الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

37 عاما على رحيل صوت الثورة «حليم»




ولد عبدالحليم شبانة فى قرية الحلوات بمحافظة الشرقية وهو الاخ الأصغر بين أربع أشقاء، وتوفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفى والده وانتقل مع أسرته ليقوم خاله الحاج متولى عماشة بتربيته فى بيته.
وكان يلعب مع أولاد عمه فى ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذى رافقه طوال حياته، والتحق بعد ذلك بالكتَاب ثم التحق بمدرسة القرية، ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيساً لفرقة الأناشيد فى مدرسته، ومن وقتها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به.
والتحق بمعهد الموسيقى  قسم التلحين عام 1943 والتقى بالفنان كمال الطويل  إذ يدرس بقسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا فى المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر فى بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأبواه عام 1950.
وجاءت بدايته الحقيقية عندما استمع إليه حافظ عبدالوهاب مدير البرامج الإذاعية، الذى كان أول من اقتنع بصوته، وأعطاه اسم حافظ بدلاً من شبانة وقدمه لمحمد الموجي، وبدأت رحلته مع الغناء، وكانت أولى أغنياته قصيدة «لقاء» للشاعر صلاح عبدالصبور.
وقدى أثرى عبد الحليم حافظ  الساحة الغنائية بالكثير من الأغانى التى تنوعت بين  الرومانسية أو الدينية أو الوطنية.
ورغم أن عبدالحليم حافظ  ظهر فى زمن غنى بالأصوات القوية أمثال كارم محمود، محمد فوزى، إلى جانب فريد الأطرش الذى ملأ ساحة الطرب والغناء فى عصره، وفى زحمة هذه الأصوات الجيدة لم يكن من السهل على عبدالحليم الوصول إلى آذان الناس وقلوبهم،حتى جاءت ثورة يوليو فحملت معها إبداع هذا الشاب الذى كان صوت مصر الدافئ ومعتمد الثورة ومندوبها للجماهير، فكان عبد الحليم ذلك السفير الذى رافق آلام الشعب المصرى وآماله زهاء ربع قرن.
 ورغم شهرته بالأغانى الرومانسية، إلا أنه كان رمزاً لمرحلة فارقة فى التاريخ المصرى بما أنشده من أغان وطنية حفرت فى ذاكرة وجدان كل العرب وليس المصريين فقط.
فأغنيات عبدالحليم الوطنية هى من وضعت أعظم خريطة للغناء الوطنى فالمتابعين لمسيرة عبدالحليم حافظ منذ قيام ثورة يوليو 1952 وحتى رحيله يتأكد لهم أنه الفنان الوحيد الذى استطاع أن يؤرخ قيام الثورة وإنجازاتها والأحداث التى مرت بها ،وكذلك الخطوات الإصلاحية التى قام بها زعيم الثورة جمال عبدالناصر.
فهناك الكثير من الأغنيات العظيمة التى كان عبدالحليم يؤرخ بها مسيرة الثورة وإنجازاتها والأحداث التى مرت بمصر وفى مقدمة هذه الأغنيات» حكاية شعب « بمناسبة بناء السد العالى ويروى فيها عبدالحليم قصة بناء السد العالى والتحديات التى واجهت لبناء السد ورفض البنك الدولى منحه أى دعم أو تمويل لبنائه مما جعله يعلن على العالم أجمع قرار جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس إذ تضمن النص الغنائى لحكاية السد هذا القرار الذى أذهل العالم.
ولا ننسى أيضاً أغنيته العبقرية التى كتبها صلاح جاهين ولحنها كمال الطويل وكانت الأغنية الرئيسية التى رددتها الجماهير مع ثورة الشباب فى 25 يناير وهى أغنية «صورة صورة كلنا كدة عايزين صورة».
وتوفى عبد الحليم حافظ  فى 30 مارس 1977 فى لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاماً، وقد تم تشييع جثمانه فى جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر والفنانة الراحلة أم كلثوم  سواء فى عدد البشر المشاركين فى الجنازة الذى بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص، أو فى انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.
ويكفى أن عبدالحليم  كان صوت الثورة وصوت الحب وصوت كان يجمع العرب دوما على أغانيه فقد نجح عبدالحليم فى أن يوحد الشعوب العربية على كلماته فى «صورة» و»أهلا بالمعارك».