السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«القناطر الخيرية» بداية النهضة الزراعية فى مصر




كتب - السيد الشورى

تعد «القناطر الخيرية» التى شيدها محمد على باشا والى مصر واحدة من أروع الآثار المصرية الحديثة فى مجال هندسة الري، كما تعد هذه القناطر الأولى من نوعها فى العالم فى ذلك الوقت، ولا تزال تتمتع الى يومنا هذا بسحر خاص يجذب إليها ملايين السياح العرب والأجانب سنويا وهى البقعة الخضراء المفضلة لكثير من رحلات الشباب وطلبة المدارس، كما يواظب المصريون على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الاجتماعية فى السياحة إليها للترويج عن أنفسهم.. اهتم المصريون عبر جميع العصور بإقامة القناطر والسدود، وكانت الاراضى إلى أوائل القرن «التاسع عشر» تروى عن طريق مايعرف برى «الحياض». وعندما تولى محمد على باشا حكم مصر أخذ على عاتقه تغيير هذا النظام تدريجيا، فأخذ فى إقامة الجسور على شاطئ النيل وشق الترع وتطهيرها ليضمن توفير مياه الرى فى معظم العام.. وقد توج محمد على أعمال الرى التى أقامها بإنشاء «القناطر الخيرية» وهو الاسم الذى يعنى تنظيم وضبط الرى لخدمة الزراعة المصرية فى الدلتا والوجه البحرى وبذلك تعتبر فاتحة خير وبركة على الشعب المصرى فهى سد من النوع المفتوح.. وقد فكر محمد على فى انشائها بعدما شاهد بنفسه فوائد القناطر التى أنشأها على الترع المصرية العديدة، ورأى أن كميات عظيمة من مياه الفيضان تضيع هدرًا فى البحر ثم تفتقر الأراضى إلى الرى خلال السنة فلا تجد كفايتها منها، فاعتزم ضبط مياه النيل للانتفاع بها زمن التحاريق ولإحياء الزراعة الصيفية فى الدلتا. وعلى الفور عهد «محمد علي» بدراسة هذا المشروع الضخم إلى جماعة من كبار المهندسين فوضعوا تصميمًا وشرعوا فى العمل وفقًا لهذا التصميم سنة ١٨٣٤ ثم توقف فترة من الزمن، وعندما اعتزم محمد على استئناف العمل استعان بمهندس فرنسى كان قد قدم تصميمًا اخر «للقناطر الخيرية» يختلف عن التصميم السابق الذى كان يرى إنشاءها على اليابسة بعيدًا عن المجرى الأصلى للفرعين، واختار لذلك قطعتين بين متلويين من متلويات فرعى النيل حتى إذا تم إنشاؤها حَوَّل الفرعين إليها بحفر مجريين جديدين، ولكن المشروع الجديد يقتضى إقامة القناطر مباشرة فى حوض النهر.