الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

البحث عن القتل.. مهنة الصحفيين




كتبت - دنيا نصر


تعرض الصحفيون المصريون منذ ثورة 25 يناير للعديد من الاعتداءات التى تنوعت ما بين الضرب والاختطاف والإصابات وصولا إلى القتل من ثورة 25 يناير 2011 إلى مارس 2014.. حيث بدأت الصحافة المصرية تشهد العديد من قتل صحفيها واختطافهم اثناء رصدهم للاحداث التى يشهدها الشارع والجامعات والمؤسسات المصرية يوميا فبدأت بافتقادها اولى شهدائها الصحفى بجريدة «التعاون» الصادرة عن مؤسسة الاهرام احمد محمود الشاب الذى كان يتابع احداث مظاهرات 28 يناير والذى يسمى بـ«جمعة الغضب» فكان موعده مع القدر سريعا من خلال رصاصة القناص التى كانت سبب فى لفظ انفاسه الاخيرة فى 5 فبراير 2011.. حتى صنفته هذه الحادثة كاول صحفى يقتل منذ اندلاع ثورة 25 يناير المطالبة بتنحى الرئيس الاسبق حسنى مبارك حيث خلف احمد وراءه ابنته نورهان وزوجة كانت تحمل جنينا حين قتل.. فهذه الحادثة التى اهملها المسئولون ولم يستجب احد لرصاصات الغدر هذه ولكن تم تخليد اسم الشهيد فى لوحة تذكارية رخامية داخل نقابة الصحفيين.. وكان منهم ايضا تامر عبد الرءوف مدير مكتب جريدة الاهرام بالبحيرة والذى قتل فى 20 اغسطس اثناء حظر التجوال فى احد الكمائن العسكرية بمدينة دمنهور ولم يتحدث عنه احد فى الاعلام الا انه اطلق اسمه فقط على احد الشوارع الرئيسية بدمنهور ومن زملاء المهنة ايضا الصحفى بجريدة الاخبار ومراسل قناة «مصر 25» احمد عبد الجواد والذى ارتقى شهيدا بعد احداث فض اعتصامات رابعة العدوية يوم 14 اغسطس على يد الجماعة الارهابية ولم يتحدث احد عنه الا انه خلد اسمه فقط على احد شوارع القاهرة.. وكان من ضمنهم ايضا الصحفى الحسينى ابو ضيف والذى قتل برصاصة قاتلة خلال مصادمات بين متظاهرين مناهضين للحكومة وبين مؤيدى جماعة الإخوان المسلمين خارج القصر الرئاسى فى ديسمبر قبل الماضي، وكان يبدو فى البداية أن هذه الحادثة تتطابق مع نمط مؤسف ومألوف، إذ يُقتل صحفيون أثناء تغطيتهم للتظاهرات السياسية من جراء رصاص طائش ينطلق دون اكتراث وسط معمعة العنف فى الشوارع.. وغيرهم من شهداء الصحافة المصرية الذين غامروا بحياتهم المهنية فى سبيل الحقائق للشعب المصرى والتى كانت اخرهم الصحفية الشهيدة الشابة ميادة اشرف البالغة من العمر الـ22 والتى قتلت على ايدى جماعة الغدر اثناء مغامرتها فى توصيل المعلومة والصورة للقارئ حين تغطيتها لاحداث منطقة عين شمس والتى قررت نقابة الصحفيين صرف مرتبها شهريا كما هو و50 الف جنيها لاهلها.. فما الذى يعوض هؤلاء الشباب الذين تحولوا ضحية من انسان حى الى جثة هامدة ومن جثة هامدة الى مجرد رقم فى كشف لم يعرف احد متى ينتهى؟