الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نجوم واجهوا اليتم والحرمان بالإبداع




تلعب الجوانب الإنسانية والعاطفية فى حياة البشر دورًا مهمًا، وربما كانت السبب الرئيسى الذى يدفع الجمهور إلى البحث عن حياة من يحبهم من الفنانين لتزداد أواصر المعرفة بينهم بصورة تجعلهم يعتبرون الفنان فردا من العائلة، يتألمون لألمه ويفرحون لفرحه.
ومن بين أكثر المواقف التى تؤثر على الجمهور أن يشعر بمعاناة فنان أحبه، حيث تعاطف الجمهور المصرى مع كثير من الفنانين الذين عانوا اليتم، وقاسوا مرارة الحرمان من أحد الأبوين وربما من الاثنين معا، لكنهم أصروا على النجاح، وليس هناك أشهر من تعاطف الشعب المصرى مع العندليب الأسمر «اليتيم» عبد الحليم حافظ.
يتفق كثيرون على وجود أصوات أقوى بكثير من صوت عبدالحليم، لكنهم لم يستطيعوا أن يحققوا نفس شهرة ونجاح العندليب، وهو ما أرجعه البعض إلى تأثر الجمهور بشيئين أولهما معاناة حليم من اليتم حيث ارتبط قدومه إلى الدنيا بوفاة والدته، ثم لحق بها والده قبل أن يتم عامه الأول فعاش حياته يتيما دون أن ينطق لسانه أول كلمتين  يدركهما أى طفل لأول شخصين يرتبط بهما الإنسان عند خروجه إلى الدنيا، ففقد السند مبكرا.
ولد عبد الحليم على شبانة فى 1929 بقرية «الحلوات» محافظة الشرقية وتوفيت والدته بعد مولده بأيام قليلة، وما لبث أن لحق بها الأب قبل أن يتم طفله الرابع عبدالحليم عامه الأول، فانتقل إلى بيت خاله.
أما السبب الثانى فى حالة ارتباط الجمهور بحليم فهو مرضه الذى رافقه مع تحقيقه أولى خطوات نجاحه، حيث اكتشف اصابته بمرض البلهارسيا الذى أودى بحياته، وجعله يعيش حياة قاسية، ولم يستطع أن ينعم بالحياة الجديدة التى بدأت تفتح له ذراعيها، فارتبط به الجمهور عاطفيا وإنسانيا، ونجح حليم أن يوظف شعوره بمرارة اليتم وألم المرض فى أغانيه، فاستدعى ألمه ومعاناته، ليؤثر فى الجمهور.
ربما هو القدر الذى ربط بين العندليب عبدالحليم حافظ وبين النمر الأسود الامبراطور أحمد زكي، الذى عاش هو الآخر يتيما بعد وفاة والده بعد مجيئه للحياة بوقت قصير، وتزوجت أمه ليبتعد عن حضنها ويربيه جده ويشعر بيتم الأم، وهو  الموقف الذى أثر على حياة أحمد زكى طوال حياته، خاصة أن تفكيره كان يقوده إلى أن أمه تخلت عنه، للتزوج من رجل آخر، وزاد شعوره هذا عندما كان يذهب لزيارة أمه فى بيت زوجها فيجدها تهتم أكثر بأبنائها من الرجل الآخر، الأمر الذى ترك بالغ الأثر فى نفسه.
ولد احمد زكى عام 1949 بمحافظة الشرقية، وعانى الحرمان من جو الأسرة وحلم بتعويض ذلك بتكوين أسرة مستقرة أملا فى تعويض سنوات الحرمان الطويلة التى مر بها لكنه فشل فى ذلك، وانتهت زيجته من الفنانة هالة فؤاد بالطلاق ولم ينتج عن هذه الزيجة سوى ابن وحيد هو «هيثم».
عرف زكى طريقه إلى الفن مبكرا فالتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، واستطاع أن يحقق نجاحات متعددة توجته كما يراه كثير من النقاد وزملائه فى الوسط الفنى على رأس قائمة أفضل الممثلين الذين عرفتهم السينما المصرية والعربية، فلمست أعماله الفنية قلوب المشاهدين.
وكم من ملوك للضحك نجحوا فى التربع على عرش الكوميديا وإضحاك الجمهور، لكنهم عانوا وقاسوا الويلات فى حياتهم، ومن بين هؤلاء نجم الكوميديا إسماعيل ياسين.
ولد اسماعيل ياسين فى 1912، توفيت والدته وهو مازال فى عمر الزهور؛ ليعانى الحرمان من حضن الأم، ويعيش مع جدته لأمه، بعيدا عن والده الذى كان يراه بين وقت وآخر، وكانت جدته على حد وصفه قاسية جدا تعتقد أن والد إسماعيل هو سبب وفاة ابنتها، فكانت تنتقم من والده فيه وتضربه كثيرا.. جاء إسماعيل إلى القاهرة ليحقق حلمه فى أن يصبح مطربا كبيرا، ولكنه عانى بعد نفاد أمواله التى «سرقها» من جدته، على حد قوله، لكنه نجح فى التربع على عرش الكوميديا حتى الآن رغم رحيله ورغم أحزانه.