الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء الاجتماع: يوم اليتيم جرس للغافلين.. إياكم والأنانية الاجتماعية




كتبت -  دنيا نصر


فى إطار الاحتفال بيوم اليتيم والذى اعتدنا أن يكون أول جمعة من أبريل والذى يوافق هذا العام يوم الرابع من أبريل  أجمع عدد كبير من المتخصصات فى مجال علم النفس التربوى على ضرورة رعاية الأيتام والاحتفال بهم شهريا وليس يوم فى السنة فقط لأنهم يستحقون الاهتمام اجتماعيا ونفسيا وماديا أيضا وتقديم كافة أشكال الرعاية لهم واعطائهم حقوقهم التى حرموا منها طوال أعوام وعدم الاكتفاء برعايتهم يوم واحد فقط فى السنة وانما رعايتهم طيلة العمر لان هذا قبل ان يكون لنا فهو ثواب عند ربنا هو رعاية يتيم الأب والأم ..
 تقول د. سوسن فايد أستاذ علم النفس التربوى والاجتماعى أنه يجب أن يشعر الطفل اليتيم بالحب والحنان المحروم منه لأنه فى حاجة إليهما للتخفيف عنه آلامه الذى يعيشها وحيدا، فيوم للاحتفال بالطفل اليتيم هو بمثابة رسالة للأيتام بأن المجتمع لا ينساهم ودائما يتذكرهم مثل يوم المرأة العالمى الذى نحتفل به يوم واحد فى السنة ولكن هناك تعليق على أنه يوم واحد فقط فى السنة فالطفل اليتيم يحتاج أن يشعر بمن حوله طوال الوقت ويحتاج أيضا لرعاية واهتمام به طوال العام وليس يوما واحدا فى السنة .
وتضيف فايد أن يوم اليتيم ما هو إلا جرس للغافلين عن هؤلاء الأيتام فهؤلاء الأطفال لهم حق على المجتمع بكل أفراده وطوائفه وليس مقتصرا على الجمعيات والمؤسسات الخيرية فهذا الحق لا يسقط بمجرد زيارة مرة واحدة فقط فى السنة فلابد من إعطائهم كافة حقوقهم مثل أبنائنا تماما، مشيرة إلى أن كل الأديان السماوية شددت على الاهتمام باليتيم والأخذ بيديه ورعاية مصالحه وحفظها حتى يكبر إن كان ميسور الحال وإن كان فقيرا فلابد من تقديم كل ما يحتاج إليه دون نقصان .
وتعلق د. شيماء حامد، أستاذ علم النفس التربوى والاجتماعى بجامعة عين شمس، على حصر رعاية الأيتام فى تقديم الدعم المادى لهم شهريا لأن هذا شئ غير مقبول فالأفضل تقديم الأموال لهم وإحساسهم بحب من حولهم واهتمامهم بهم والحديث معهم فمن يمسح على رأس يتيم يكون له ثواب عظيم وأجر كبير من الله عز وجل فما بالنا بمن يزوره باستمرار ولا ينقطع عنه ويدخل الفرحة والسرور على قلبه ولاشك أن الأديان السماوية كلها حضت على ذلك لأن هؤلاء الأطفال جزء لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع .
وأضافت حامد أن ما يلاحظ الآن بشكل لافت والذى لا نجد له تفسيرا مقنعا هو الكثرة الرهيبة فى عدد دور مؤسسات رعاية الأيتام وفى المقابل نفتقد وجود خطة واضحة ومعايير ثابتة فى التعامل مع هؤلاء فكل دار ومؤسسة على حسب إمكانياتها فهناك جمعيات رائعة تقدم أفضل وأرقى الخدمات ابتداء من السكن الراقى وإلحاقهم بأفضل مدارس اللغات هذا مع توفير شقة لكل يتيم بعد تخرجهم فى الجامعة فى حين أن هناك جمعيات أخرى تعانى نقص الإمكانيات وتقديم أساسيات احتياجاتهم، مشيرة إلى أنه لابد من وجود خطة محددة ومعايير ثابتة تسير على أساسها وتعمل بمقتضاها جمعيات رعاية الأيتام فى مصر بدلا من أن تعمل كل جمعية بمزاجها وحسب رؤيتها الشخصية ووفقاً لإمكانياتها مع عدم القسوة فى التعامل مع هؤلاء الاطفال الأبرياء الذى ذنبهم فقط أنهم أيتام. وأكدت أن المجتمع للأسف الشديد ينظر لهم نظرة دونية فيها من القيل والقال ما يكفى لتحطيمهم نفسيا واجتماعيا فلابد من تغيير نظرة المجتمع لنخرج أطفالا وشبابا أسوياء محبين لهذا المجتمع غير كارهين له وناقمين عليه، قائلة أنه يجب على الأسر المصرية زيارة الأيتام طوال العام من أجل التخفيف عنهم وإدخال الفرحة على قلوبهم خاصة أن دور رعاية الأيتام فاتحة أبوابها طوال العام وليس يوم اليتيم فقط، لكن للأسف الشديد الجميع لا يفعل ذلك ويكتفى بزيارته يوم الاحتفال به وهذا ما نتمنى أن يتغير.