الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مثقفون: خطاب الترشح أجاب عن الكثير من الأسئلة




تحقيق – تغريد الصبان

بعد اجتماعات متعددة انتهت بوصول الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور قادما من ختام الدورة الـ25 للقمة العربية بالكويت رأسا إلى قاعة اجتماعات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ليقبل استقالة المشير عبدالفتاح السيسى من منصبه كوزير للدفاع والإنتاج الحربى والتصديق على ترقية الفريق صدقى صبحى إلى فريق أول، ليعلن السيسى عن قراره بالترشح لرئاسة مصر نزولا على الرغبة الشعبية التى أصر قطاع كبير منها على تقدمه للانتخابات الرئاسية القادمة.
البعض من المثقفين يميل بقوة نحو ترشح السيسى للرئاسة وهناك آخرون كانوا يميلون إلى بقائه وزيرا للدفاع، ما بين الرأيين نقرأ أفكار عدد من المثقفين فى السطور التالية


شاعر العامية الكبير الخال عبدالرحمن الأبنودي، فى صوت حمل الكثير ن نبرات الهدوء النفسى والسلام، يقول: رأيى هو رأى جماهير الشعب المصري، اطمئن القلب وسادت حالة من الهدوء الآسن لدى الجماهير، فالرجل غطى كل الأسئلة المثارة لدى الناس، وكان لديه رؤية واسعة ومحددة يلخصها قوله عن استرداد مصر، وإعادة بنائها، وطبعا استرداد مصر هذه تعنى ان نخوض الحرب على كل الجبهات فى الداخل والخارج، أى على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى كما ذكر فى خطابه، وفى كل الحالات كان الخطاب جادا وإنسانيا وهادئا، فنحن لم نعتاد من قبل على الرؤساء من ذوى الأصوات الهادئة، فهو لا يزعق ولا يشوح ولا يحاول إيهامنا بما لا يستطيع أن يحققه، هذا رجل علمه عمله السابق فى المخابرات والجيش أن كل كلمة مسئولية، وان كل خطوة لا تتم إلا عن يقين، وأنا متفائل كالعادة، وأصلا لم أفقد تفاؤلى فى أقسى اللحظات التى مرت على مصر.
أردف الخال: نحن مع الرجل، قلبا وقالبا، ونضع أكتافنا تحت أحماله، وفقنا الله وإياه لما فيه خدمة مصر.
لفت الخال فى ملاحظة هامة قائلا: هناك أشعار  خرجت هذه الأيام على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» امتد فيها «السيسي» وهى ليست من أشعاري، اشعار ركيكة و «مكسرة»، وليس لى صفحة على أى من مواقع التواصل الاجتماعى والتى لا أجيد استعمالها من الأساس، لذا لزم التنويه، وذلك لأنى لاحظت أن كل الفضائيات صباحا ومساءا أذاعت هذا الشعر التافه، على أنه إحدى قصائدي! وكأن الشعر «بيض» وكأننا «فراريج» نبيض ونحن نمشي، فالشعر معاناة وصدق ومكابدة، ووعى عميق بأحوال بلادنا، ماضيها ومستقبلها وليس بمثل هذه الأقوال المبتذلة التى كتبها شاعر أكثر ابتذالا.
الكاتب والروائى يوسف القعيد يقول: أولويات مشاكل مصر حددها السيسى بشكل جيد فى خطابه، حيث تحدث عن الفقر والسكن والمرض والبطالة، أيضا حديثه عن سيادة مصر واستقلال قرارها كان حاسما بشكل واضح وجيد، فيه استعادة لدور مصر بشكل جيد، وهو كلاما مبدئيا، لا نستطيع أن نتساءل أين الثقافة فيه، فالثقافة هى قوة مصر الناعمة وأعتقد أنها ستكون حاضرة ومأخوذة بعين الاعتبار فى البرنامج الانتخابى الذى سيعرض فى خلال أيام، إنما كلمته جيدة وإن كنت أتمنى ان يمر فيها على الثقافة والفن باعتبارها عناصر قوة حقيقية لمصر وأحد مبررات وجودها التاريخي، لكن لا أريد أن أكون كمن لم يجد بالورد عيباً فقال يا أحمر الخدين، فعلينا أن ننتظر البرنامج التفصيلى ونقرأ ما يخصنا فى الثقافة والفن.
واختتم القعيد كلمته مؤكدا أن صوته للسيسي، لافتا أن عليه أن يتنبه جيدا لقيمة الثقافة والفن، مشيرا لعدم استباق الأمور والحديث فى إطار ما قاله سلفا.
