الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سحر البارسا




كتب: عادل عطية
لعل المتابع للكرة العالمية بشكل عام لديه ثوابت محددة يختص بها الأداء الأوروبى عالى المستوى.. وجميع الفرق تتغير فى أسلوبها الخططى من مباراة لأخرى تبعا للمتطلبات والأهداف وقوة المنافس.. وغالبا ما نجدها تهاجم فى ملعبها وتتحفظ أو تغير من أسلوبها التكتيكى فى خارج ملعبها بمعنى أن لها حسابات خاصة ومختلفة لكل مباراة على حدة.. فالطريقة تتغير توافقا مع قوة المنافس لكن هناك فريق واحد فقط يكسر هذه القاعدة وهو برشلونة الإسبانى «البارسا» الذى لا يبدل فى أسلوبه ونهجه على جميع الأصعدة المحلية والقارية فى ملعبه خارج ملعبه نفس الأسلوب الخططى والتكتيكى استحوذ، انتشار، اندفاع هجومى مستمر مهما كان اسم المنافس قوى.. وضعيف.. كبير.. صغير لا يتغير منهجه.. ومباراته الأخيرة فى الكلاسيكو أمام النادى الملكى ريال مدريد بنجومه الكبار ومدربهم المتميز كارلو أنشيللوتى الذى يعد من أفضل مدربى العالم ورغم أنهم فى كامل عنفوانهم وتألقهم المحلى والقارى إلا أنهم ظهروا أمامه كالحمل الوديع فى أحضان الفريق الكتالونى وخسروا 4/3 فى عقر دارهم وتحولت أحلامهم إلى أضغاث وكوابيس من خلال ابداعات المعجزة الكروية ليونيل ميسى صاحب الهاتريك الذى انفرد بصدارة قائمة هدافى الكلاسيكو فى اسبانيا ورفع رصيده إلى 21 هدفا فى مباريات الفريقين بمختلف البطولات متفوقا على الاسطورة الفريدو دى ستيفانو والموهوب نجم السامبا الجديد نيمار بخلاف الموزع الماهر إنيستا ورفيقه تشابى.. أن أسلوب البارسا رغم أنه يبدو سهلا ومكشوفا للجميع من ضغط مستمر فى جميع أرجاء الملعب.. وتمريرات سحرية من لمسة واحدة فى حيز ضيق وصغير وبتنفيذ متقن يتسم بالسرعة الفائقة لكنه فى كل مرة يبهر العالم ويمتعه ويجبر منافسيه على الوقوف عاجزين أمام مهارات لاعبى الكتيبة الكتالونية وقائدهم المحنك والقدير الارجنتينى جيراردو مارتينو مؤلف النوتة الموسيقية وموزعها على العازفين فى شكل عزف منفرد وجماعى رائع.. قد يخفق هذا الأسلوب مرة أو مرتين لكنه يمتلك مقومات العودة القوية.. فى السنوات الأخيرة لم نر غير قليل من الأندية هو الذى استطاع الوقوف فى وجه أعصار البارسا الذى يملك كل مقومات الكرة الحديثة ويجدد ويحدث عناصره للمحافظة على ريادته وعراقته ويضاعف قوته ليكون دائما على القمة وفى المقدمة.