الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفن الراقى وإعلام «الردح»




بعيدا عن السياسة ساعة من الزمن شاهدت خلالها عملا فنيا بشكل مختلف لإحدى روائع الادب العالمى لويليام شيكسبير «مكبث» برؤية لخريجى الدفعة الثالثة لطلبة مركز الابداع تحت إشراف المخرج المبدع خالد جلال وتحت عنوان «مكبث ولى» للمخرجة مروة رضوان، لتشاهد عملا مسرحيا غنائيا كوميديا برؤية مغاييرة، وتقضى ساعة من المتعة الفنية لمجموعة من الشباب الذين على الرغم من عدم اكتمال نضوجهم الفنى إلا أنهم أبهروا الحضور من حيث الاستعراضات والرؤية والديكور والاخراج والتفاعل مع الحضور ليقدموا «ليدى مكبث» كضحية وليست المذنب الأول عما حدث، حيث تظهر المرأة كونها لا يتعدى الثرثرة إنما المذنب مكبث الذى اعتمدت على سذاجته وظهر هو القاتل والمجرم.
خالد جلال تخرج من تحت يديه عدد من الممثلين الذين أثبتوا أنفسهم على الساحة الفنية الآن منهم محمد فرج فى ظل الحاجة الملحة لوجوة شابة تقدم فنا راقيا، ولكن للاسف بعض تلك العروض لا تأخذ حقها إعلاميا فى ظل الفوضى وحالة «الردح» الإعلامى التى نجدها بالاخص فى القنوات الخاصة واكتفت بتقديم كل ما هو محبط وسىء ونماذج عنيفة من الشباب وتقديم برامج تافهة والصرف عليها بشكل مبالغ بدلا من أن تدعم مثل تلك الأعمال الهادفة والراقية هذا بالإضافه إلى غياب دور إعلام الدولة.
مسرحيات «قهوة سادة» و«حلو الكلام» و«غنا الوطن» من أبرز أعمال مركز الابداع الذى يبهرنا مع كل دفعة تخرج ننتظر منه فى عرض الفرقة الأولى للمواهب فى منتصف الشهر المقبل عملا رائعا وعلمت انه سيتضمن حالة عدم الفهم التى نعانيها الآن وننتظر من خالد أكثر من ذلك لوجوده على رأس صندوق التنمية الثقافية الذى باحت اصوات المطالبين بضرورة ان يتولاه فنان مبدع وبوادر تواجده خيرا بقراره إعداد حفلات للفنان عمر خيرت ونسمة عبدالعزيز واخرين ممن لا نرى وجوههم سوى فى دار الأوبرا، إنما الآن سيكونون على باقى مسارح وزارة الثقافة ونتمنى أن تكون اسعار التذاكر متاحة لكل  شرائح المجتمع ليسرق برهة من الزمن فى ظل الأزمة الطاحنة الآن ليرتقى بالفن.
كذلك أتمنى من وزارات الإعلام والتعليم والثقافة التعاون بشكل جدى وملزم بعودة المسرح المدرسى واتاحة الرحلات لتلك العروض والمتاحف بشكل اجبارى للطلبة الذين تركوا لقوى الظلام تتحكم بهم لنرى جيلا جديدا مخالفا عن كل ما نراه من مهاترات تكاد تصل بنا إلى القاع وأن نقدم للشباب نماذج ناجحة من بينهم استعانت بمجهودها لتحقيق شىء ما يقدم بالمجان ويدرس بالمجان وهذا ما يفعله مركز الإبداع أحد أهم روافد الثقافة فى رأى فى مصر.
وفى النهايه تحية تقدير لكل مبدع محترم لا يستخف بالمشاهد وغير مسف وكل شاب يحاول أن يتعلم ويجتهد فى ظل الظروف الخانقة فى ظل إعلام خاص تخلى عن دوره واكتفى بتقديم كل ما هو مقيت وتافة وتجاهل المبدعين.