الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إنكار الذات!!




سرت القشعريرة فى جسدى عندما سمعت بيان المشير السيسى مع إعلان استقالته من منصبه كوزير للدفاع والترشح لانتخابات الرئاسة.
فعلى الرغم من تفاؤلى بكونه سيكون بمشيئة الله رئيسا لجمهورية مصر ومحاولة خروجها من كبوتها الراهنة التى يعلمها الجميع ويزيد من عبئها الحاقدين والعابثين بالبلاد.. إلا أنى شعرت عند تلبيته لنداء الشعب أنه ينخلع قلبه من فرط الحزن والآسى على تركه حياته التى بدأها منذ كان صبيا فى عمر 15 عاما كطالب فى القوات المسلحة فليس من اليسير أن ينخلع عن تلك الحياة والدخول فى حياة أخرى لن نقول إنها أصعب من الموت وتقديم روحه فداء للبلاد من خلال القوات المسلحة ولكن التحول إلى حياة الجميع يعلم كم تفتقد الى الالتزام والسيستم المنظم والمنضبط حيث يعلم فرد دوره ويؤديه بخوف من الله على أكمل وجه.
وعلى الرغم من ذلك الحزن والدخول فى حياة جديدة لا يعلم ما تخفيه سوى الله فقد قبلت يا سعادة المشير نداء الشعب «انكار للذات» وخوفا على مصلحة البلاد لاستكمال خارطة الطريق وعودة رفع اسم مصر عاليا فى كل مكان.
ففى مقال سابق لى بعنوان «فى عونك الله» ذكرت المصاعب والتحديات التى ستواجه الرئيس الجديد والآن أقولها صراحة كان الله فى عونك يا سعادة المشير، فطبيعة الحال ليس من اليسير أن تسير أحوال البلاد قريبة من النظام العسكرى الذى يا يختلف عليه اثنان من الانضباط ومواجهة التحديات.
وأقولها بصدق نحن فى حالة حرب مع الذات فلابد أن يترك كل فرد أنانيته، مثلما فعل السيسى وخلع بدلة القوات المسلحة، والتكاتف بصدق واظهار حب البلاد بصورة عملية وليست بالشعارات والكلام فقد دقت ساعات الحرب ليس بالسلام ولكن بالعمل الجاد والشاق وتطبيق القانون على الجميع سواسية دون أمير أو خفير واقرار العدالة الاجتماعية، وإنهاء عصر الشعور بالظلم والاضطهاد ويعرف الجميع معنى كلمة الوطن وتقديم روحه فداءا له ولمستقبل أولاده وأحفاده فإقرار العدل أكبر حافز للعمل والتفانى حتى يعلم العالم بأكمله أننا المصريين.
ورغم جميع التحديات فنحن نعلم يا سعادة المشير أن رجل الجيش وجنود المؤسسة العسكرية لا تقبل الفشل أو الهزيمة وستأخذ بأيدى الشعب بأكمله للخروج من تلك العثرة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا!!