الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوفد والمشير.. لماذا يؤيد «حزب الليبرالية» مرشحا من «العسكر»!




كتب - محمود صالح
طيلة الايام القليلة الماضية كان السؤال الشاغل للجميع داخل حزب الوفد هو متى تتقرر اللحظة التى يعلن فيها الحزب تأييده «رسميا» للمشير عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكما هو معلوم للجميع وكما تأكد لى من خلال وجودى بالحزب فإن القرار فى الوفد يتخذ وفق آليات ديمقراطية تماما إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن الحزب قد اتخذ قراره بالفعل فى هذا الاتجاه، وقد تساءل الكثيرون عن «مفارقة» تأييد أكبر حزب ليبرالى فى البلاد لمرشح يأتى من خلفية «عسكرية» والحزب كما هو معلن من تاريخه ومواقفه ناضل دائما من اجل دولة مدنية ديمقراطية وبدا لهؤلاء أن الحزب تصرف وفقا لقاعدة تخالف قناعاته، وبالطبع استغلت بعض الأصوات الصارخة من أشباح تنظيم الإخوان على الفضاء الإلكترونى هذا الموقف للهجوم على الوفد الذى «باع» تاريخه « مقابل البقاء بقوة فى المشهد وترتيباته المقبلة، والحقيقة أن تأييد الحزب للمشير السيسى وفق أى تقدير منصف لابد وأن يضاف لمواقفه السياسية الناصعة التى تصب أولا وأخيرا فى مصلحة البلاد والرغبة فى تقدمها .

ذلك ان من يتحدثون عن المشير طنطاوى باعتباره «مرشحا عسكريا» يتناسون عدة حقائق ابرزها ان الرجل قرر وبشجاعة أن يترك موقعه وزيرا للدفاع فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ العسكرية المصرية وقد فعل ذلك استجابة لنداء هادر من ملايين من المصريين رأوا فيه الى جانب خبرته العسكرية كرجل تولى ارفع المناصب داخل المؤسسة العسكرية «مصريا موهوبا» فى معالجة شأن سياسى بالغ الخطورة والجسامة تعلق باللحظة الفاصلة التى قرر فيها الشعب الثورة على الاخوان، ولكى نقول الحق فقد تصرف السيسى وخلفه مؤسسات الدولة لا من منطلق رجل جيش يحمى الأمن القومى للبلاد فقط بل كرجل دولة يعرف مقتضيات اللحظة بكل أبعادها السياسية  الامنية والاقتصادية وفق معطيات اقليمية ودولية بالغة التعقيد، ثم إن الرجل بدا دائما كنموذج لـ «بطل شعبى» يستطيع ان يواجه وأن يتحدى وفق خطط مدروسة وبطريقة علمية تماما لا تقفز بالبلد ابدا الى هوة المجهول، ولا أخفى سرا حين أقول إن الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد التقى المشير السيسى مرات عدة وفى كل مرة كان يتأكد له أننا أمام رجل من طراز مختلف، لا يسعى لسلطة ولا لمنصب لكنه لا يستطيع عدم تلبية نداء الواجب، وفى هذا التوقيت اريد أن أسأل هل لا يزال هناك من «الوطنيين المصريين» من يستطيع استخدام تعبير «العسكر» وهو مطمئن القلب والضمير .

لقد اتضح أن التعبير نفسه مريب ومضلل بعد أن عاد «الجيش المصرى» بأسمه وهيبته ليؤكد أنه حامى الوطنية المصرية فإذا خرج منه رجل ليرشح نفسه هل نعتبره من «العسكر» أم نقول: أن الرجل الذى خرج من منصبة الرفيع فى هذه اللحظة هو الأقدر على القيادة وأعباء السلطة .

لقد أيد الوفد المشير لأنه لا يستطيع ان ينفصل عن الشعور الوطنى العام والعارم تجاه المشير ولا أدل على هذا مما حدث معى فى لجنة الوفد بالقليوبية فدون أن نسعى أو ننظم كانت التوكيلات تأتى للسيسى من مواطنين بسطاء محاطة بكلمات من الود التقدير أبلغ من كل حذلقات بعض دوائر النخبة الغائبة عن حقائق اللحظة التاريخية التى تحياها مصر، إن السيسى – على العكس – قد يكون الضمانة الأكبر لدولة مدنية لا تتخطفها طيور الظلام ولا فلول عصر بائد.. ثم من قال إن الدولة المدنية يمكن أن يحميها ويؤسس لقواعدها الجديدة رجل لم يختبر أو ساع للسلطة أو هاو لا يعرف المعنى الكبير والمهيب لـ «الدولة»، حدث وسيحدث أن يأتى رجل من «الجيش» ليؤسس لدولة حديثة ديمقراطية بأفضل من غيره وهذا ما نراهن عليه وما سنناضل من أجله.