة 30 يونيو جاءت لتصحيح المسار الذى فرضه البعض على ثورة 25 يناير واندلعت للحيلولة دون اختطاف الوطن وتغيير هويته وجره بعيداً عن الإرادة الجامعة للضمير الوطنى للمصريين، وأن التاريخ سيسجل للدول التى وقفت معنا هذه الوقفة التاريخية. كما أعرب عن الأمل فى أن يبادر البعض ممن لا يزال يقف على الجانب الخطأ من التاريخ أن يراجع موقفه، ويصحح خياراته وأن مصر أوشكت على الوفاء بكل تعهدات المرحلة الانتقالية، وها هى الآن على مشارف ثانى استحقاقات خارطة الطريق بعد إقرار الدستور فى يناير الماضي، وبذلك تكون مصر قد استكملت بناء الدولة الحديثة التى يبتغيها شعبها. وأكد أن الإرهاب بات يهدد أوطاننا العربية جميعاً دون استثناء، وهذا الإرهاب يأتى فى إطار محاولات يائسة للافتئات على حق الشعوب فى إنقاذ إرادتها ومحاولة تقويض استقرارها وتعطيل مسيرتها التنموية. قال ولى العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، فى كلمته إنه لابد من تضافر الجهود لتجاوز الصعوبات التى تمر بها الأمة العربية، وشدد فى كلمته على أن القضية الفلسطينية فى صلب اهتمامات المملكة، مشيراً إلى أن الممارسات الإسرائيلية تقوض كل الجهود للتوصل إلى السلام. أما على صعيد الملف السوري، فشدد على أن «النظام السورى نظام جائر يمارس القتل والتنكيل»، وأضاف أن المأزق السورى يتطلب تغيير موازين القوى على الأرض، ودعا إلى منح الائتلاف السورى مقعد سوريا فى القمة العربية، مطالباً بمنح الائتلاف الدعم كممثل للشعب السوري. وقال إن التحديات فى سوريا تواجهها «مقاومة مشروعة خدعها المجتمع الدولى وتركها فريسة سائغة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات شعب سوريا». أما أمير قطر فانتقد الحكومة العراقية، واتهمها بوصم طوائف كاملة بالإرهاب بسبب الاختلاف فى السياسة. كما اتهمها بالتغطية على «فشلها» فى الحفاظ على الوحدة الوطنية باتهام السعودية وقطر بدعم الارهاب فى العراق.
وقال الشيخ تميم بن حمد آل ثانى فى سياق تطرقه للوضع فى العراق «لا يجوز ان ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة وأن نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا فمن شأن ذلك أن يعمم الارهاب بدلاً من أن يعزله»، وأكد على علاقة الإخوة مع الشقيقة الكبرى مصر بالرغم من الخلاف الشديد بين البلدين بحسب قوله داعياً إلى حوار وطنى فيها. وعلى الرغم من تأجيل منح المقعد السورى إلى الإئتلاف الوطنى قد القى رئيسه أحمد الجربا كلمة استعرض فيها الحرب الشرسة الدائرة على أرض سوريا ودعا إلى تكثيف الدعم للسوريين فى الداخل والشتات. ويضم جدول أعمال القمة التى تستمر ليومين العديد من القضايا والملفات، ومن أبرزها: الصراع الدائر فى سوريا والخلاف الخليجى - القطرى والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب. وقد عرضت الكويت، التى لم تسحب سفيرها من الدوحة، التو سط لإنهاء الخلاف، وتأمل أن يتم ذلك فى إطار مؤتمر القمة، على الرغم من إدراك المسئولين الكويتيين أن الخلاف حاد بين قطر وجيرانها. وفى رده على سؤال حول ما إذا كانت هذه القضية ستطرح فى المؤتمر قال خالد الجارالله نائب وزير الخارجية الكويتى إن المصالحة الخليجية والقضايا الخليجية يجب أن تبقى داخل جدران البيت الخليجي، مضيفا أن اعلان الكويت يتضمن بندا يتعلق بدعم مصر الشقيقة الى جانب لبنان وجيشه موضحا ان الكويت تقف دائما الى جانب مصر وتدعم خارطة الطريق التى قررها الشعب المصرى وتدعم حربها ضد الإرهاب وتحقيق الاستقرار بما يحقق مصالح الأمة كلها. وفى النهاية اكد القادة العرب فى اعلان الكويت الصادر عن القمة على الرفض التام لاعلان تل ابيب دولة يهودية، فضلا عن الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب والرامية إلى تغيير الواقع الديموغرافى للأراضى الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، طالب القادة المجتمع الدولى بتنفيذ القرارات الدولية لاسيما قرار مجلس الأمن رقم 465 و497 والتى تقضى بعدم شرعية الاستيطان وضرورة تفكيك المستوطنات والعمل على إزالة جدار الفصل العنصرى والوقف الفورى لإجراءات التهويد الإسرائيلية كافة فى القدس. كما ناشد القداة العرب الفصائل والقوى الوطنية كافة على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية صيانة لمكتسبات الشعب الفلسطينى ولمواصلة مقاومة الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفيما يتعلق بالأزمة السورية نند الاعلان بأشد عبارات التنديد بالتصعيد العسكرى الخطير الذى تمارسه قوات النظام السورى ضد الشعب السورى واستمرار عمليات العنف والقتل الجماعى التى يمارسها ضد السكان المدنيين فى معظم الأراضى السورية، كما أكدوا أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسى كأولوية للأزمة السورية مع التأكيد على حق كل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما فى ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السورى والجيش الحر. وفيما يتعلق ببند الإرهاب فقد تضمن إعلان الكويت المبادرة المصرية لمكافحة الارهاب والتى تتضمن «تجنب إيواء الإرهابيين أو الداعين للإرهاب وعدم توفير التمويل لهم وتعاون الجميع لتسليم المتهمين أو المطلوبين فى قضايا الإرهاب». والتزام الجميع بتقديم المساعدات اللازمة للتحقيقات أو إجراءات المحاكمات المتعلقة بالجرائم الإرهابية، إضافة إلى ذلك الترتيب لعقد اجتماع خاص عاجل لوزراء العدل والداخلية العرب، وذلك فى إطار الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب
وكان الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية قد اكد فى كلمته على ان الامن القومى العربى كان ومازال يواجه تحديات كبيرة، داعيا الى ضرورة انهاء الانقسام الفلسطيني، لافتا ان الجهود التى تبذلها الادارة الامريكية فى الفترة الاخيرة لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة بسبب سياسية التسويف وكسب الوقت التى تتقن تل ابيب استخدامها لمواصلة عمليات التهويد والاستيطان فى الاراضى المحتلة. الى ذلك راى موقع ديبكا الاسرائيلى ان القمة العربية موجهة فى الاساس ضد الرئيس الامريكى باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيرى، لافتا ان إعلان الكويت رفض الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية والتأكيد على ان القدس الشرقية هى عاصمة فلسطين.