السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بنطلون مقفذ - جزمة من غير شراب – ليجند – سكينى»




كتبت- رحاب ممدوح وكريمان صالح

دال على صاحبه» هل يهتم الكثير بهذه المقولة، الشاب من سن الـ16 ومن بداية مرحلة المراهقة يبدأ العقد بالفرط من بين أصابع الوالدين فيدخل فى دوامة للبدء بالتأثر بكل ما هوحولة سلبى وإيجابى دون التفكير لا يمكن أن نرجع أسباب ذلك للمنزل إنما يكون المنزل هو الموجه بالرأى لمحاولة تشتيت انتباهه لهذه المؤثرات، وفى اطار ذلك رصدت «روز اليوسف آراء الناس فى مثل هذه الموضه وما تحمله فى طياتها من تغريب، وكذلك آراء علماء النفس فى مثل هذه الظاهرة وتداعياتها على شخصية الشاب المصرى.
بدأ البعض فى تفسير هذه الموضة وتأويلها كل على حسب خلفيتة وخبراته، فتتباين الأقاويل الكبير ما بين «45_60» سنة يرجعه للأب والأم والتربية والعادات والتقاليد الذى أهمل الوالدان فى ترسخها لدى الشباب، فمن يجد ان الأب إما أنه قد ضغط على الشاب حتى فرطت زمام الأمور من يديه وهذا ما اجبر الشاب على العناد بفعل كل ما هو مخالف دون التفكير بمعدل الصح والغلط، أما أن الابن هو مرآة ابيه والأب لم يستطع ان يرسم لابنه الصورة الحقيقية للرجل فى اخلاقه ويترتب عليه مظهره، ومن جانب الرجل «فالأم هى من دلع وطبطب»، أما الأم الحالية «الثلاثينات» فهى لا تعرف كيف تفعل هذا، كيف تحصنه من هذا المجتمع فهى تجد ابنها فى المنزل بكامل هدوئه ولكن عند النزول إلى الشارع تجد انه يتطبع بمن حوله وترجع الأسباب للمعوقات التى تواجهها من جانب مجتمعه من بداية المدرسة وأصدقائه والفن «إذا كان افلاما أو حتى نغمات سريعة «والنت فهى موضة هذه الأيام، كيف تنتشل ابنها من هذه المنظومة المتكاملة لتقنعه بما يراه قديم الطراز حتى لو كان يضيف ويميز شخصيته عن الجميع.
«عبد الرحمن سمير » قائد عشائرالجوالة بجامعة عين شمس 23 سنة «لا يمكن حل المشكلة بالتجاهل أو مجرد الاشمئزاز من منظر الشاب، هناك طرق كثيرة للتأثير به فلكل شخص ما يهتم به يمكن للجوالة وهى حركة تجمع فى طياتها أكثر من مجال يخرج به الشخص ما عنده من إبداع ومنافسة وتطلع للقيادة وأعمال تطوعية لإفادة المجتمع، أن تجد ما يجذب ذلك الشخص فاهتمام الإنسان بمظهره لا يدل سوى عن الفراغ، فهو لا يعرف الدور القائم عليه! لا يعرف إمكانياته لاستغلالها بالتعبير على نفسه ولفت الانتباه بالتفوق وليس بالمظهر، فالشاب يريد أن يثبت ذاته وإن لم يجد الطريقة الصحيحة يلجأ للأسهل بالتمرد والعناد، طاقة الشباب إن لم تستغل لكى تفيد البلد يمكن أن تدمرها».
ومن جانب آخر اثار ذلك غضب وسخريه الكثير من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى حيث ان هذا ليس من عادات وتقاليد مجتمعنا المصرى الشرقى.
محمد طلعت 24سنة «أنا لا أرتدى هذه الملابس يمكن عشان أنا بعتبر نفسى من جيل فات وأخذ الموضة مما يعتبرهم مثله الأعلى ولا يلتفت لمظهره كثيرا فهو لديه مستقبل يخطط له ويرى هذا الشاب لا يبحث سوى عن لفت الآنتباه  وبرغم ذلك هو يتمتع بلامبالاه فهو لا يهتم بآراء أو تعابر غيره ويرى ان اختلافه يعلى منه».
