السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لعبة الانتخابات




كتب - أحمد محمد جلبي

لاشك أن احتراف جماعة الإخوان الخوارج للعبة الانتخابات منذ أقدم العصور السياسية قد ألقى بضلاله على المرحلة القادمة، فمن ناحية ليس لديهم مرشح، وأغلب قياداتهم مختفية تلعب الآن بالنار والبنزين وقواعدهم المحلية التى فى الدوائر والتى هى نتاج استثمار قديم تحتاج إلى تعليمات وتكليفات محددة وفى ظل الصمت وعدم التحديد تنبت رءوس لهذه القواعد الريفية التى تتفاعل بالنهب وبالسلب والايجاب مع وسطها المحيط وتتأثر بما يحدث فى مجموع الوطن، يظهر ذلك فى المراحل الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية 2014 التى أبطالها كل من المشير عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى.
فقد انخرط عدد لا بأس به فى موضوع هذه التوكيلات وعلى خلاف المتوقع تم عمل العديد من التوكيلات لصالح المرشحين، رغم اختلافهم الظاهر معهما فالسيسى اقصى الإخوان وليس فى ذلك جدال أنها خطوة مهمة فى تنظيف السياحة السياسية من طفيليات عتيقة نمت على جدران مصر فى غفلة من شعبها، وصباحى عارضهم منذ بداية حكم «الإمام المرشد وتابعه المرسى» وسعى بكل الوسائل أيضا لاقصائهم أى أن كليهما يظن المتابع للأحداث ألا تأيد لأحدهما فى قواعد الجماعة فى الريف والبلدات ومن الأكيد أن الجماعة سوف يقاطع مؤيدوها كل أشكال المشاركة والفعاليات بل سوف يخربونها وهو ما نراه فعلا منذ فض رابعة واخواتها ولكن الجديد هو تحرك تلك القواعد بلا رأس «الأمام المرشد» أو لعل هناك «مرشد مستور» على عادة «أهل الشيعة» يعطى أوامره بعمل توكيلات للمرشحين وعدم المقاطعة مبررا اعطاء المرشح الأول بالمثل الشعبى «الايد اللى متقدرش تعضها بوسها»، أما الثانى «أنا وابن عمى عالغريب»، والدليل تلك الصورة التى يتداولها النشطاء والتى تعود لأيام تكتل الجميع ضد نظام مبارك حيث كان الملا «الكتاتنى» يمسك المكرفون لحمدين صباحى وهو يخطب فكان يحل محل عمود الحامل ويصنع من نفسه منصة وما ذلك الا تحقيقا لمبادئ الجماعة الخوارج «سابقا المسلمين» إلا وهى التقية والضرورات والبرجماتية والتى صنف فيها مرشدوهم التعليمات والأوامر نعود إذن لأجواء الانتخابات التى يدخلها الإخوان على استحياء مفضلين عدم الانكشاف بسهولة فى مرحلة التوكيلات «على مين الشعب يرصد وكل واحد فى منطقته عارف الإخوان مين»، ونعود أيضا لفكرة استثمار الناس ومساعدتهم اجتماعيا وطبيا واقتصاديا دون طلب شيء منهم الآن ولا تأيد مرشح ولا تيار فليس للإخوان كتيار شاة ولا بعير يعبر عنهم فى تلك المرحلة المهمة فى تاريخ مصر والشاعر يقول: ومن لم يصانع فى أمور كثيرة، يضرس بانياب ويوطئ بمنسم، ومن حيث المبدأ ينظر أن يقوم قيادات الإخوان المخفيين بعقد صفقات انتخابية لصالح أحد المرشحين فى مرحلة ما من الانتخابات فهذا ما يجيدون فعله والتوكيلات سند من سندات اثبات حسن النوايا تجاه أى من المرشحين والطلبات معروفة ومستنتجة حتما اهمها حفظ كل القضايا ضد كيانات الجماعة وعدم ملاحقتهم وهى الضمانات التى قدمتها القوى السياسية لهم قبل فض رابعة والنهضة حيث طالبتهم أن يفوضوها تلقائيا وبأنفسهم ورفضوا، الآن يتحركون للحصول على وعد بذلك فاتحين كل أساليب الدهاء، علام كانت موجات عنفكم السابقة أذن؟


باحث وروائى