الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

طفح المجارى يطارد سكان «كفر شنوفة» بالمنوفية




المنوفية - رانا زيد

 لا تزال خدمة  الصرف الصحى لاتعرف طريقها  الى كفر شنوفة  التابع لمركز شبين الكوم بالمنوفية، ما أدى الى تعرض المنازل لتشقق حوائطها واصابة الاطفال بالامراض الجلدية نتيجة طفح مياه المجارى فى الشوارع وأنتشار الجراثيم والأوبئة
ورغم ذلك تمر خطوط الصرف الصحى بأراضى الكفر دون أن تجد طريقها الى داخله
«روزاليوسف» انتقلت الى كفر شنوفة ورصدت مأساة طفح المجارى على ألسنة
يقول أحمد عبدالهادي، مدير بنك بشبين االكوم، وأحد أبناء كفر شنوفة، : نعانى مع مشكلة مياه الصرف منذ سنين عدة دون وضع حد لمعاناتنا من قبل المسئولين بالرغم من تقديم العديد من الشكاوي، بالاضافة الى ان الصرف قد وصل بالفعل للقرى المجاورة مثل «الماي» التى لا تبعد عن الكفر سوى 750 مترا  وكذلك منشية شنوان والتى تبتعد مسافة 1 كيلومتر فقط .
وقال عبدالهادى انه على الرغم من ذلك لم يتم ادراج  الكفر ضمن أى خطة او تنفيذ مع اى من هذه القرى و مطالبا بأن يتم مد خدمة الصرف التى يتم تنفيذها واستكمالها بقرية   شنوفة التابع لها  للكفر  
ويضيف عادل عبد الجواد خضر ، مدرس، وأحد ابناء الكفر، أن عدد سكان الكفر يبلغ حوالى 20 ألف نسمة، و 90% من سكانه هجروه خوفا بعد المعاناة اليومية فى سحب مياه المجارى بسيارات الصرف الصحى على نفقتهم الخاصة لافتا الى أن نقل سيارة الكسح الواحدة من الكفر يتكلف 75 جنيهاً
ويكمل حماد محمود حماد سراج الدين، بدون عمل أنه يعيش  ضمن 7 أسر فى منزل واحد، وجميعهم حاصلون على  مؤهلات عليا ومتوسطة ولا يجدون فرصة عمل ومطلوب منهم 600 جنيه شهريا لكسح مياه الصرف الصحى من البيارات التى طفحت مياهها فى الشوارع .
ويتعجب حماد من وقوع الكفر بين قريتين «شنوفة والماي» اللتين وصلت اليهما خدمة الصرف الصحى ولم يتم حتى التفكير لحظة أن هناك 20ألف مواطن يعانون من طفح المجارى فى كفر شنوفة وطالب حماد من الوحدة المحلية توصيل الخدمات والمرافق الاساسية للكفر مؤكدا أنهم لايطلبون شيئا فيه رفاهية وإنما مرافق أساسية لا يمكن أى مواطن أن يحرم منها فى أى دولة محترمة
 يقول  مجدى محمد المنسى ، عامل بالكهرباء انهم يريدون    الحصول على خدمة الصرف الصحى قبل الأكل والشرب لافتا الى أن ينفق300 جنيه شهريا على  شفط مياه الصرف من منزله.
وأشار الى أن الاطفال فى الكفر اصيب بالجرب من قلة الاستحمام كما أن مياه الصرف تسببت فى تصدع المنازل ويخشون من سقوطها فوق رءوسهم  ثم اشار لنا على منزل مكون من طابق واحد وبه جدران  مهدمة واخر تسكنه  سيدة فقيرة لا تملك قوت يومها وقد تهدم المنزل من  مياه الصرف والمياه الجوفية الراكدة تحت منزلها وقامت بتنكيسه 3 مرات، متسائلا كيف يمكن تكبد هذه المصاريف من اعادة بناء وتنكيس المنازل.
أما طاهر محمود حماد، مؤهل وبدون عمل، فأشار الى عقار مقام على مساحة  450 مترا قائلا، هذا المنزل كانت تسكن به أسرة مكونة من 50 فردا، وهجروا المنزل وذهبوا ليعيشوا بمركز شبين خوفاً من أن ينهار فوق رءوسهم.   
وأثناء سيرنا فى شوارع الكفر تلاحظ لنا ارتفاع منسوب مياه الصرف، مما جعل الاهالى يتركون الطوابق  الارضية لانها الأكثر تأثرا بمياه الصرف
ويشير مختار الدغيدي، مهندس زراعي،الى ان المنازل تسقط أسفل أرضية الشوارع لتأثرها بارتفاع منسوب المياه، وهناك أناس رفعوا منازلهم بحوالى 1.5م. واليوم من الايام التى تعتبر الارضية بها جافة، ففى الشتاء لايعرف الناس كيف يسيرون   فى الشوارع.