سارة إسماعيل 20 سنه إعلام آداب عين شمس «مجرد تقليد أعمى بدون تفكير لأنه إذا فكر سيجد أنه يلبس ما تلبسه البنات وهذا ما لعنه الله،هذه النوعية لا ترى فيها معنى الرجولة بتحمل مسئولية فهو غير قادر على تحمل مسئولية مظهره وما يدل عليه، اقترحت بتنظيم جمعية للحفاظ على الهوية المصرية الإسلامية فكل منا يعبر عن الوطن بسلوكياته ومظهره».
«هو فى موضة كده!!» كانت هذه الجمله التى بدأ بها «محمد حسين» 21 سنة طالب بجامعة القاهرة، هذا الاسلوب من الملابس لا يناسب الرجل المصرى الشرقى، يرى السبب وراء سرعة انتشاره، اختفاء وتدنى دور الأسرة وانحطاط الاخلاق المصرية،مشيرا إلى ان البنت حاليا تخجل من أن ترتدى ما يرتديه الولد حاليا.
أما «محمود عبد المنعم» تعليم مفتوح جامعة القاهرة 37 سنة قال ان السبب وراء هذه الموضة البعد عن الدين الذى تربينا عليه سواء كنا مسلمين أو مسيحيين، واصفا هذه الموضه بالتقليد الاعمى للغرب وعدم فهم وادراك ان كان ذلك يناسبنا ام لا، ففى الغالب الشاب من هؤلاء يريد مسايرة الموضة بغض النظر عما إذا كانت تناسبه ام لا، ودعا إلى ضرورة وجود توجيه من الأسرة لكى يعود امثال هؤلاء إلى صوابهم.
 تقول «دينا مصطفي» 20 سنة آثار القاهرة «الشباب فيهم حاجة غلط» وترفض التعامل مع هؤلاء، وذكرت ان السبب فى ذلك يعود إلى الاعلام بما يحمله من برامج واعلانات وافلام اغلب افكارها تأتينا من الغرب، فالبرغم من أن الشاب يعتقد أنه «روش» لينال اعجاب البنات، إلا أنها تحتقره لانه ليس رجلا بنظرها، مضيفة ان الحل لمثل هذه الظاهرة ان يتم عمل برنامج ويتحدث فيه شخصية محبوبة لدى الشباب وقادرة على التأثير فيهم بقوة وضرورة البعد عن الشيوخ لان الجميع اصبح لديه كره غير مبرر من رجال الدين، بالاضافة إلى عمل اعلانات وحملات توعية لهؤلاء الشباب ليعودوا إلى رشدهم الذى فقدوه من متابعة الغرب بكل ما يحويه بسلبياته وايجابياته دون تفكير.
بينما تقول «كريستين عادل» ان مثل هؤلاء الشباب لن يكون لديهم شخصية فعالة فى المستقبل أو هدف يسعون لتحقيقه فى حياتهم، ولن يكون يوما ما شخصية قياديه أو تتحمل مسئولية اسرة، مشيرة إلى انها تعتبره شيئا شاذا ولا يمكن لها ان تقبله باى حال من الاحوال، وانه ان حدث وتقدم لها احد من هؤلاء للزواج بها سترفضه من غير تفكير فهى ترفض ارتداء زوجها ملابس اكثر انوثه مما ترتديه هى وما ستناله من سخرية إذا كانت معه فى مكان وانتقادات توجه اليها.
«حاجة تقرف وتقليد غربى بتخلف» كانت هذه الجملة التى قالها «كريم مازن» مشيرا إلى انه إذا ظهرت موضة فى الغرب الاولاد يرتدون «جيبات» سيرتديه الشباب هنا فى مصر دون تفكير عما إذا كانت تناسبنا ام لا وهل سيواجه من خلالها سخريه وانتقادات ممن حوله ام لا، فهو لا يهمه أحد سوى ما يشاهده على المحطات الفضائية، كما يرى انهم ليسوا بشىء مشرف لاهلهم ولا اصدقائهم، ولا يمكنه ان يصل لهدفه بما يرتديه من ملابس «بناتى» فكيف يمكن له ان يدخل مكان عمل فى شركة محترمه بملابسه هذه، فاكرم له ان يجلس فى البيت مع والدته يساعدها فى اعمال المنزل.
