الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قال لقائد الحرس الجمهورى: لففونى فى القصر شوية.. عاوز أتفرج يا أخى




«مرسى فى القصر.. نوادر وحكايات» كتاب جديد صدر عن الدّار المصرية اللبنانية، للكاتب الصحفى مصطفى بكري، يحتوى على عشرة فصول غير المقدمة والإهداء، وينتهى بأربع وثائق مهمة عن عصر مرسي، والسنة التى تحكم فيها الإخوان المسلمون فى مقدرات الشعب المصري، وكادوا يوردونه موارد الهلاك، وقد أهدى مصطفى بكرى كتابه: «إلى من كان يسميهم مرسى بـ «الفلول» داخل مؤسسة الرئاسة».
يذهب مصطفى بكرى فى كتابه الذى قدمه بصورة ساخرة إلى منطقة جديدة، فى صراع جماعة الإخوان المسلمين مع الدولة المصرية ومؤسساتها، حيث يرصد السلوك الاجتماعى الشاذ عن الروح المصرية الذى اتسمت به جماعة الإخوان، ممثلة فى مندوبها فى قصر الرئاسة محمد مرسى وكيف كان يتصرف اجتماعيًّا، وعلاقته والطعام، والتى فاقت كل ما يعرف الخيال الشعبى من «نهم وجشع».
يروى مصطفى بكرى فى الفصل الأول وعنوانه «الفتة يا جدع» كيف استقبل مرسى خبر فوزه بمنصب الرئيس: دخل إليه فى شقته فى التجمع الخامس عدد من ضباط الحرس الجمهوري، كان يجلس فى شقته مرتديًّا الجلباب، وحوله مجموعة من أصدقائه المقربين فى جماعة الإخوان، شاهد الضباط بقايا من أكلة «الفتة» فى صينية كبيرة على الأرض، وقف محمد مرسى يستقبل ضيوفه الجدد، وراح يحتضن الواحد تلو الآخر، ويقول لهم: «أهلًا يا وش الخير.. اتفضلوا نجيب غدا».
يروى ضباط الحرس لمصطفى بكري، أن مرسى كان يرتدى ملابسه على عجل، وهاتفه لا يتوقف عن الرنين، وكان يبدو متلعثمًا فى الردود، لكن أخطر اتصال جاءه من المرشد محمد بديع، هب مرسى واقفًا، وقال بصوت عالٍ أمام الحاضرين: «البركة فيك يا فضيلة المرشد، صبرنا كتير وربنا كرمنا أكبر كرم.. يعز من يشاء ويذل من يشاء». ثم ظل يردد كلمة «حاضر» أمام الحرس وأصدقائه عدة مرات.
بعد أن تحدث مرسى للتليفزيون، طلب مرسى استئذان المشير طنطاوي، حتى يذهب إلى القصر الجمهورى «لأخذ فكرة» فوافق المشير، وعندما دخل مرسى مكتبه، تحسس المكتب بيديه، ونظر إلى المصوّر التليفزيونى وقال له: «صوّر كويس يابني» ثم قال لقائد الحرس: عاوزكم تلففونى فى القصر شوية، عاوز أتفرج يا أخي». لم يكن مرسى يعرف الفارق بين قائد الحرس ورئيس الديوان، توقف أمام سجادة ثمينة «8 متر فى 8 متر»، السجادة موروثة من أيام الملك، قيمتها المالية فى الوقت الراهن لا تقل عن ثلاثة ملايين دولار... قال الرئيس بصوت عالٍ: «إيه السجادة دي؟» إزاى تحطوا سجادة قديمة بالشكل ده للرئيس، ده قرف إيه؟ انتوا ابتديتوا تشتغلولي، كل السجاد القديم ده تشيلوه، أنا عاوز سجاد من «النساجون الشرقيون».
مرسى يكذب فى خطابه الأوَّل: عندما ذهب مرسى إلى ميدان التحرير، ليخطب فى أهله وعشيرته، أفرط فى إطلاق الوعود، وفجأة أزاح من أمامه حرّاسه بطريقة عصبية، عاد إلى الخلف خطوة، ثم تقدَّم إلى الأمام خطوتين، وراح يشكف صدره للجميع وقال بأعلى صوته: «أنا لا أرتدى قميصًا واقيًّا وأؤكد لكم أننى سأعمل معكم فى كل لحظة من ولايتى الرئاسية». اندهش رجال الحرس الجمهوري، الرئيس يكذب، إنه يدّعى بكل جرأة أنه لا يرتدى القميص الواقي، مع أنه كان يرتدى الفانلة الواقية من الرصاص، والتى تظهر من بين ثنايا قميصه، وكان رجال الحرس يرتدونها أيضًا.
أما أبناؤه كما يرصد مصطفى بكري، فكانوا يتعاملون مع ممتلكات الدولة على أنها ملك شخصى لهم، ويروى فى ذلك وقائع شديدة الغرابة، فأحد أبنائه أهدى خطيبته الطالبة فى كلية الطب، عربة حديثة من أسطول الرئاسة، لكنها حطمتها فى حادثة، فأرسلها خردة إلى الرئاسة وأعطاها غيرها، وزوجته كانت تعترض على نوع السيراميك وتأمر بإزالته مما كلف الدولة 14 مليون جنيه، على حمام واحد فقط. وكانت عندما تذهب إلى قصر المنتزه تتأمل اللوحات على الجدران وتقول إن سكان القصر السابقين كانوا من عبدة الشيطان.
ويأتى دور من عينهم الرئيس معه فى القصر، مثل باكينام الشرقاوي، وخالد القزاز، وأحمد عبد العاطي، وغيرهم أغلبهم خريجى سجون، بعضهم سُجِن فى قضية ميليشيات الأزهر العسكرية، وآخرون اعتقلوا فى قضية سلسبيل، وجميعهم تعاملوا مع مصر على أنها غنيمة وحكاياتهم فى هذا الكتاب تفوق ألف ليلة وليلة.
وقد سمعها وسجلها مصطفى بكرى من العاملين فى القصر، لتكون سجلًا صادقًا، وصورة حقيقية عن الوضع فى مصر، فى السنة التى حكم فيها الإخوان.