اما الحاج صلاح عبد العليم المنسى وزوجته فطلبا منا الدخول الى منزلهما، واشار الحاج صلاح الى حيطان المنزل وجدرانه التى ظهرت عليها التصدعات والتشققات وضياع الدهانات تماما منها
وقال : لقد دهنت منزلى منذ 10 ايام فقط لكن مياه الصرف لم تمهله، لابد من وجود حل فكلما حاولنا تجديد المنازل لا تتحمل المياه، وخاصة اننى اعيش مع اخوتى بنفس المنزل، ولكننى اسكن بالطابق الارضى الذى يعد اكثر الادوار تضررا
أما ناجى محمد السيد عمر، معاون بمستشفى شبين الكوم الجامعي، فيؤكد انه بحكم عمله بمستشفي، فانه يتوافد عليه العديد من المرضى من اهل قريته، وان 75% من ابناء الكفر من المصابين بامراض عدة مثل الفشل الكلوي، والتهاب الرئة والكبد بسبب الميكروبات والفيروسات الموجودة بمياه الصرف التى تطفح وتنطلق فى الشوارع مؤكدا أن المصابين من الاطفال والكبار. وأصر ناجى على دخولنا  منزله وعندما أدخلنا غرفة نوم ابنيه وجدنا طفح المياه تحت اسرة النوم   وقال الاب هذا ليس قاصرا على منزلى فهذا حال معظم المنازل فى الكفر مشيرا الى أنه راتبه 700جنيه شهريا ويحتاج شفط مياه الصرف منها  300 جنيه  وعليه أن يعيش بالباقى طوال الشهر
واشار الى بلاط منزله الهابط والمكسر قائلا، لقد قمت بتنكيس البلاط 3 مرات واخر مرة كانت منذ أربعة أشهر
ويشدد خيرى عبدالفتاح خطاب، عامل بنفس المستشفى على ان المرض أصبح متفشيا بكل الكفر، والخوف على الاطفال اذا استحمل الكبار هذه المأساة مشيرا الى انه يعيش مع 3 اسر بنفس المنزل ويتم صرف 500 جنيه شهريا على الصرف.
يرى  نجيب عامر،معاش قوات مسلحة أن الكفر بمثابة     شبة الجزيرة، حيث تحيط به 3 ترع، أى ان المياه تحيطه من كل الجوانب، والبيوت تنهار نتيجة تأثرها بالمياه،
 واشار الى أحد المنازل قائلا، هذا منزل مقاول بالقرية، ولم يسلم من طفح المجارى بالرغم من بنائه منذ فترة قريبة.،
كما ان أعمدة الكهرباء لم تسلم من مياه المجاري.
أما محمد فاروق - سائق، فاشار الى ان معظم سكان الكفر من غير العاملين والموظفين،وانهم يعملون اجرية، اى انهم اذا تعبوا او مرضوا فلن يلقوا قوت يومهم، وهم ملزمون بدفع 300 جنيه شهريا للصرف.
ويلفت  أحمد وحيد، موظف بالغزل الى أنهم تقدموا  بالكثير من الشكاوى لكن دون جدوى المنازل على وشك الانهيار والتهدم   
كما حرصت كريمة جابر حجاج، ربة منزل على مشاهدتنا  لمنزلها الجديد  الذى لم يسكنه أحد، وكيف وصل طفح المجارى  الى ارضيته، مشيرة الى  أن الطريق أمام المنزل    ضيق ولا يمكن لاى عربة كسح ان تدخله، وقالت: أنا ارملة ومات زوجى منذ 20 عاما وتحملت المعاناة والصبر من اجل ابنائى واحاول بناء منزل يليق لاقوم بتزويج ابنى  .
 يفجر  على حماد، عضو مجلس محلى سابق، وموظف بالبريد،مفاجأة فحواها ان عربات الكسح تلقى بمياه الصرف بالترعة التى يشربون منها ويروون زراعاتهم منها،
مؤكدا أن  الترعة ملوثة بالقمامة ومياه  الصرف متسائلا ألم تجد سيارات الكسح مكانا أخر لتفريغ حمولاتها  سوى ترعة ام خليفة الموجودة بالكفر
من جانبه  يؤكد  اللواء السيد سالم، مستشار المحافظ لشئون الصرف الصحى ومياه الشرب، ان الحل الذى يمكن تنفذيه الآن لهذا الكفر هو توصيل خطوط لاقامة بيارة تسريب للمياه الجوفية لحل الأزمة الموجودة بالكفر، حيث انه لا يمكن تنفيذ مشروع للصرف الصحى بالقرية حيث ان الكفر غير مدرج بالخطة التنفيذية الحالية، لان هناك عدداً من القرى التى لم يتم توصيل خدمات الصرف الصحى بها حتى الآن حيث سيتم توصيل الصرف بالقرى أولا ، ثم يتم ادراج التوابع فى الخطط التالية لتوصيل خدمات الصرف الصحى .