السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بوار الأراضى الزراعية بالفشن بعد جفاف ترعة «الأبعادية»




بنى سويف- مصطفى عرفة


 عام 1937 اعتمد الشيخ طه الفشنى ابن مركز الفشن جنوب بنى سويف قارئا بالإذاعة المصرية وفى هذا اليوم تلا الشيخ آيات من القرآن الكريم أمام الملك فاروق فأعجب به جدا وهو المعروف عنه ولعه بدولة التلاوة التى كان من أعمدتها الأعلام على محمود ومحمد رفعت ومصطفى اسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد ومن شدة إعجاب الملك به طلبه لقراءة القرآن فى سراى عابدين وتوطدت العلاقة بينهما مما شجعه على شمول النظر لفلاحى وأهالى الفشن الذين يعانون من نقص مياه الرى فأمر الملك بإقامة ترعة الابعادية لرى أراضى المركز.  
ولكن حدث مؤخرا ما لم تحمد عقباه حيث ضرب الإهمال والجفاف الترعة ما أدى إلى بوار آلاف الأفدنة الزراعية وأصبحت مصدر شكوى لمئات المزارعين.
يقول مجدى عبدالله مزارع من الفشن ان وزارة الرى قامت بتغطية مساحة كبيرة من ترعة الابعادية لتحسين منظومة الرى فى قرى المركز وللأسف تفقد تلك الترعة نصف الكمية المخصصة لها من المياه بسبب إهمال مسئولى الرى فى صيانة المواسير المتهالكة أو تغييرها.
يضيف محمد على مزارع: أن آلاف الافدنة بقرى الفشن تعانى نقصا فى مياه الرى رغم توافر العديد من الترع الفرعية لكن المكشوف منها جاف والمغطى بدون ماء بسبب تجاهل المسئولين بالرى تنظيف نهايات الترع وصيانة مواسير الصرف المغطى التى تتسرب مياهها منذ سنوات إلى المصارف الخاصة بمصاف الزراعات وقد اعتاد الأهالى على رى أراضيهم على المياه الجوفية مختلطة بمياه الصرف الصحى ما أفقد آلاف الأفدنة خصوبتها.
ويشير عطية غطاس إلى أن فروع 1و و2 و3 من الترعة لا تصله المياه منذ 3 سنوات وكان مخصصا لتغذية مجلس قروى الفنت الشرقية التى تضم 20 ألف فدان مما اضطر الفلاحين لرفع المياه من أسفل الأرض بمواتير ارتوازية، وهذه المياه المليئة بالأملاح والصرف الصحى تسببت فى بوار الأرض وقدمنا شكاوى عدة مرات ولم نجد سوى أذن من طين والأخرى من عجين.
ويكشف محمد عبدالتواب ان مجلس مدينة الفشن عندما بنى عمارات سكنية حوّل مجرى ومصب مصرف مغاغة إلى النيل مباشرة بعد أن كان يصب فى مصرف الشراهنة الأمر الذى يهدد مياه النيل بالخطر فضلا عن بوار 6 آلاف فدان بقرى شنرا ودلهانس والجفادون والجمهود التابعة للمركز بسبب عدم وصول مياه الرى إلى ترعة الحريقة منذ شهور ما تسبب فى تلف المحاصيل الزراعية.
ويلفت على كمال الى ان نقص المياه تسبب فى بوار أحواض الملك القبلى والبحرى والكوم والقلزم التى تبلغ مساحتها 4 آلاف فدان، مشيرا إلى أن المزارعين هجروا الأرض بعد أن قدموا شكاوى إلى كل المسئولين منذ 6 شهور دون جدوى.
ويشتكى حافظ عطوان من ان مزارعى محافظة المنيا يغلقون حجز ساقولة الذى يغذى ترعة الحريقة التى تمر لمسافة 8 كيلومترات فى مركز الفشن وتقع الأراضى فى نهايتها وهو ما يتسبب فى عدم وصول المياه إليها مشيرا إلى أنه لم تكن هناك مشكلة رى من قبل لكن منذ 8 سنوات بدأت المأساة.