الكاتبة مى التلمسانى قائلة: الترشح كان متوقعا.. أتوقع أن تواجهنا فى الايام المقبلة ثورة مضادة من طرف التيارات الاسلامية ممثلة فى الاخوان المسلمين ولهم ثأر مع المشير ومع المؤسسة العسكرية منذ احداث رابعة، كما أتوقع أن يكون هناك رداً قوياً .
هذه الدائرة المفرغة التى اوقعنا فيها الاخوان المسلمون وحتى اليوم هى تبعات نظام مبارك الفاسد الذى قامت الثورة من اجل القضاء عليه، ولكن علينا فيما يبدو ان نحشد الجهود مرة اخرى وراء مرشح مدنى الروائى الدكتور زين عبدالهادى الرئيس الأسبق لدار الكتب القومية يقول: الحقيقة ..مهم جدا اقول رأيى لله والوطن وفى وقت عصيب حتى لو كان لنفسي.. لم يكن ممكناً لفصيل دينى مهما كان ان يحكم الوطن ﻻنه بطبيعة الحال لن يمكنه ان يحكم بالعدل، بل بالعكس دائما سيتحيز ﻻبناء الفصيل الذى ينتمى إليه.. اﻻمر اﻻخر ان الرعب عم مصر كلها، وقلت وقتها ان القانون سيطبق على النوايا بعد ذلك وليس الأفعال.. ونعلم جميعا ان اختيار اﻻخوان فى اﻻنتخابات كان مزيفا ولجأ لبطون الفقراء.. ونعلم كذلك ان كل هذا الخراب سببه دولة حسنى مبارك الفاسدة والتى زورت ارادة المصريين مرارا وتكرارا وفساد كل المسئولين السياسيين واﻻمنيين الذين سمحوا بتغول الفصائل الدينية بسبب انهماك الجميع فى الحصول على مكاسب الفساد. . ان دولة العدل هى التى لن تفرق فى محاكمة فصيلين خربا البلد.. ووجوه بعض من خربوا البلد مازالت فى الحكم ﻻسباب امنية.. وحكم مصر على اساس امنى سيكون خرابا لمصر كلها.. اقبل بامن مؤقت على ان تختفى كل الوجوه الرديئة الفاسدة ومعها التيار الدينى كله..ولن يتم ذلك إﻻ بتحقيق العدل والغذاء والصحة والتعليم المحترم لكل المصريين وتطبيق القانون على الجميع . اما ترشيح السيسى فقد كنت ضد هذه الخطوة لكنها أمر يبدو أنه لابد منه.. فقط وارجوك لاتكون رئيسا مدى الحياة.. فحسنى مبارك قال انه لن يجلس فى الحكم اكثر من مرتين. لكنى لم اكن اعتقد ان كل مرة هى 15 عاما..!، واختتم قائلا: الأذكياء هم الذين يعرفون متى يتقدمون الصفوف..الأكثر ذكاء هم الذين يعرفون متى ينسحبون!
استشارى ترميم الآثار المعمارى طارق المري، يوضح فى تحليل لرأيه عن استقباله لترشح السيسى قائلا: فى نظرى أن ترشح السيسى هو خطوة فى نفس اتجاه ثورة 30 يونيو بمعنى انها خطوة نتيجة قصور ذاتى للقوى الدافعة للدولة المصرية فى التسعة شهور الأخيرة، وهى نتيجة حتمية للحراك السياسى الحادث فى تلك الفترة، وهو مرشح قوى 30 يونيو وهى الجيش وتمرد فى الأساس وبعض الأحزاب الأخرى مثل الوفد والمصريين الأحرار وغيرها، المشكلة الأساسية هى انعدام البديل السياسى المواجه للمشير السيسى بمعنى أن القوى السياسية فى مصر لم تثبت على أرض الواقع وجود شخصية سياسية قائدة قادرة على قيادة الدولة.
أردف المرى: للأسف الساحة السياسية المصرية خالية من السياسيين المهرة حتى حمدين صباحى يعتمد على حفظه لخطى عبد الناصر على الرغم من اختلاف الزمن ولا نجد له رؤية سياسية واضحة شأنه شأن العديد من الأسماء على الساحة مثل عبد المنعم أبو الفتوح، وحتى تاريخه لم نجد من له بصمته السياسية الخاصة التى يستطيع بها مواجهة المشير السيسى الذى أصبح بطلا فى نظر العديد من المصريين ومنقذا لهم من الانزلاق لعصور الظلام على أيدى الإخوان وحكمهم، حتى الإخوان نفسهم على الرغم من شدة تنظيمهم فلم تكن لهم الرؤية السياسية لقيادة بلد مثل مصر وحتى لو كان لهم مرشح فى مقابل المشير السيسى لم يكن ليصمد أمام الحب الجارف له.