الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تجاهل المسئولين لصناعة السفن البورسعيدية تهدد بـ«كارثة قومية»




بورسعيد - محمد الغزاوى


حذر صناع السفن فى محافظة بورسعيد من انهيار الصناعة، وتشريد مئات الأسر بالمحافظة، لتعنت الجهات المختصة بتنفيذ قرارات المجالس التنفيذية المتعاقبة تجاه صناع السفن، خاصة بعد نقلهم من منطقة القابوطى القديم إلى منطقة الجونة على قناة الإتصال جنوب مدينة بورفؤاد بالضفة الشرقية للقنال.
وقال محمد عبده الكتبى، مدير ترسانة بورسعيد مارين، إنه منذ أن أصدر لنا المحافظ قرار رقم 36 بتاريخ 23 ابريل 2001 بتخصيص قطعة أرض بحرى قناة الخدمة لنقل ورش عائمات القابوطى، لم يتسلم سوى 10 مستأجرين فى الفترة من 2001 وحتى 2005.
وأضاف الكتبى أن منطقة القابوطى هى المنطقة الأولى لنا والتى بدأنا بها مشاريعنا ما يقرب من 20 سنة، حتى أن صدر قرار بنقلنا إلى المنطقة الجديدة، فعمت الفرحة للتخلص من مشاكل كوبرى الرسوة القديم، ولتطوير سفن الصيد واللنشات الصغيرة إلى سفن وناقلات بترول كبيرة وضخمة والتى كنا لا نستطيع تنفيذها.
وتابع مدير تارسانة بورسعيد: عندما توجهنا إلى الأرض الجديدة لمعاينتها بدأت المشاكل فالأرض طينية، ولا تستوعب أعمال بناء السفن أو الأصلاحات، رغم ذلك أستلمنا الأرض وبدأنا فى استصلاح تلك الأرضى استسلاما للأمر الواقع بمبالغ طائلة.
ولفت الكتبى إلى وعود السادة المسئولين عند تحرير عقود إستلام الأراضى بأنها أرض صالحة وأفضل بكثير إذا ما قورنت بسابقيها، من حيث وجود مياه الشرب والتيار الكربائي، فى الوقت الذى ننهى فيه نقل المعدات الخاصة بصناعة السفن، إلا أن هذا بات حبراً على ورق لفترة دامت 3 سنوات.
واستنكر مدير ترسانة بورسعيد من روتينية الإجراءات التى كانت قد وضعتها المحافظة إثناء التوقيع باستلام الأرض، فكانت حرباً مع المحافظة وإدارة الأملاك، والغريب أننا نقوم الآن بدفع حق انتفاع الأرض 3 جنيهات للمتر الواحد، لتصل الآن لـ4.5 جنيه للتر.
ونوه الكتبى إلى بعد الرضا بالأمر الواقع والعمل فى تلك المنطقة بالرغم من كافة الضغوط والإجراءات التى وضعتها المحافظة عند تسلم الأرض والمستمرة حتى الآن، قام حى بورفؤاد بتحويل جميع قمامة المنطقة إلى جانب الورش، منوها إلى أنها فى بعض الأوقات تعوق حركة الدخول إلى تلك المصانع نظرا لكثافتها، وأنها كائنة بالقرب من تلك المصانع، ناهيك عن الأمراض التى قد تسببها القمامة والحرائق والأدخنة وكميات من الذباب يطارد العمال.
أما عبده الكتبى، الملقب برائد صناعة السفن فى الوطن العربى، قال إن مصطفى كامل، محافظ بورسعيد الأسبق، تفقد المنطقة بعد استلامها للتأكد من جدية تنفيذ المستأجرين للمشروعات التى تسلموا الأرض من أجلها.
وأشار عبده إلى أن المحافظ الأسبق قدم الدعم الكامل للمشروعات، مشيدا بها وبكونها تمثل صناعة مستقبلية للسفن فى مصر والوطن العربى.
وأوضح عبده أنه بعد أن أصدر المجلس التنفيذى قرارا بالموافقة على تملك المستأجرين أصحاب الورش  للأراضى التى أقاموا عليها تلك المشروعات بجلسة 26 يوليو 2004، لم يصدر حتى الأن بالرغم من تعاقب 3 محافظين تولوا منصب المحافظ، ضاربين بقرارات المجلس عرض الحائط، موضحا أن المنطقة صممت لتكون منطقة لوجستيه لخدمة الملاحة العالمية.
وأكد أنه يمتلك تعاقدات مع عدد من الدول بمختلف انحاء العالم، لبناء ترسانة بإحدى هذه الدول لصناعة السفن الكبيرة بعد ما اكتسبناه من صورة وسمعة طيبة خلال عملنا فى مجال صناعة السفن على مستوى العالم، بالرغم من ضعف الإمكانات وبيئة العمل الصعبة والمعوقات البيروقراطية للدولة.
ولفت عبده إلى أنه أطلق العديد من المبادرات والمناشدات لاستغلال خريجى المدراس الثانوية البحرية والصناعية قسم صناعة السفن، وإنشاء مركز تدريب عالمى لتأهيل ابناء بورسعيد ومحافظات الجوار التى تعمل فى مجال الملاحة البحرية لنشر المهنة والحفاظ عليها من الانقراض وايجاد جيل جديد للحفاظ على وضع المدينة الباسلة فى مقدمة صناع السفن فى العالم خاصة اننا اصبحنا من مصادر الدخل القومى لجلب العملات الأجنبية.
وطالب بزيارة رسمية من وزير الصناعة ومحافظ بورسعيد إلى المنطقة للتأكد من مدى مصداقية وجدية المشروعات وإلى أى مدى وصلت هذه الصناعة من تطوير، بعد أن تمكنوا من بناء الوحدات البحرية الجديدة والعملاقة والبدء فى تصدير بعضها إلى الخارج لفتح أسواق للترويج واشتهار السفن ذات الصناعة المصرية، مطالبا رئيس مجلس المدينة بإزالة القمامة من مدخل جونة العائمات لكونه مشهداً غير حضارى، فى الوقت الذى تأتى فيه زيارات من بعض الدول.