السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خروج من تحت الأرض




كتب: أحمد محمد جلبى

لو كان لحسنى مبارك حسنة فى موضوع الإخوان الخوارج «سابقا المسلمين» فهى أنه تركهم يخرجون ببطء طيلة سنوات حكمه الثلاثين حتى برزوا للناس فى ذلك العام الذى احتل فيه الدكتور مرسى قصر الرئاسة، إخراج الثعبان من مكمنه تحت الأرض عمل شاق ومكلف خاصة عندما يكون هذا التيكون طويل الباع والناب!! فقد مكنهم من أن يبنوا تنظيمات اقتصادية وسياسية علنية مفوتا عليهم التوسع والتطوير فى الخفاء حتى ظن أغلب الناس وبالذات خلال العشر سنوات الأخيرة من حكمه أن الإخوان اندمجوا فى المجتمع المصرى المعاصر ولذلك حين تولوا السلطة كان تقدير الشعب لخطورتهم على حياته أقل كثيرا من الحقيقى أو ما حدث فقد كان رأس الثعبان وأجهزته المهمة لا تزال داخل الجحر ولم تكن كشفت بعد عن سمها؟ الآن بعد أن أصبح الإخوان خارج التخفى وفى العالم المعلن يقومون بعمليات شبه يوميه منذ تنحية «مرسى» ويتظاهرون وهى أمور كلها قائمة على «اللعب بالمكشوف» هل يمكن أن يعودوا تحت الأرض مرة أخرى كما يهددنا أكثر من بوق لهم بذلك؟ اشك، هناك أكثر من خمسة عشر مليون قطعة سلاح تم تهريبها خلال الأعوام الثلاثة الماضية للإخوان نصيب فى ثلثيها ما بين سلاح شخصى وعتاد حربى 100٪ استخدم بعضها فى عدد من العمليات الأخيرة وهى سلاح أمريكى وإسرائيلى وجزء من ترسانة العقيد القذافى رحمه الله الذى أتعبنا حيا وميتا ولست أغالى حين ادعى أن تخبئتها فى الصعيد والفيوم وسيناء يعلمه مسئولو الأمن أو بعضهم على الأقل، لماذا لا يقلقكم هذا؟!
الوضع الحالى اذن أن الإخوان لن يستطيعوا العودة تحت الأرض مرة أخرى وانتظار لحظة لدغ مناسبة، فذلك زمان انقضى أمره ومصالحهم وخروجهم الآمن فى فترة مرسى وما قبلها قد عودتهم الآن العمل السرى المعلن الذى يندرج تحت بند «الإجرام المقصود أو المافيا العلنية» وهو ليس أقل خطورة من الارهاب بل على العكس خطورته تنبع من عدم وجود دافع ايديولوجى عقائدى بقدر ما هو عمل مصلحى ومهنة ولا تستبعد أن يكون إثارة الاضطرابات فى الجامعة وقضية التحرش الشهيرة هناك جزء من ذلك الخط الممنهج فالتفنن فى ايذاء الشعب وتعطيل مصالحه «سرقة قطبان السكة الحديد»، ومحاولة اختلاق المشكلات صغيرها وكبيرها هى فى الواقع حالة من العمد الممهد للدخول فى حرب شوارع صريحة وواضحة وهناك حالة من التخريب ونشر الأمراض بل يقوم أفراد من الإخوان باطعام الكلاب الضالة بقايا حيوانات مذبوحة ومريضة فى أماكن راقية من القاهرة أملا فى اصابتها بالسعار وعقر الناس بتلك الأحياء ولا استبعد قيامهم على الصيف بحرق وضرب وتعطيل نقاط الكهرباء التى فى الشوارع حسب اقتراح فتاة إخوانية بثت ذلك على صفحات الفيس بوك «كتوجيه عام» ولم يتحرك أحد من مسئولى الأمن لمعرفة من وراء ذلك أو حتى الحيلولة دون ارتكابه؟ فى رأيى أن تغليظ العقوبة لمن يخل أو يدعو إلى مثل تلك الأفعال لا يجب أن يكون بالحكم بالإعدام غيابيا بل يجب أن يكون حضوريا وينفذ بسرعة أيضا وحاولوا أن تصلوا لرأس الأفعى فالذيول تنبت كلما قطعتها.


باحث وروائى