محافظ جنوب سيناء لـ«روزاليوسف»: شرم الشيخ تـُدار بقانون كفر الشيخ!

برغم حالة القلق وامتناع عدد من رعايا دول الغرب من الحضور إلى شرم الشيخ إلا أن الاشغالات الفندقية بلغت 48٪ بالمدينة، وهو مؤشر على تعافى الحركة السياحية.. الروس والإنجليز منتشرون بينما اختفى الألمان والإيطاليين وهما القوة الضاربة من سياحة سيناء. محافظ جنوب سيناء خالد فودة لا يترك أى فرصة لجذب السياحة إلى مدن محافظته إلا واستغلها.. تابعته لمدة ثلاثة أيام فى كل ساعة بكل مكان ومع مجموعات جديدة يشرح ويحلم ويحل المشاكل مع المستثمرين.. سعادته فى أن يلتقى مع أكبر عدد من الموجودين على أرض جنوب سيناء.

ولضمان سرعة حلول المشاكل عادة ما ترصد وجود «مفصلات» الإدارة المحلية.. فى التعليم والصحة والأمن وغيرهم.
الغريب أننى لاحظت مدى الحب والاحترام والصراحة بين عمدة جنوب سيناء أو محافظها ورجال الأعمال والسائحين وأصحاب البازارات.
خالد فودة عاشق لعمله، صريح لأبعد الحدود.. متواضع ويجيد توصيل رسائله فى أى حدود من صنعه.. فى عقله سيناريوهات اليوم والمستقبل لمدن محافظته.. جرىء فى إعلانه والتحدث حول القيود التى تكبل انطلاقة شرم الشيخ.. التى يراها أنها تملك كل الإمكانات لتتفوق على دبى لولا القوانين الحكومية التى تمنع ذلك.
فى صراحته لم ينس موقف أحد الفنادق عندما أخفى عن الجميع زيارة «رونى» لاعب منتخب انجلترا ورفض صاحب الفندق استغلال الحدث لصالح بعث رسالة اطمئنان للعالم.. ثم اعتذار الفندق عن الموقف بعد ذلك.
أنا شخصيًا خلال عمرى الصحفى البالغ أكثر من 35 عامًا.. أجد أن خالد فودة مسئول صريح جدًا.. ولا يحمل طغينة لأحد.. يجد فى الصراحة وتطبيق القانون والعدل أسساً للعمل الصحيح لا يجامل ولا يهدأ فى أداء مهام عمله.
شرم الشيخ مدينة «الجمال» و«الأحلام».. قَبلة السائحين بالعالم.
مدينة لها خصوصيتها.. زادت جاذبيتها بمرور الوقت.. أصبحت مثار إعجاب العالم.
شرم الشيخ.. مثل غيرها.. تتعرض لمشاكل ومعاناة.. وهى تعيش حالة انعكاس لما يعانيه البلد بشكل عام، وهو ما جعلها مدينة تعانى من نقص السياحة.
برغم تلك المعاناة.. إلا أن محافظ جنوب سيناء لواء خالد فودة - لم يترك أى وسيلة إلا واستخدمها لصالح ازدهار المدينة وتعافيها.. وقد كان من اللافت أن أرى المحافظ وهو يقف وسط عمال المطافى والمحافظة أثناء شفط المياه من طريق المطار إلى المدينة فى الثانية صباحًا.. راقبت الموقف وأنا مندهش، لمدة ساعتين لم يترك المحافظ العمال إلا بعد أن أحضر إليهم الوجبات الغذائية وشاركهم باليد فى نزح المياه.
شرم الشيخ كيف تعود إلى مكانتها مدينة جاذبة للسياحة؟ والأهم ما المطلب من الحكومة أو الدولة للمساعدة فى ذلك؟ وهل المدينة بشكل عام تتعرض للإرهاب كائن وإلى أى مدى يمكن رصد الاستقرار؟
قبل أن أبدأ حوارى معه.. وجدت من يقدم له أوراقاً مكتوبة بحقيقة شكوى أحد رجال الأعمال بعد أن تمت إزالة اكشاك له أقامها على أرض الدولة.. المحافظ خالد فودة قال لى: مش ممكن رجل أعمال عليه للدولة 9 ملايين جنيه.. اعتدى وتعدى على أرض الدولة.. خالف القانون استولى على شارع بالكامل وأغلقه.. الرقابة الإدارية والجهات الرقابية أكدت أن رجل الأعمال ارتكب 13 مخالفة وحقوق الدولة فيها 9 ملايين جنيه، وأنذرته، ومع الأسف حاول تشويه الموقف فى فضائية.. ويجب الرد عليه!
■ قلت: كيف يتم حل مشاكل المحافظة بشكل عام؟
ـ قال اللواء خالد فودة: أنا عامل «مقعد» وهى جلسة تحكم على المخالفات.. سواء للمستثمرين ممن لهم شكاوى أو أفراد.. والعملية محددة فى تحديد توقيت للمقعد.. بحضور 4 شخصيات ممن لهم علاقة بالموضوع، وهناك المستشار وليد فضالى مندوب من مصر.. الجلسة تبدأ بمن لديه مظلمة يقول رأيه ونشوف تحل ولا تؤجل  ولا تعطى فرصة ولا يتم الإحالة للجنة المنازعات أو مجلس الوزراء.
