رسالتك فى الحياة

كتب: عزت ياسين

لم يخلق الله تعالى الإنسان فى الحياة ليعيش سدى وهملا بل خلقه الله وحدد له أهدافا وغايات يسعى مشالها، ولذا وجدنا علماء الإسلام الأجلاء يضعون لهم اهدافا فى الحياة ويخططون لنيلها وتحصيلها وهذه الأهداف تتفق مع قدراتهم سواء الذهنية أو المادية أو الجسدية ومن هؤلاء الإمام البخارى الذى وهبه الله ذاكرة حديدية فى الحفظ والفهم والنقد فكان هدفه هو حدد يوم أن كان جالسا مع شيخه اسحاق بن راهوية فقال لو جمعتم كتابا مختصرًا لسنن النبى صلى الله عليه وسلم» يقول البخارى فوقع ذلك فى قلبى فأخذت أجمع فى هذا الكتاب، مكث الإمام البخارى فى جمعه لكتابه ستة عشر عاما فى عمل دءوب ودقة متناهية وصبر على البحث كان لا ينام الليل حتى أنه يقوم فيوقد السراج فى ليلة من الليالى ما يزيد على ثمانى عشرة مرة يستقيظ فيقيد بعض ما يتذكر ثم يعود حتى اخرج لنا كتابه العظيم (الجامع الصحيح) المعروف بصحيح البخارى الذى تلقته الأمة بالقبول وأجمعت على أنه أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
إذا قيمة الحياة أن تجيب عن السؤال ماهى مهمتك فى الحياة، ماهدفك، ما أملك وكيف تسعى لتحقيقه، حتى تحقق ذاتك. هكذا علمنا الإسلام أن تكون لك أهداف تسعى لتحصلها فى الدنيا، وهذه الأهداف قسمين أهداف كبرى وأهداف صغرى، الكبرى تتحقق فى الأعوام والعقود والصغرى تتحقق فى أيام أو أسابيع وهى تصب فى تحصيل الكبرى.
وهذا عين ما صنعه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فى مكة وفى المدينة، ففى مكة كان يربى الجيل من الصحابى ليبنى بهم الدعوة الإسلامية.
تحقيق ذاتك هو أن تستفيد مما معك من امكانيات متاحة بسيطة بدون كلل أو ملل.
فإن حياتنا من صنع أفكارنا، وأفكارك تساعدك على صياغة رسالتك فى الحياة، ووضع الأهداف التى تساعدك على العمل لإنجاز ذاتك وما تعرفه عن نفسك وما رزقك الله من مواهب وامكانيات وما يمكن أن تقدمه لوطنك والمجتمع من أعمال وثبت فى نفسك الهمة العالية فأصحاب الأعمال العظيمة لا ينامون ولا يهدأ لهم بال حتى تتحقق أهدافهم قيل للقائد أبى مسلم الخراسانى: مالك لا تنام؟ قال: همة عالية وعزيمة ماضية ونفس لا تقبل الضيم.
الآن سل نفسك ماهى مهمتك فى الحياة وما هدفك فى هذه الدنيا التى تسعى لتحقيقه لتضع ذاتك وتخدم وطنك.
أخى لن تنال العلم إلا بستة
سأنبئك عن تفصيلها ببيان.
 ذكاء وحرص واصطبار ولغة
 وصحبة استاذ وطول زمان.