أما بالنسبه لمن يرتدى هذه الملابس وما هى وجهة نظره وطريقة تفكيره، فقابلنا «هيثم النجار» فقال انها حرية شخصية ولا يهمه ما يقوله الناس وما يوجهونه له من انتقادات وسخرية، مشيرا إلى انه إذا رأى الجميع يعارض ما يرتديه وهو يحب ذلك فسيرتدى ما يحبه هو فالمهم عنده راحته هو.
«هبه شاكر» 0 2 سنة آداب عين شمس «أنا أرجل منه» أطلقت عليه لقب سوسن هى لاترى أى صورة لرجولة أو روشنة فى هذا المنظر المثير للاشمئزاز، أكدت رفضها التام للتعامل مع شخص أو التكلم معاه تحت أى ظرف، لا ترى منه زوجا مناسبا لأنها ترى نفسها أرجل منه منظره لو دال على شىء يبقى ضعف شخصيه ﻻنه تقليد أعمى لظاهرة مستفزة.
«محمد بدر الدين» 26 سنه الشاب من هذا النوع الباحث عن موضة الغرب والتقليد بدون تفكير تنقصه الثقافة الدينية والهوية المصرية، لا يمكن لرجل ان يوافق على لبس بنطلون ضيق أو يتقبل شاب منهم زوجا لأخته (فالمنظر دال على صاحبه) لهذا فهو يتوقع اى شىء من تصرفات مسيئة ولا يأتمنه على أخته بأى شكل من الأشكال، وأشار على دور المحلات المستوردة اللافت فى استيراد وملء الشوارع بهذه الموضة خصوصا فى الأحياء الشعبية وده لغياب الثقافة عامة ودينية بالخصوص ويرى هؤلاء الشباب ضحايا لتغيرات المجتمع للأسوأ، والغريب رفضهم حتى سماع النصيحة كأن مبرمج على (أنا حر – دى موضة)، كما أشار إلى أن جهل الشباب والتجار المستوردين جعل من المجتمع المصرى عرضة لاى قرف يصدر من الخارج فالموضة السابقة كانت بلبس الشباب والبنات ملابس مكتوب عليها الفاظ مهينة دون معرفة معناها، مما يصعق من يراها، التوعية والثقافة بداية من الأماكن العشوائية والأحياء الفقيرة والمدارس الحكومية هى الحل لهذا الظواهر المتكرره.
يقول استاذ «محمود ايمن» ان هذا يعد غزوا أوروبيا واستهدافا لعقلية الشباب من خلال الموضة وما يسيطر على تفكيرهم حاليا، ويشير إلى ان الحل لهذه الظاهرة تبنى المبادئ والقيم الاخلاقية فى الفضائيات التى يشاهدها كثير من الشباب حاليا، ويتساءل عن البرامج التى كانت منتشرة منذ حوالى ثلاث سنوات التى يقدمها الدعاة الشباب امثال «عمرو خالد ومصطفى حسنى ومعتز مسعود» فهؤلاء محبوبون لدى الشباب وكان غالبا يساهمون فى مشروعات تطوعيه ويبتكرونها من اجل استغلال طاقات الشباب واوقات فراغهم التى يضيعونها على مواقع التواصل الاجتماعي، وايضا مشايخ الازهر الوسطيين الذين يبثون الهدوء والطمأنينة اليهم.
«مروة صلاح» طالبه بكلية التمريض جامعة عين شمس تقول انها لا تفرق بين الولد والبنت نظرا لان الولد اصبح يرتدى نفس ملابس البنت وان كان هناك بعض الاختلاف فى ان البنت ترتدى حجابا، فلو ارتدى الولد الحجاب لاصبح مثلها تماما، واكدت ان السبب فى ذلك الأسرة وعدم مراقبتها الجيدة السليمة لابنائها.
