الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصة قصيرة جداً




كتبت: د.عزة بدر

الحياة
كنت تصرخ وتنادى بواد وتهتف: أنا متعب جدا، لا أجد حلا سوى أن أقتل نفسى لأرتاح، وكنت أسمعك جيدا، وأراك، هتفت : أنا أفهمك لأننى أنا أيضا أمضى كل يوم صارخة بنفس الوادى، ولكننى أفكر بالحياة دائما وربما أكثر مما ينبغى.


الرصيد
أتذكر جيدا.. كان ذلك ثالث أيام العيد، وكنت قد شربت لبنا ملوثا وأنا فى طريقى إلى البيت، فى الرابعة تماما أصبحت درجة حرارتى نارية، قالت أمى : كلمى الطبيب، كان معى فى رصيد الكارت مايكفى لمكالمة موبايل واحدة فاحتفظت بحرارتى وبما بقى فى الرصيد لأحدثك محمومة فى الليل.


لحظة فارقة
خبطات فرشاة الشعر بوقعها المنتظم على رأسه، سرسوب المياه الذى يتدفق بطيئا
على يديه ووجهه، رائحة نفس الكولونيا العتيقة، نفس صابون الحلاقة، والأمواس التى علاها الصدأ، وكنت أنتظر هذه اللحظة الفارقة.. أن أسمعه وهو يطرق خلفه الباب.


الأريكة
سالته فى الهاتف أن يقول لى مرة:  ياروحى أو ياحبيبتى.. ضحك ضحكة قصيرة
أعقبها بسعلة خفيفة، وقال: «سيحدث إن شاء الله»، عندما عاد فى المساء لم يقل شيئا،  وبعد سبع ليال طوال جاء وكنت أغفو على الأريكة، اقترب هامسا ففتحت عينى وخفق قلبى طويلا،  قال: «الباقى من مصاريف مدرسة طفلنا ألفا جنيه سأدفع ألفا وتدفعين الأخرى.. أومأت برأسى.. قمت وأعطيته كل مامعى.. تمددت فى صمت على الأريكة بعدما تغسلت بدمعى، وأسدلت بيدى جفنى على دموع عينى.


القاتل
الوقت القاتل، الوقت الملثم الوجه، البطىء الخطو.. الوقت الحامل بلطته يقترب، حدها مسنون، ويلمع، ويتحسس الطريق إلىّ، أمد عنقى فى صمت، وأرهف السمع و لاشىء يحدث، لاشىء
أفتح عينى لآخر مدى فأجده يبتعد، بلطته تسقط من يده عندما ينظر فى عينى.


العصفور
لماذا تأتى دائما فى اللحظة الأخيرة  ؟، عندما يكون قلبى قد تهتك كورقة شجر تحت وطء المطر، وصوتى قد أشرف على الغرق، والأغصان نفسها قد تكسرت على بعضها كالنصال، الأغصان نفسها التى وقعت على قلبى أزهقت روحى قبل أن تصل ياالعصفور.


عادة
يبدو هذا مؤلما جدا.. أن تجعلنى أتقافز مثل حبة لب بيضاء صغيرة على سطح ساخن، أتنزل ثم أصاعد إلى السماء فى رغبة حارقة ثم لايبدو أنك ستمد يدك إلى ّ


بل تقبس حفنة من الملح وتلقيها فى فمى ثم تبدأ فى التسرى.


عرائس متحركة
أى شىء فيك يجعلنى أموت شوقا بهذا الشكل المضنى ؟.. أى شىء فيك يجعلنى أغمض عينى وأرى تحت قبابها نجوما حمراء مشتعلة، ونجوما زرقاء بأثداء مكتملة؟


أى شىء فيك يجعلنى مجنونة بك إلى حد الولع، ومشغوفة بك إلى حد الجنون؟


ربما لأننى فى طفولتى كنت أحب العرائس المتحركة، و أحلم أن تحركنى مثلها


فربما أصبح واحدة منها!