الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المفاوضات بين الخرطوم وجوبا تصل لطريق مسدود بسبب خريطة «هجليج»




 
 على صعيد مفاوضات إثيوبيا، وصلت المفاوضات المباشرة بين جوبا والخرطوم لطريق مسدود بشأن المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين البلدين. وأشارت الأنباء إلى أن توقف التفاوض المباشر بين وفدى السودان وجنوب السودان بعدما فشلا فى التوصل لحل بشأن تحديد المنطقة العازلة المنزوعة السلاح، وحذرت الخرطوم من استمرار النزاع المسلح مع جوبا بسبب تقديمها خارطة تضم منطقة هجليج وأجزاء أخرى من ولاية جنوب كردفان وإقليم دارفور إلى دولة الجنوب. وقال الناطق باسم الوفد السودانى عمر الدهب إن هذا الإجراء من قبل الجنوب يعتبر عملا عدائيا لا يساعد على الاستقرار.وأوضح أن موقف الخرطوم هو الاعتماد على الخريطة الدولية التى على أساسها جرى الاستفتاء من أجل تقرير المصير والانتخابات التى سبقت ذلك، وهى الخريطة ذاتها التى نص عليها فى اتفاقية السلام الشامل عام 2005. وجدد الدهب تمسك السودان بتلك الخريطة لحسم كافة المسائل الأمنية بين الدولتين، مضيفا أن «دخول منطقة هجليج واحتلالها -وهو العمل الذى أدانه مجلس الأمن والمجتمع الدولي- إشارة واضحة إلى أن هجليج لا يمكن أن تكون جزءا من جنوب السودان».
 
وتأييدا لأحقيته فى منطقة هجليج استشهد السودان بحكم أصدرته محكمة التحكيم الدائمة فى لاهاى عام 2009 وقالت فيه إن هجليج ليست جزءا من منطقة أبيى المتنازع عليها.فى المقابل، ذكر وزير خارجية دولة جنوب السودان نيال دينق إن بلاده لا تعترف بخريطة الأمم المتحدة، واعتبر أنها صممت لأغراض محددة وغير ملزمة وليس لها أثر سياسى، مبيناً أن الخرائط تُصمم من قبل الدول وليس من قبل الأمم المتحدة، حسب قوله. وتضع الخرائط الصادرة عن المحكمة هجليج ضمن الشمال فيما يبدو، وتعارض جوبا مزاعم الخرطوم مستشهدة بحدود داخلية رسمتها الإدارة التابعة للاستعمار البريطانى، وبالأصل العرقى لسكان المنطقة التى يسميها كثير من الجنوبيين بانتو.
 
 
وكانت الدولتان قد خاضتا اشتباكات حدودية بشأن منطقة هجليج الغنية بالنفط مطلع أبريل الماضي، حين احتلتها قوات جنوب السودان لفترة قصيرة قبل أن تنسحب منها. يذكر أن لجنة الاتحاد الأفريقى عالية المستوى بشأن السودان برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، تتولى بحث القضايا مثار الخلاف بين السودان وجنوب السودان والتى تشمل الحدود وعائدات النفط ومنطقة أبيي. داخلياً، نقلت وكالة الأنباء السودانية سونا عن على محمود وزير المالية أن السودان تعتزم رفع الضرائب والرسوم الجمركية وزيادة الأسعار لمواجهة العجز الحاد فى الدخل القومى الناجم عن خسارة عائدات البترول من حقل هى جليج بعد تفاقم الخلافات بينها وبين جوبا على المنطقة الحدودية. وقال وزير المالية إن بلاده تخطط لسلسلة من الإجراءات للخروج من الأزمة الحالية، من بينها إلغاء الدعم على أسعار المحروقات زيادة الضرائب وعدد من الإجراءات التقشفية الأخرى. يذكر أن السودان فقد نحو 75 % من دخل النفط عقب استقلال جنوب السودان منذ عام وقد دعا صندوق النقد الدولى الأسبوع الماضى حكومة الخرطوم إلى إتباع برنامج طوارئ للخروج من الأزمة المالية الحالية.