ومن قرية شنرا يقول على حسين مزارع: لا نستطيع زرع الذرة الشامية فى أراضينا بسبب نقص مياه الرى بعد جفاف الترعة ونلجأ إلى مياه تصافى أراض زراعية فى مصرف عطف حيدر الذى يمر بقرية شنرا لرى أجزاء من الأرض وطالب بإنشاء مغذٍ على هدار العدوة الذى يصل من البحر اليوسفى إلى ترعة الحريقة لحل المشكلة مطالبا بوجود مهندس رى من بنى سويف على حجز ساقولة فى مركز مغاغة بالمنيا لمراقبة المناسيب ومنع مزارعى المنيا من إغلاق البوابات لحين إنشاء المغذى.
وطالب عدد كبير من المزارعين بفصل رى بنى سويف عن المنيا فى مسافة 8 كيلومترات فى ترعة الابعادية وتحويلها إلى بحر اليوسفى لتدبير مياه منه للقرى المهددة بالبوار المؤكدين انه نتيجة النقص الحاد فى مياه الرى يعتمد المزارعون على مياه الصرف الصحى لرى أراضيهم ما يهدد بتفشى الإصابة بأمراض السرطان والفشل الكلوى وفيروس سى.
ويمتعض محمود ابراهيم من انسداد فروع المساقى المغطاة بسبب ضيق المواسير وامتلائها بالقاذورات والحيوانات النافقة حيث إن مديرية الرى لم تقم بتركيب مصاف شبكية تسمح بمرور الماء وتمنع المخلفات الأخرى ما يحرم آلاف الأفدنة من ماء الرى واعتمادها على مشاريع الصرف المجاورة لأراضيهم وتقوم مديرية الرى بالمحافظة بسحب الماء عن طريق طلمبات رفع عملاقة من مصرف المحيط وتضخها بالترعة لتزيد من منسوب المياه القليل المخصص للسقاية وهذه المياه لا تصلح لرى الأرض وتسبب السرطان والفشل الكلوى للأهالى فالمياه مليئة بالمبيدات ومخلفات القرى وماء الصرف الصحى المفرغ بالمصرف فى ظل غياب الرقابة.
كما ينبه سليم محمد الى ان اجزاء كبيرة من الترعة تحولت الى حفر جافة منذ سنوات ترتع فيها القوارض والثعابين والفئران وقال سليم: سئمنا من كثرة الشكوى لمسئولى الرى الذين دائما ما يتجاهلون شكوانا وكأن الدولة توليهم علينا لبوار الأرض بدلا من سقايتها ويضطر الفلاحون لدق ماكينات ارتوازية لسقاية أراضيهم أو استخدام مياه تصافى الزراعات ما تسبب فى بوار الأرض بعد أن زادت الأملاح بالتربة الزراعية، مؤكدا ان الزراعات لا تجدى لغياب المياه حيث إن تكلفة دق ماكينة الارتوازى بالأراضى الزراعية عملية شاقة جدا وباهظة التكاليف فالماكينة تحتاج إلى دق مواسير بعمق من 25 إلى 32 مترا بباطن الأرض وتتكلف الماسورة نحو ألف جنيه إلى جانب الموتور الذى يتكلف نحو 5 آلاف جنيه.
ويؤكد حسن أبوالفتح أنه تم استخدام مواسير ضيقة فى التغطية غير مطابقة للمواصفات القياسية مع عدم إنشاء شبكات تصفية عند بدايات المواسير مما أدى إلى انسدادها بالحشائش والحيوانات النافقة وانقطعت عنا المياه ولم يقم أحد بتدارك الخطأ وتغيير المواسير بأخرى كبيرة خشية اكتشاف الخطأ والتلاعب الذى كان قائما.
من جانبه يرفض المهندس صابر عبدالفتاح الادلاء بأى تصريحات لورود منشور من المحافظ مجدى البتيتى يحذر من الادلاء بتصريحات صحفية او اعطاء أى بيانات دون اذن كتابى منه.