الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الشعب الجيش




كتب : أحمد محمد حلبى

فى بلادى مصر لا تختلف الحشود الجماهيرية عن الحشود العسكرية إلا فى الزى فهناك تناغم بين الأفراد كذلك الذى بين أفراد الكتيبة الواحدة، انظر إليهم فى مباريات كرة القدم أو حين خرجوا فى 25 يناير أو 30 يونيو أو حين يقومون بفض مظاهرة غير سلمية للإخوان الخوارج لأنها اعتدت على العجائز والأطفال والنساء فى شرفات البيوت مثلما حدث بعد ترشح المشير للرئاسة، فى حلمية الزيتون حدث ذلك وشارع منصور فى حلوان ثم المعادى ثم الهرم، لقد اصبح الناس مع شرعية الدولة بمد ايديهم مباشرة على «قفا الإخوان» بعد أن كانوا فى السابق يتركون الأمن العام يقوم بتلك المهمة فالعقل الجمعى للناس أصبح  على يقين الآن بأن انهاء مشاكل الإخوان ليس حلاً أمنياً بقدر ما هو ايصال رسالة لهم فى الشارع أن تواجدهم فيه الآن غير مرغوب فيه، وكالعادة يقلب الإخوان الحقائق مع علمهم بها مدعين أن البلطجية التابعين للداخلية هم من اعتدى على مسيرتهم الملوتوفية السلمية وان اشعال النيران فى المحال التى مرت بها مظاهراتهم وسيارات الناس والشرطة هى نتيجة ماس كهربى وأن هناك ضحايا فى صفوفهم من أرامل ومطلقات «وعرائس متعة كانت دخلتهم امبارح» إلى هذا الحد يصبح تهديد الإخوان بتصعيد وتيرة الضغط والعنف فى الشارع المصرى لمنع إقامة الانتخابات الرئاسية وهو نفس فحوى تصريح المتحدثة الرسمية للخارجية الأمريكية فقد قالت مارى هارف «انها تتمنى أن يدلى الشعب المصرى بأصواته، فى أجواء تسمح له بحرية التعبير دون ترهيب أو خوف من عقاب» كررت حكاية الترهيب هذه أكثر من مرة يتزامن هذا مع ترتيب  عدد من قيادات التنظيم الدولى للإخوان واقطاب الشق الظاهر منهم فى الإعلام «صلاح عبدالمقصود، حاتم عزام، خالد سعيد» لتحرك  على مستوى آخر قانونى ودولى للوصول إلى إرهاب وترهيب المؤسسات والدولة بعد استقالة السيسى منها «فالآن هو ليس موظفًا عامًا» والواضح الآن أن هؤلاء يحصلون على استشارة قانونية دولية وسنلاحظ أن مصادر صحفية إسرائيلية روجت منذ أيام فى معاريف وغيرها أن فى حال فوز المشير فإنه سيقوم بالغاء أحكام القضاء ضد الإخوان خاصة الأحكام القاسية لأن ذلك يظهره بمظهر جيد وليس دكتاتوراً جديداً كما أن الغرب سيدخل معه فى خصومة إن لم يفعل ذلك؟ انها اشارة ما أو املاء صريح واصباغ الحماية على  خصوم الشعب المصرى الذين يقومون باستنزاف استقراره وموارده بل وطلب خروجهم الأمن وعدم عقابهم على كل جرائهم «قتل المأمور وسحل الضباط، حرق من الخ» بل إن «ايلى افيدار» مبعوث رئيس الوزراء ايل شارون لقطر السابق شدد على أن منظور المصالح واستقرار إسرائيلى يقوم على عدم انهاء مشكلات مصر أو المساعدة من يهود الولايات المتحدة ومنظماتهم فى تسويتها، وهذا يعنى أنه حتى قبل أن تظهر أنتيجة لانتخابات الرئآسة فى مصر هناك خريطة علاقات دولية ترسم من الآن مفترضة أن خروج السيسى من الدفاع لا يلبث أن يعود إلى  السلطة فى ظرف شهور فى مقعد الرئاسة وهو ما يعنى أيضا أن اعتمادهم على الاضطرابات والإخوان وخنق مصر ارهابيا واقتصاديا وارهاقها اقليميا ونفسيا «مسألة سد اثيوبيا»، كل ذلك فقد فاعلياته وتجاوزته المرحلة ونجح صد الهجوم المصرى وابطل جزءاً من  المخططات والآن نحن ننتقل للمستوى التالى من اللعبة بعد أن ظلت الجبهة الداخلية متماسكة رغم كل محاولات جرها لحرب أهلية في الشارع، علي أن اعترف أن الغرب لن يكون متقبلا  هذه الهزيمة لمخططاته بروح رياضية، فيلس كل شيء هادئ على الجبهة الغربية وأنه لو مرت ساعتان دون إحداثهم محاولات اضرار بنا سأعتبر أنهم «لا بدين فى الذرة أو القصب» وأن العيار القادم ليس دوشة فقط؟
باحث وروائى