«مش ناقص غير طرحة ويبقى بنت» قالتها آلاء صابر طالبة بكلية التربية جامعة عين شمس معبرة عن استيائها عما وصل اليه الشباب حاليا بعد ان كان رجلا بمعنى الكلمة فالشباب الآن يذهب لصلاة الجمعة ببنطلون جيبز «مسقط» بعد ان كانوا يذهبون للصلاة يوم الجمعة غالبا بالجلباب الابيض، واشارت إلى ان هذا يعود لعدة عوامل نفسية واسرية واجتماعيه، وانعدام التعامل بين افراد الأسرة التى أصبحت تتجمع بالكاد مرة واحدة فى الأسبوع وكل فرد فيها منشغل بعالمه، الاب منفصل عن ابنائه ومنشغل بكيف يزيد دخله حتى يستطيع العيش فى مستوى مادى جيد، والأم منشغلة باعمال المنزل واحيانا العمل للمساهمة فى المعيشة التى اصبحت صعبة، والاولاد منشغلون بما سيفعلونه فى يومهم التالى مع أصدقائهم سواء فى المدرسة أو الجامعة، كل شخص منهم فى واد، واضافت ان أغلب هؤلاء الشباب يكون لديهم مشاكل نفسية ويكون الحل الافضل لهذه المشاكل هو العلاج عند طبيب نفسى ولكن الأسرة ترفض ذلك بسبب نظرة المجتمع لمن يذهب لطبيب نفسى على انه «مجنون» أو مريض عقلى، مما يؤدى إلى ازدياد هذه المشاكل ويحاول التنفيس عنها بالموضة الخليعة ويكون محور الحديث من اصدقائه،على الرغم من انه يمكنه ان يلجأ إلى ممارسة الرياضة ليفرغ فيها طاقته المكبوتة ولكن بطريقة افضل بدلا من هذه الطريقة الشاذة غير المألوفة على مجتعنا المصرى.
«آيه عبد الفتاح» طالبة بآداب عين شمس تراها حرية شخصية مادام لم يؤذ غيره وطالما انه يراه مناسبا له، وتؤكد ان لكل منا عقله الذى يفكر به ويقرر ما يناسبه ويليق به.
يرى «محمد ممدوح» انه لا يحترم هذه الموضة وانه ان وجد احد اصدقائه يرتدى مثل هذه الملابس فان لم يستجب فسينهى علاقته به لانه لا يشرفه ان يصاحب شخص متشبه بالبنات، لان الصديق عنوان صديقه واى انتقاد سيوجه إلى صديقه سينال منه جانبا ايضا.
ومن الجانب الآخر هو جانب اقتصادى تجارى بحت فأصحاب محلات الملابس يهمهم فى المقام الأول المكسب مرددين «نوع جديد يتهافت عليه الشباب فما الخطأ فى بيعه وفتح رزق منه، هى التجاره ايه غير الشطارة «وفى بعض المحلات يعرضون الأذواق كلها على استحياء ولا يحكرون على نوع معين منه»، وكان وصف «مايسة أنور المفتى» أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس أنها لا تختلف مع مظهر البنت أو الولد فكلا منهم حر، إنما ما يهمها فى الموضوع هذا الشاب كيف يفيد مجتمعه، وأكدت ان التعليم هو العنصر المغير ولابد من الاهتمام فى المراحل الأولى من الدراسة، ودعم الجامعات للمشروعات التطوعية للاستفادة من طاقتهم بتوجيهها للمجتمع.
«مدحت عبد الهادى» استشارى أسرة وتربية اطفال أكد أن تأثر الشباب للموضة الجديدة ليست وليدت هذه الأيام أنما منذ الأربعنيات وخلال حكم الملك فاروق، يعانى المجتمع المصرى من التشويش المغرض على محى الهوية المصرية بالتأثر بالغرب، مروروا بالخمسنيات حتى الآن، وسبب الأزمة التى يشعر بها المجتمع فى ملاحظته الكبيرة حاليا هو التعداد السكانى فتقيم المجموعة المتأثرة بهذه الظواهر بـ 10% خلال الأربعينات فى حدود 800 ففى 2014 أصبحت الآن 10 مليون ويعتبر هذا بسبب الخواء مجتمعى فالسلوك ينتج ويتأثر بهوية الشخص إذا كانت دينية أو ثقافية أو اجتماعية نتيجة للتنشئه السليمة للطفل منذ البداية والهوايات التى ينميها الأهل مثل القراءة التى تعمل على فتح العقل أو الرياضة، لذلك نجد الشاب الرياضى المجتهد المفكر لا ينطبق عليه بأنه ضحية للتقليد الأعمى، أنما فاقد الهوية والانتماء  لمجتمعه هو ما يكون عجينة لينة على استعداد تام ليكون نسخة طبق الأصل مع أى ظاهرة جديده، وفنجد انه أداة لتشويه مجتمعه بدل من الأرتقاء به، والمسئولية الأكبر على الأسرة والوالدين بعد ذلك تأتى على منظومة التعلم والمدرسة.