الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سامح عيد يقدم 20 رسالة من «رسائل التكفير فى فكر حسن البنا»




أصدرت دار المحروسة مؤخرا كتاب «رسائل التكفير فى فكر حسن البنا» للباحث بشئون الحركات الإسلامية سامح عيد، الذى يسعى فيه لنقد أفكار البنا ورسائله، والتى عبر فى مقدمته عن رؤيته فى أن البنا هو من رمى بذرة التكفير وكان سيد قطب هو ثمرتها، الذى أسس بدوره لفكر التكفير داخل الجماعة و خلق مجموعة جديدة بفكر جديد سميت بـ«القطبيون»، والتى بفعل التغيرات السياسية فى مصر طفت إلى السطح وكشفت عن حقيقة توجهاتها التى رفضها المصريون وسارعوا بخلعهم بعد انقضاء سنة كاملة على حكمهم لمصر.
عن هذه البذرة التكفيرية التى تربت عليها الجماعة ينتقد عيد فكر البنا عبر رسائله فى عشرين فصلا متتالية، حيث يستعرض فقرات كاملة من الرسائل ويشرحها تفصيليا ويناقشها، ولقد بدأ مع الدعوة ورسالة البنا لجماعته التى يقول فيها «إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة نزيهة بريئة، قد تسامت فى نزاهتها حتى جاوزت المطامح الشخصية واحتقرت المنافع المادية، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض، ومضت قدما فى الطريق التى رسمها الحق تبارك وتعالى للداعين قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين»، يرى عيد أنه فى دعوته تلك، تحدث عن الحق المطلق الذى يملكه كما دلل عليه بآية قرآنية، حملت الكثير من الأمانى والأحلام التى لا وجود لها على أرض الواقع.
فى موقع آخر من الكتاب تحدث عيد عن المقياس الذى اتخذ منه البنا الأساس لإيضاح حقيقة دعوة الجماعة وأهدافهم وكان المقياس هو كتاب الله عز وجل «القرآن الكريم»، اعتبرها عيد خدعة قديمة، حيث استغلها من قبل معاوية بن أبى سفيان عندما أوشك جيش على بن أبى طالب على الفوز، فأمرهم برفع المصاحف على أسنة الرماح منادين «تعالوا إلى كتاب الله ليحكم بيننا» وفُتن الخوارج بدعوة معاوية، ورد عليّ وقتها قائلا : أن القرآن حمال أوجه، أعاد التاريخ نفسه فى تلك المرحلة التى كانت مصر تتجه فيها نحو الحداثة بالنظام الحزبى والبرلماني، وكانت الملكية تقترب وقتها من الملكية الدستورية، فى ضوء وجود ثورة سعد زغلول موحدة قطبى الأمة «المسلم والمسيحي» وثورة ثقافية اجتمع فيها أساطين الثقافة المصرية بل العربية الحديثة، اعلن البنا عن دعوته للاحتكام إلى القرآن الكريم فى محاولة منه لتقويض حالة التقدم التى تخطو مصر إليها، رفضا للدولة الوطنية الحديثة وعودة إلى الخلافة.
اختتم عيد كتابه بأن الحل الأمنى لم يفلح مطلقا فى حل مشكلة وجود جماعة الإخوان المسلمين، فالجماعة تسعى إلى خلق مصر «الأحادية»، بينما النخبة والشعب يسعون إلى مصر «المتنوعة»، إذن فهى معركة فكرية فى الأساس، والتى لخصها عيد فى أن فكرة الإخوان المسلمين تعتمد على ثلاثة عناصر أساسية هى : الزعيم الروحى – السمع والطاعة – العزلة الشعورية والنفسية لأعضاء الجماعة، من هذا المنطلق علينا تفكيك تلك العناصر وهو ما يحتاج إلى مشروع فكرى ثقافى حقيقى لم يتناوله أحد بعد.