الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حروب الإعلام والمعلومات «1»




كتب: د.خالد عزب


تتعدد وسائل نقل الصورة الإعلامية، وتعددية هذه الوسائل تقود إلى تكوين صورة ذهنية محددة لدى المتلقى، لكن فى عصر تدفق المعلومات هذا المتلقى أصبح ذا عقلية ناقذة، خاصة أنه حينما يساوره الشك يستطيع أن يستدعى الرسالة الإعلامية عبر شبكة الإنترنت، لتحليل مضمون هذه الرسالة، فضلاً عن أن هذا المتلقى اصبح أيضًا فاعلاً، فأصبحت وسائط التفاعل الاجتماعى مثل facebook وtwitter وغيرهما أدوات إعلامية بامتياز، إن تنامى التفاعل بين الجمهور وأدوات الإعلام الاجتماعى أدت إلى شبكات جديدة للتواصل الإعلامى وما حدث فى تونس ومصر العام 2011 م، خير دليل على ذلك، إذ برهنت هذه الأدوات على فاعلية واسعة النطاق، أقوى بكثير من وسائل الإعلام التقليدية، لتشكل هذه الظاهرة ما يسمى دوليًا بالصحافة الشعبية التى تقوم على أداء الجمهور لوظائف الإعلام، لكن هذه الظاهرة لم تستوعبها الأجيال الأكبر سنًا، لكن دعونا نستدعى من الذاكرة البشرية ما يلى.
فى عام 1945م، تجمع الناس حول أجهزة المذياع لمعرفة الأخبار الفورية وظلوا بجوار المذياع لسماع المزيد من الأخبار حول وفاة الرئيس فرانكلين روزفلت، وكذلك الحال فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين حينما كان الوطن العربى يستمع عبر المذياع لأغنيات أم كلثوم.
حدث شىء مماثل فى عام 1963م، ولكن من خلال التلفاز، حينما اغتيل جون كيندى، فقد تحلق المشاهدين حول شاشة التلفاز لكى يشاهد الحدث الأصعب فى أقوى قوة فى العالم.
لكن الأقمار الصناعية وأجهزة التقاطها جعلت الحدث ينقل عبر الشاشات سريعًا، كحادث 11 سبتمبر 2011م.
لكن الشىء العميق هو إنتاج الناس العاديين أخبارهم وبثها فى التو واللحظة.
الإعلام البديل: من أشهر هذه الأنواع مركز الإعلام المستقل المعروف أيضًا باسم إندميديا Indymedia. فقد تم تأسيس هذا المشروع فى 1999 على يد مجموعة من الناشطين المناهضين للعولمة الذين أرادوا تغطية مؤتمر منظمة التجارة العالمية فى سياتل بطرق لم يعرفها الإعلام التقليدى. وقام الناشطون العاملون فى المركز بجمع مادة من مصادر مختلفة، منها أشخاص يحملون كاميرات فى الشوارع التقطوا صورًا لضباط الشرطة المحلية وهم يسيئون معاملة المحتجين. وفى ظل توافر نشرة إخبارية وموقع له على الويب، تمكن إندميديا من جذب جمهور كبير – وتسببت زيارة ثقيلة الوطأة من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI فى لفت الانتباه للمجموعة بدرجة أكبر. وقد أعطى الجهد المبذول فى سياتل مركز الإعلام المستقل دفعة قوية فنشر جناحيه. وبحلول منتصف عام 2003 أصبح له عشرات الوحدات التابعة فى الولايات المتحدة وحول العالم.
عندما اجتاحت الولايات المتحدة العراق فى ربيع عام 2003، نزل المحتجون إلى شوارع سان فرانسيسكو وشلوا الحياة فى المدينة وفقًا لروايات كثيرة. ومن خلال تعميم كاميرات رقمية وحاسبات محمولة وWI FI، تمكن المراسلون الصحفيون التابعون لإندميديا – وهم صالة أخبار مجمعة ذاتيًا – من تصوير الأحداث ببراعة.
وبوجه عام حقق جهد إندميديا بعض النتائج الجديرة بالثناء والإشادة. لكن سجل أداء متباين بطرق تُشعِر الصحفيين التقليديين بالضيق وعدم الارتياح، ويعود السبب الرئيسى فى ذلك إلى غياب الإشراف التحريرى. وقد قام موقع جوجل نيوز بحذف قصص إندميديا من قوائمه – وفقًا لشركة البحث – بسبب القلق بشأن الغياب المتعمد لرقابة مركزية تحريرية على ما يساهم به الأفراد فى الموقع. ومعظم ما ينشره الموقع عبارة عن صحافة قوية وفى بعض الأحيان رائدة، ولكن كما هو الحال مع جميع الأخبار المنقولة بواسطة الجماعات الشعبية، يُنصح القارئ بالنظر لها بعين الشك.
ونكمل الاثنين المقبل