الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سوهاج الأولى فى المصالحات الثأرية على مستوى الجمهورية




سوهاج- خالد سليمان


تحول الثأر فى محافظة سوهاج منذ سنوات طويلة الى عقيدة راسخة فى نفوس ابناء المحافظة واصبح يسيطر على عقول اغلب الاهالى رجالا ونساء فى ظل مناخ يسوده الجهل والفقر والمرض والبعد عن  التعاليم الدينية.


علي الرغم من ذلك فقد بذلت المحافظة بمختلف أجهزتها جهودا مضنية للحد من هذه الظاهرة المذمومة ونجحت فى انهاء العديد من الخصومات الثأرية الملتهبة حتى احتلت المحافظة المرتبة الاولى فى  إتمام المصالحات  بين العائلات المتخاصمة ثأريا.


 المستشار ابوالمجد احمد على رئيس لجنة المصالحات بمحافظة سوهاج يؤكد  ان سوهاج نجحت فى  اتمام اكثر من 250 مصالحة خلال السنوات القليلة الماضية بين العائلات المتخاصمة ثأريا حتى احتلت المركز الاول على مستوى الجمهورية فى إنهاء الخصومات الثأرية لافتا الى أن لجان مصالحات سوهاج تقدم جهودها لإنهاء خصومات ثأرية فى المحافظات الأخرى.


 وأوضح  أبو المجد أن الخصومات الثأرية لم يتبق منها سوى 90خصومة جار التفاوض وتقريب وجهات النظر بين الاطراف المتخاصمة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والشعبية والعمد والمشايخ وكبراء العائلات والقبائل وتمكنا من استحداث أسلوب جديد فى الصعيد لانجاح المصالحات مثل دفع الدية لأهل القتيل مقابل العفو والصلح وتم تطبيق هذا الاسلوب فى عدة مصالحات ولاقى نجاحا كبيرا مع حفظ حق اسرة المجنى عليه قانونا.


وقال محافظ سوهاج اللواء محمود عتيق : حضرت حتى الآن اكثر من 20 جلسة صلح فى شتى انحاء المحافظة وقراها وحرصت على الحضور بنفسى مهما كلفنى ذلك من جهد ووقت لاننى أمنت ان الصلح بين العائلات المتخاصمة ثأريا ينهى حالة عدم الاستقرار والأمن المنتشرة فى البلاد وننهض بالمواطنين فى مجالات العمل والبناء بدلا من القتل وسفك الدماء واشاعة الفوضى والرعب بين الناس.


وأضاف المحافظ أن عادة الثار فى سوهاج عادة متأصلة منذ زمن بعيد ومتوارثة وقديمة جدا والقضاء على هذه العادة السيئة يحتاج الى توعية المواطنين  بخطورة هذه العادة.


 وما يترتب عليها من آثار وخيمة الامر الذى يتطلب من الجميع التكاتف للحد من هذه الظاهرة والعمل على القضاء عليها خلال السنوات المقبلة.


وقال اللواء ابراهيم صابر مدير أمن سوهاج ان الملفات الشائكة التى اواجهها فى سوهاج هو ملف الثأر وهى مشكلة قديمة ومتوارثة ومعقدة جدا وتعود الى أسباب متعددة منها ان شهود وقائع القتل وخاصة أسرة القتيل يخفون اسم الجانى وينكرونه تماما بهدف الثار منه
وأشار مدير الامن الى أن انتشار الاسلحة بعد ثورة 25 يناير بصورة كبيرة ادى الى زيادة عدد حوادث الثأر ومضاعفاتها وتبذل الاجهزة الامنية جهودا مضاعفة لاحتواء هذه الحوادث  فى بدايتها لافتا الى ان مجتمع سوهاج تسيطر عليه العصبية والقبلية وأن معظم الحوادث تكون أسبابها تافهة للغاية وتتفاقم وتتطور الى معارك مسلحة تدور لعدة ايام.


ويرى الدكتور وائل الحضرى المنسق العام لجبهة انقاذ الصعيد أن ظاهرة الثأر تتطلب وعلى وجه السرعة انشاء محاكم خاصة بقضايا الثأر لسرعة اجراءات التقاضى والفصل فى القضايا.


تجدر الاشارة الى أن سوهاج من المحافظات التى  توجد فيها العديد من الخصومات الملتهبة من أشهر قضايا الثأر هى تلك الخصومة التى حدثت بين عائلتى عبدالحليم والحناشات بقرية بيت علام مركز جرجا  وراح ضحيتها 22 شخصا  دفعة واحدة وتم الصلح بينهما وهناك خصومة ثارية بين عائلات العرب والهوراة بدارالسلام وجارى اتمام الصلح فيها حاليا واخر حوادث الثأر التى وقعت منذ ايام هى بين قريتى الصوالح ونجع سعودى بمركز سوهاج وكانت الاجهزة الامنية توصلت الى جلسة صلح ولكن احد الطرفين نقض الصلح وقام بارتكاب جريمة الثأر من شقيقين الاسبوع الماضى.


ومن الخصومات الملتهبة ايضا خصومة عائلتى المعبدى وعبدالعال بمركز طما والتى راح ضحيتها ضابط وشقيقه وقضت المحكمة بمعاقبة 3 متهمين بالمؤبد  بعد ان صدر الحكم بإعدامهم من قبل.


وتقول عبلة الهوارى مقررة المجلس القومى للمراة إن  المرأة لها دور رئيسى فى ترسيخ عادة الثأر فى الصعيد فهى التى تحرض أولادها وهم صغار على الثأر من قاتل والدهم وتأخذ الام فى شحن أبنائها حتى يكبروا ويقتصوا من غريمهم وهناك سيدات أخذن الثأر بانفسهن وعلى المجتمع ان يبدأ بتوعية المرأة أولا وتغيير مفاهيمها حول الثأر والعودة بها الى تعاليم الدين وتنفيذ القانون على القتلة.