الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

روشتة للوقاية من أمراض الربيع!




يتعرض الكثيرون مع فصول السنة المختلفة، وتقلبات الجو إلى العديد من المشاكل الصحية، فعند نهاية فصل الشتاء تكثر أمراض الجهاز التنفسى بسبب تغيير الجو واختلاف درجات الحرارة، لذا نجد أن عيادات الأطباء والمستشفيات لا تخلو من الكبار والصغار يشكون من السعال والعطس وعسر التنفس، ويتغيب الكثيرون عن أعمالهم وتتعطل مصالح كثيرة  ..

ويحدث ذلك غالباً فى المرحلة الأولى من الربيع ورغم تميز هذا الفصل بزهوره النضرة الجميلة إلا أن  أسوأ ما فيه التقلبات الجوية لأن هذا الطقس المتقلب يتسبب فى حيرة الناس، فتارة يكون حارا لا يطاق، فيلجأ الفرد لتخفيف ملابسه حتى تهاجمه البرودة الشديدة ليلا فتطرحه الأنفلونزا أرضا!! كما أن الهواء المحمل بالأتربة يحمل معه التهديد بالإصابة بالحساسية وأمراض الصدر .. السطور التالية تقدم روشتة للوقاية من أمراض .
تقول د. هدى أبو سيف أستاذ الأمراض الصدرية والجهاز التنفسى بجامعة القاهرة أن هناك العديد من اعتلالات الجهاز التنفسى فى نهاية فصل الشتاء وهى تسمى بأمراض الربيع منها الزكام الذى يصيب الجزء العلوى من الجهاز التنفسى وتسببه مجموعة كبيرة من الفيروسات ويتظاهر بعطس يكون مصحوباً بانسداد أو سيلان  أو رشح أنفى وتنتشر العدوى بالرذاذ فعندما يسعل المريض أو يعطس فإن أى شخص يستنشق ذلك الهواء سيكون عرضة للإصابة بالعدوى، لهذا السبب ينتشر الزكام بسرعة كبيرة فى أماكن التجمعات كالمدارس والمكاتب والحفلات  ولذا ينبغى للشخص المصاب أن يغطى فمه أو أنفه عندما تعتريه نوبة من السعال أو العطس  وتشير أبو سيف إلى أنه قد  تتكرر الإصابة بالزكام مرات عديدة خلال العام، ولا يتحصل المصاب به على مناعة واقية، حيث إن الفيروس دائم التجديد والتحول، وتستمر عوارض الزكام أسبوعاً فى غالب الأحوال بالعلاج أو دونه وتكمن خطورة المرض فى أنه يجعل المصابين به أكثر عرضة لأنواع أخرى من العدوى، وتتفاقم هذه الخطورة مع كبار السن وأولئك الذين يعانون اعتلالاً فى الرئتين أو الأشخاص ذوى البنية الجسمانية الضعيفة الواهنة، وعموماً لا يتوفر علاج خاص للزكام، وربما تحسن المريض بالراحة والإكثار من السوائل، وبخاصة العصائر الحمضية الغنية بفيتامين (ج) والأقراص الخافضة للحرارة وتحذر أبو سيف من التسرع فى تخفيف الملابس اعتمادا على الارتفاع فى درجات الحرارة، مشيرة إلى أن تقلب الطقس ينبغى أن يجعلنا أكثر حرصا فى ارتداء الملابس، ونرتدى دائما ما يتلاءم مع الأحوال الجوية مشيرة إلى ضرورة التحفظ قبل التخفيف من الملابس، والحرص على ارتداء ملابس تلائم حالة الطقس سواء حارة أو باردة  وتستطرد . هدى  قائلة إن هذه الفترة البينية بين الفصول تتسم بالتقلبات المستمرة وتكثر فى الربيع أمراض الطفولة مثل الحصبة والغدة النكافية والجديرى بالإضافة إلى نزلات البرد والأمراض التى يتسبب فيها «الرذاذ» بالجهاز التنفسى، لافتة إلى أن العلم الحديث أثبت علاقة وثيقة بين انتشار العديد من الأمراض كنزلات البرد والخمول وأمراض الجهاز التنفسى نتيجة التغيرات المستمرة بالأحوال الجوية، وعزا الأطباء ذلك إلى الفيروسات والفطريات التى تنشط عادة أثناء التقلبات المناخية المفاجئة، إضافة إلى غياب الوعى وسوء التغذية عند شريحة كبيرة الأمر الذى يؤدى إلى وقوعهم فريسة سهلة للأمراض الفيروسية والفطرية.
ومن جانبها تشير الدكتورة سلوى عبد العظيم أستاذ الصحة العامة بطب القصر العينى إلى أن أمراض الربيع تنشأ فى الأصل من تطاير حبوب اللقاح، وتعلقها مع شوائب أخرى فى الطبقات الجوية القربية من سطح الأرض، فيتأثر بها الإنسان بجميع أجهزته، مسببة بعض الأمراض العارضة، والتى تزول مع تعاطى الأدوية، لافتة إلى أن قدوم الربيع يرتبط بانتشار أمراض معينة مثل حساسية العين والفم والأنف والحلق والصدر <الربو>، وبعض الأمراض الفيروسية الاخرى مثل: الغدة النكافية والحصبة والجديرى أما الحساسية الصدرية فإنها تنتج عن التهاب مزمن بالشعب الهوائية عندما يتعرض الإنسان لمهيجات الشعب سواء من الأتربة أو الروائح النفاذة أو حبوب اللقاح، مما يسبب نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسى العلوي. وتلعب العوامل الوراثية دورا هاما مع العوامل البيئية من الإصابة بالحساسية، وإذا أهمل الإنسان فى علاج نزلات البرد وتعرض لمهيجات الحساسية فسوف يؤدى ذلك للإصابة بالربو الشعبى.
ولأن العين من أكثر أعضاء الجسم تأثرا بأتربة الربيع يرى الدكتور أحمد عرفان أستاذ أمراض العيون بكلية الطب جامعة القاهرة أن أمراض حساسية الربيع تنتشر فى فترة تغيير الفصول نتيجة تعرض الأغشية المخاطية المبطنة لسطح العين لمسببات الحساسية وانتشار حبوب اللقاح وأشعة الشمس وعوادم السيارات والتدخين والتلوث، مما يسبب احمرار العين والحكة والشعور بوجود خشونة أو رمل داخل العين، وتتفاوت شكاوى المرضى من أعراض الحساسية بداية من احمرار العين إلى حد الحكة الشديدة وعدم تقبل الضوء لحدوث التهاب ثانوى لسطح القرنية،، لهذا ننصح باستخدام نظارات السباحة والنظارات الشمسية لحماية العين من الأشعة الضارة التى تهيج الأغشية المخاطية للعين، وغالبا ما يتم علاج حساسية العين باستعمال قطرات مضادة للاحتقان، ويمكن إضافة قطرات مضادة ل « الهستامين « وهى المادة التى تشارك فى الحساسية واحمرار العين والحكة، ونادرا ما يحتاج المريض لقطرات بها مادة الكورتيزون لكن العلاج يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب ولفترة محددة، ولا يجب أن يكررها المريض من تلقاء نفسه .