الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

باتفاق العلماء: استغلال طلاب الجامعات والمدارس فى الصراع السياسى حرام شرعا




تحقيق .. ناهد سعد ومحمود محرم

منذ بداية الفصل الدراسي الثاني وتشهد الجامعات وعلى رأسها جامعة الأزهر عودة المظاهرات الطلابية السياسية التي تحاول فرض رؤية أحادية واستغلال الجامعات في تحقيق مكاسب سياسية الأمر الذي نتج عنه تساؤل عن مدى مشروعية اشتغال طالب العلم بالأمور السياسية داخل الحرم الجامعى.


ولقد جاءت معظم اجابات علماء الأزهر والدين رافضة لاشتغال طلاب العلم بالسياسة، وشددو على أن مهمة الطالب في الجامعة هي التفرغ لطلب العلم، وترك الاشتغال بما يصرف عنه. وطلب منهم أن يتركوا السياسة لأهلها.
فمن جانبه يقول د. مبروك عطية  الاستاذ بجامعة الأزهر  إن مهمة طلاب الجامعة التفرغ لطلب العلم، وترك الاشتغال بما يصرف عنه، حتى يدعو إلى الله تعالى في بلدانهم على علم وبصيرة، ويواجهوا الجهل والظلمات المتراكمة عبر السنين. وأكد أهمية تفرغ طالب العلم للدراسة، وترك السياسة لأهلها، وعدم اشتغال بعض الطلاب بمواضيع السياسة أو متابعتهم لما يجري في بلدانهم من أحداث وفتن، بحجة مجاراة الواقع، والتركيز على الدعوة إلى الخير ومحاولة الإصلاح بين الناس.
وعلق على  بعض الدعوات التي توجه إلى طلاب الجامعة للقتال سواء داخل الحرم الجامعى الذى هو مكان لممارسه العلم فقط او خارجه  قال ان هذا لا يجوز و يعد إثماً كبيرا يقع على من يحرض قبل الطالب نفسه
 وأضاف عطيه ان العلم أساس كل عمل، حتى الجهاد فإنه لا بد أن يكون مرشداً بالعلم كما كان جهاد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وإن لم يكن على علم وبصيرة لن تكون له ثمرة، والجهاد المرشد بالعلم لابد أن ينجح
و فى نفس السياق رفض  د . أحمد كريمة استاذ الفقه بجامعة الأزهر ممارسة طالب العلم للعمل السياسى  واصفاً اياها بالمنكرات على الطالب ان يمارس السياسة مبررا ذلك بأن الطالب فى ذلك السن و تلك المرحلة تتحكم فيه الاهواء والمشاعر ويغفل فيه العقل رؤية الامور بموضوعية .. بالاضافة ان شباب الجامعات أكثر عرضه للإغواء لقله دراياتهم بالحياة و من هنا نجد ان كثيرا من شباب الجامعات خاصة هذه الايام مغرر بهم ذهنياً من فصيل بعينه ويستخدمه كوقود لحربة ضد الدولة ولذلك فالعمل السياسى للطالب فى حكم المكروه.. وحث كريمة أولياء الامور على نصح أبنائهم بالابتعاد عن السياسة حتى تنتهى مرحلة طلبة بالعلم و يتركوا له حرية الاتجاه بعد تخرجه فى الجامعه حيث بكون العقل اكتسب خبرات من سوق العمل و انتهت فترة المراهقة.
كذلك أكدت د. مهجة غالب عميد كلية اصول الدين بجامعه الازهر ان  طالب الجامعة هو طالب علم وان الجامعة هى محراب للعلم  فيجب احترامه و تقديسه و ليس تخريبه و اتلافه كما نرى هذه الايام من طلاب يستغلون الحرم الجامعى فى اعمال يدعون انها سياسية لكنها فى حقيقتها ارهابية تخريبية لا يرضى عنها الله تعالى و لا رسوله.. وأضافت غالب ولا ينبغى على طالب العلم ان يغير من اتجاهه وواجهته وهدفه الاساسى من دخوله الجامعه مؤكدة ان أحب الناس عند الله هو طالب العلم و ان الاسلام حارب الجهل وأوصى بالعلم والدليل ان أول  آية قرآنية نزلت أوصت للعلم.
 أضافت ان العقل ذكر بالقرآن 72 مرة حتى يتم تذكيرنا بأهمية أعمال العقل وعدم الانسياق الى اى دعوات تخريبية.. وبالتالى فلا يجوز ان يشغل طالب العلم نفسه بالسياسة ويتركها لاهلها ذوات الخبرة فيها حتى ينهى مراحل دراسته و يستطيع تكوين رؤية مستقبلية تتسم بالنضج الفكرى.
كما يؤكد  د. سالم عبد الجليل  مستشار المجلس الأعلى للشئون الاسلامية أن اشتغال طلاب العلم بالسياسية  سيؤدى الى اضعافنا امام أعدائنا و هذا تمام ما يريده الاعداء لان الطلاب هم المستقبل وعندما تفسد تعليمهم بالسياسة التى لا يفقون فيها شيئاً و التى هى من الاصل تحتاج لاصلاح فأنك بذلك تقضى على الجيل القادم بأكمله وتجعله يتناحر ويتقاتل و ذلك بخلق فريقين داخل كل جامعة وكلية او حتى مدرسة وتجعل من الاصدقاء أعداء والاهم والاخطر هو ان تشغلهم عن رسالتهم الاساسية وهى تحصيل العمل فتتحول المدارس الى نماذج مصغرة من الصراع السياسى.
كما يؤكد الشيخ محمود عاشور وكيل مشيخة الازهر السابق ان طالب العلم مهمته منقطعة ومتوقفة في طلب العلم فقط واهله يصرفوا عليه كي يتعلم ويبقي وضعه جيد حتي يتخرج ليساعدهم ولكن قطع الدراسة والتوقف عنها ويبقي من قاطعى الطرق ويترك العلم ويتجه الي العنف والتخريب والتدمير وما الي ذلك فهذا ليس من اساليب طالب العلم ولكنها اساليب البلطجة.
وتابع طالب العلم يفترض انه سيتخرج عالم في تخصصه اي كان وبالتالي العالم لا يدخل في مثل هذه الامور التي هي امور المجرمين وقاطعي الطرق والبلطجية  لذلك ينبغي علي طالب العلم التفرغ لعلمه حتي حقق الامل لاهله بلده لكي يساعدها علي النهوض بالعلم لا بالتخريب.
 وقال الشيخ زكي عثمان عضو مجمع البحوث ان طالب العلم ينبغي عليه التفرغ للعلم وبعد ان ينتهي من علمه يشترك في الامور السياسية ان اراد، مشيرا الي انه لا يجوز المشاركة في العمل السياسي اثناء طلب العلم لان طلب العلم ينبغي له التفرغ والتهيئة النفسية والمعرفية.