الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المناطق الصناعية فى «قفط» والـ«هو» و«الصالحية».. أطلال فى صحارى قنا




قنا - حسن الكومى


قنا واحدة من المحافظات الغنية بالموارد الإقتصادية والصناعية والأراضى الصحراوية الصالحة لاقامة وإنشاء المصانع وتمتلك كل المقومات لجذب الإستثمار والمستثمرين، حيث يوجد بها  أكبر قلعة صناعية على مستوى الشرق الأوسط تتمثل فى «مجمع الألمنيوم» وبها 4 مصانع للسكر، ومصنع للغزل والنسيج، إلا أن المحافظة أصبحت طاردة لمعظم أبنائها ناهيك عن إرتفاع نسبة البطالة بها، ومنذ سنوات أنشأت الدولة 3 مناطق صناعية فى المحافظة، الأولى منطقة كلاحين بقفط على مساحة 595 فداناً، والثانية  « هو» بنجع حمادى مساحتها  663 فدانا، والثالثة بمجمع الصناعات الصغيرة بالصالحية ومساحته 50 فدانا، يقول الدكتور مصطفى محمود، الخبير الجيولوجي، أن المدينة الصناعية الأولى مهددة بالإنجراف فى مياه السيل لأن الدولة اختارتها بشكل عشوائى دون الاستعانة بخبراء لتحديد الأماكن الصالحة لإنشاء المدينة، حيث أنشأت أحواض الصرف الصحى الخاصة بمخلفات مصانع الأدوية بالمنطقة الصناعية فى قفط فوق مجرى السيل، التى تحمل ملوثات كيميائية وليست عضوية، والتى تختلط بمياه النهر حلى حدوث سيول بالمنطقة.
فيما تبلغ عدد مشروعات المنطقة الصناعية الثانية 445 مشروعا، لتوفير أكثر من 20 ألف فرصة عمل للشباب، على أن يبدأ تنفيذ المشروعات على عدة مراحل، والتى تضم مشروعات غذائية، ومواد بناء وغزل ونسيج، وصناعات ورقية ومعدنية وكيماوية، الغريب أنه لم يتم تنفيذ أى مشروعات منها منذ إصدار قرار رئيس الوزراء فى 1998 بتخصيصها منطقة صناعية، ولكنها مازالت أرضا رملية صحراوية.
 يضيف الحاج عبد الصمد آدم أحد سكان قرى نجع حمادى، إن الفقر والبطالة دفع ابنائهم  للسفر إلى خارج البلاد للعمل والحصول على لقمة العيش ولو كان بطرق غير مشروعة، متسائلا: إلى متى سيظل ابناؤهم  يبحثون عن فرص العمل فى الخارج، دون أن تلتفت إليهم الدولة.
 ويوضح مصطفى عبدالدايم، أن نجله خالد كان يعمل فى المملكة السعودية، وقامت السلطات السعودية بترحيله، مطالبا بضروة خلق فرص عمل للشباب لترحمهم من المعاناة التى يتعرصون لها فى الخارج.
 ويشكى عبد الباسط محمود، صاحب ورشة صناعية، من إرتفاع سعر إيجارات الورش لـ 1000 جنيه، فى الوقت الذى تعانى فيه المنطقة من الركود بسبب موقعها الصحراوى، ناهيك عن طرد المستأجر،فى حالة التأخير فى سداد الايجار مطالبا المحافظ بتمليكهم الورش حتى يتثنى لهم العمل.
 يشير ربيع مصطفى الى أنهم يعانون من كون المنطقة خالية من أفراد الأمن، حتى أصبحت المنطقة مرتعا للخارجين عن القانون والعصابات المسلحة والعمليات الارهابية، مما يعكس   عزوف المواطنين عن زيارة تلك الورش لإصلاح معداتهم الميكانيكية مطالبا بإيجاد نقطة شرطة بالمنطقة لتوفير الأمن لهم والعمل.
ويلفت أحمد خلف، الى أن المنطقة الصناعية تقع بالقرب من أكبر ترعة مخصصة لصرف صحى مدينة قنا، فتطفح تلك المياه وتغرق المنطقة بالكامل، ناهيك عن تلوث مياه الشرب.
يرى بركات الضمرانى، عضو اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات العمالية بقنا، أن تطوير المنطقة الصناعية ضرورة لمساعدة الحكومة فى تشجيع الصناعة المحلية والتى من أهم العناصر الاستراتيجية فى عملية التنمية والتغيير الاقتصادى، وتمثل العصا السحرية للمساهمة فى علاج مشكلة البطالة.
 وناشد الضمرانى حكومة «محلب» بتنفيذ مشاريع استثمارية على أرض المحافظة، خاصة وأن أراضى قنا تسمح بتنفيذ المشاريع التى تعمل على خفض نسبة البطالة.
من جانبه قال اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، انه تمت مناقشة المشروعات المقدمة من المستثمرين لإقامة مشروعاتهم داخل منطقتى «هو وقفط»، ووافق مجلس الإدارة على إنشاء مصنعين بمنطقة «قفط» مصنع منظفات لإنتاج الصابون بأنواعه المختلفة بتكلفة مليون و600 ألف جنيه، على مساحة 1040 متر مربع، وآخر لإنتاج البويات والورنيشات واللاكيهات بتكلفة 2 مليون جنيه، على مساحة 1000 متر مربع، ويوفر 25 فرصة عمل، إضافة إلى الموافقة على توسيع مصنع الرخام والجرانيت بمساحة1680مترمربع. 
وأضاف المحافظ أن مجلس الإدارة وافق على إنشاء 4 مصانع جديدة بمنطقة «هو».