وجلسات المقعد مجانية لمن لديه مشكلة.
■ قلت: لماذا يتم الإزالة للمخالفات؟
ـ رد المحافظ: لا تقنين للخطأ ولا تصالح مع المخالفات المقامة على أرض الدولة.
■ لكن شرم الشيخ مدينة حساسة للأمن.. كيف تعيش تلك المدينة مع انفلات أمنى منذ ثلاث سنوات؟
ـ بصراحته المعهودة قال المحافظ: نحن نعمل بالمحافظة على «الموجود».. وقد بدأنا فى تنفيذ خطة أمنية محكمة للمساعدة فى تحقيق الأمن بتكاليف 30 مليون جنيه، بدأت فى بوابات إلكترونية ذات حساسات يمكن من خلالها التعرف على كل البيانات للسيارة والركاب فى دقائق، حيث تم ربطها بقاعدة بيانات الأمن الوطنى المركزية.
هناك كاميرات مراقبة وأجهزة للكشف عن المتفجرات وبرامج تتبع وكمائن ثابتة تضم غرف تعرف وأجهزة حديثة فى هذا الشأن.. وهوائى ولاسلكى وهو نظام للتعرف على الشخص أو السائح منذ لحظة دخوله للمدينة حتى مغادرته.. ويمكن فى 5 ثوان من خلال المرور على الأجهزة الحديثة داخل هذا النظام أن يتم السماح لك من خلال السدادة الأولى. «باربر» أو محاصرتك.
■ سألت محافظ جنوب سيناء: متى نرى شرم الشيخ مثل دبى؟
ـ قال: أبلغت السيد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أن لشرم الشيخ طابعاً خاصاً.. وتحتاج لقانون استثمار ذى طابع خاص، تحتاج لشركات عالمية فى النظافة والشرطة الخاصة.
يا جماعة لا تعاملوا شرم الشيخ بقوانين كفر الشيخ.. هناك فروق.. أنا عندى فى شرم الشيخ إمكانات موجودة من غرف فندقية وفنادق وأماكن للزيارات أكبر مما هو موجود فى مدينة دبى، لكن القوانين هناك مُربكة ويجب تصحيحها لتساعدنا على تحقيق الأهداف.
■ كيف تجذب المستثمرين الأجانب والسائحين إلى شارم الشيخ مرة أخرى؟
ـ فى بلدان العالم هناك ما نطلق عليه حزمة حوافز جاذبة لتلك الجهات، مثلاً من يمتلك شقة يحصل على إقامة.. مدينة العقبة الأردنية حاولت أن تنافس شرم الشيخ وجذب من يتوجه إلينا.. مستثمراً أو سائحاً وعملت قانوناً خاصاً بها، أى أصبحت مدينة ذات طابع خاص لا تسرى عليها إلا قوانين خاصة بها.. لكن العقبة فشلت فى منافسة شرم الشيخ رغم كل المعوقات التى تواجهنا!
ـ أضاف المحافظ: لقد سمعنا عن مجلس أعلى لحلايب وشلاتين ومؤتمرات لتنميتها للبحث فى أفضل الحلول للتنمية.. ومن باب أولى أن تعطى الحكومة مثل هذا الاهتمام لمدينة شرم الشيخ وغيرها.. يجب الاهتمام بسيناء الآن.. وبصورة أكثر وضوحًا لازم ننظم مؤتمرات عالمية لتنمية إقليم سيناء.. عاوزين نتحرك فى هذا الاتجاه.. الآن حتى نكسب وقتاً لأن التأخير سيضر بنا وسيسبقنا آخرون.
■ ماذا عن المشروعات التى تهتم بها الآن؟
ـ قال محافظ شمال سيناء: هنخلص المدينة الشبابية.. عندى قطعة أرض 200 فدان سنقيم عليها استاد كروى عالمى ومجموعة صالات لاستقبال الفرق العالمية والمحلية للمعسكرات والمباريات، عندى أجندة للبطولات الدولية تضم بطولات تنس، اسكواش، تايكوندو، جودو، عاوز كل أسبوع أنظم بطولة دولية، وسوف أدرس تنظيم مؤتمرات لمناقشة جذب السياحة الرياضية إلى شرم الشيخ. وأنا جاهز لاستقبال أى بطولة عربية أو دولية أو عالمية فى الكرة الطائرة. اليد . الكرة الشاطئية، كرة القدم شرط أن تكون رسمية وعن طريق الاتحادات وليست سبوبة أو عن طريق مقاول.
لقد زارنا زوج ملكة الدنمارك وسط ظروف الانفلات الأمنى وكان سعيدًا بالزيارة واستمتع بها وأثنى على البلد.
ولاعب منتخب إنجلترا رونى زار شرم الشيخ ونزل فى الفورسيزون. وأعتقد من خلال تلك الزيارات والاستقبالات وآخرها سفير هولندا بالقاهرة الذى اجتمعت معه وعلى مدار ساعة ونصف الساعة تحدث عن كيفية التعاون فى مجال الأمن للمواطن الهولندى الزائر بشرم الشيخ.