الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أهل الحل والربط




كتب : أحمد محمد جلبى


الحدث الابرز هذه الايام ترشح المشير عبد الفتاح السيسى بعد استقالته من وزارة الدفاع لمنصب رئيس الجمهورية، كثيرون نادوا ببقائه فى منصبه خوفًا من المجهول «الإخوان الخوارج» وكثيرون نادوا بأن يظل فى الدفاع ويترشح بحل قانونى استثنائى «وهل هذا يجوز» وآخرون عارضوا كل اتجاه يحول بين السيسى ورئاسة الجمهورية بشكل طبيعى وقانونى ليس لان العالم يتابع حركتنا التالية، بل لان حياة الشعب المصرى ومستقبله فى تقدير وتنفيذ هذه الخطوة بسلام؟ هل الترجمة واضحة لحركة تسعة أشهر مضطربة راهن فيها الإخوان وتيار الدعم غير الشرعى والسرى على حرق مصر وعدم الوصول بالوطن الي رئيس جمهورية جديد وتعالوا نتذكر معًا ما حدث اعقاب ثورة 30 يونيو التصحيحية، فقد شل الإخوان الشوارع وصنعوا بؤرتين تكفيريتين فى ميدان رابعة والنهضة وحاولوا بكل الطرق جر شكل الجيش واستفزازه، قتلوا الضباط فى أقسام الشرطة ومثلوا بجثثهم، حرقوا دور العبادة مساجد «تخريب جامع النور» وكنائس، حرقوا محافظة الجيزة وعددًا آخر من منشآت الدولة، فعلوا كل شىء تقريبًا لجر البلاد لكارثة بكل المعانى تحول مصر إلى أى دولة فى المنطقة «سيناريو ليبيا أو سوريا أو اليمن» وكان فى تخطيطهم حتى استدعاء حلف الناتو التدخل العسكرى فى مصر؟ ولذلك حظى الجيش وقياداته بتأييد متزايد مع تقدم الصورة ووضوحها فى أعين حتى المواطنين العاديين، والمواطن الحى الضمير هو الذى صنع غطاء للأمن العام والقوات المسلحة لفض كل النشاطات المسلحة للجماعة التكفيرية التى تنتشر مثل الجراد فى سيناء والصعيد والفيوم وتصنع أعشاش التخريب والاغتيالات فالثورة اليوم تأكل أعداءها التقليديين الذين ركبوها فى المرحلة السابقة للوصول للحكم «الحلم» الذى ظالموا الشعب المصرى كله للوصول اليه. وانتزع منهم بأعجوبة تستحق أن تدرس فى التاريخ الحديث، وصلنا اذن لبداية الطريق الصحيح الذى يأخذنا إلى بناء دولة ديمقراطية سليمة يخلع فيها الطبيب والمهندس والعسكرى بذلة عمله السابق حين يقرر لعب دور سياسى ويلبس مشاكل وتطلعات الناس وينتظر حسابهم له ولدينا فى القائمة الان مرشحان بارزان، المشير السيسى وحمدين صباحى وكلاهما يصبغ برنامجه الانتخابى بمفتاح العدالة الاجتماعية لانها ضرورة ملحة واحد أسباب الثورتين «الاصلية والتصحيحية» وكلاهما وراءه الكثير من المؤمنين بأنهما الأقدر على بدء حل مشاكل مصر الراهنة وتجاوز عقبات الإخوان الإرهابية ونجاح أى منهما هو نجاح للآخر ومدنية الدولة والقانون وشرعية حكم الشعب كمجموع وانتصار إرادته على الطائفية والعشائرية المرساوية البديعية، هاهى مؤسسات الدولة تواصل النضال ضد تخريب جماعة الإخوان حتى بعد أن غادر القائد العام مكتبه مستقيلًا متحولًا لمدنى وبلا سلطة فعلية أو رسمية أو بذلة عسكرية، وها هم القضاة لا يزالون يصدورن أحكامًا مشددة على المخربين الصغار فى الجماعات والشوارع املًا فى ردعهم هم وأهاليهم أو إعادتهم لحكم الوطن، ها هى كل الحركات من الانقاذ حتى التيار الشعبى لا زالت على مواقفها من الإخوان لم يكن يحرضها السيسى ولا أجهزة الدولة، الشعب هو الان يختار قيادته الجديدة متوسمًا فيها الصلاح وهو الذى عزل واخرج القيادات القديمة من الحكم لانه لم يرد أن يحضر «سلطانيات» تتحكم فيه، هذا هو الواقع بكل بساطة وهو لا يوافق الإخوان ولا تيار الاغبياء المساير لهم فتلك الحالة تسمى فى علم النفس «أفكار الواقع والانفصال عنه» وهى فى رأيى تحتاج إلى طبيب فعال فى مصحة جيدة.


باحث وروائى