السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التنمية الشاملة هى المدخل الحقيقى لتصفية الفكر المتطرف




قال الدكتور إبراهيم نجم - مستشار مفتى الجمهورية: إن دار الإفتاء المصرية ليست بمعزل عن هموم الشعب المصرى وأن الفتاوى الصادرة عنها تعد ترجمة حقيقية للحراك الذى يحدث فى المجتمع المصرى بجميع شرائحه مؤكداً أن الفترة القادمة ستشهد وضع الآليات الفَعَّالة والضوابط العلميّة لـمواجهة من يتصدرون للفتوى من غير الـمتخصصين الـمؤهلين، والذين عادة ما تثير فتاواهم البلبلة فى الـمجتمع الإسلامى، وشدد مستشار مفتى الجمهورية خلال لقاء مفتوح مع الطلاب الأجانب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة على أنَّ سبيل الخروج من حالة البلبلة الناجمة عن فتاوى غير المتأهلين هو الرجوع إلى الشروط التى حددها الشرع فيمن يتصدى للفتوى، ومن أهمها: العلم الشرعى، وهو ما يعبَّر عنه فى واقعنا الـمعاصر بـ«التخصص»، وشدد على أن التخصص يعنى أن يكون من يتعرض للإفتاء قد دَرَس الفقه والأصول وقواعد الفقه دراسة مستفيضة، مع مشاركته فى باقى علوم الشريعة ومـمارسته لكتب العلم وقدرته على استخلاص المعلومة منها.


وأوضح د.نجم أن إدراك الواقع يعد أحد العناصر الأساسية التى يقوم بها المفتى للإدلاء بالفتوى سواء الواقع السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى فلا بد أن يكون مدركاً لهذا الأمر وإلا فلا يصح له أن يفتى دون إدراك ومعرفة دقيقة بالواقع.


وأضاف مستشار المفتى أن من أهم الأشياء التى يمكن أن نحصن بها الفتوى هو أن نعرف أن الفتوى ليست مجرد معارف وإنما صناعة ومهنة مشيراً إلى أن ذلك يقتضى أن يتوافر فيمن يقوم بها التعلم والتدريب والتربية لأن أهل المهنة هم الذين يضعون معايير هذه المهنة وكل مهنة لها خصائصها التى تتميز بها عن غيرها من المهن ولها المهارات التى لابد أن تتوافر فيمن يقومون بها.


وحول سؤال يتعلق بانتشار ظاهرة التطرف الدينى الذى دفع بالبعض إلى انتهاج العنف بعد تكفير المجتمع أكد مستشار المفتى أن هناك جذوراً اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف الدينى الذى يتشكل فى ظل الفقر والبطالة وفى الأحياء العشوائية، وهى بيئة لا توفر ضرورات الحياة لمن يعيش فيها، ولا توفر له التعليم الكافى أو النسق الأخلاقى المناسب، مما يسهل اصطياده وتلقينه أفكاراً خطيرة تنسب إلى الدين، والدين منها براء مثل تكفير المجتمع وتبرير العنف، موضحاً أن الدراسات العلمية أكدت أن التنمية الشاملة هى المدخل الحقيقى لتصفية الفكر المتطرف، وأن توفير فرص العمل وضرورات الحياة تهيئ المجتمع للقدرة على محاصرة الفكر المتطرف.


واستطرد نجم أن هذه المعالجة الاقتصادية والاجتماعية تظل مقتصرة عن احتواء الظاهرة ما لم يكملها جهد ثقافى لنشر الوعى الدينى للشباب والفئات المهمشة وتغذية وجدانهم بالقيم الدينية الصحيحة.


وأكد نجم أن وسائل الإعلام تلعب دوراً لا يستهان به فى هذا الصدد لتعريف الناس بما يعيشه المجتمع من مشكلات وأسبابها، وكيفية علاجها، وتقديم المثل والقدوة الحسنة للناس، وشرح الدين على نحو صحيح يساعد الناس على السلوك القويم مضيفاً: إننا لا يجب أن ننسى دور المدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة فى القيام بدور أساسى فى التربية والتنشئة بهذه القيم وبالفهم المستنير للدين.


وقال د. نجم: إنه يجب أيضاً أن نطبق القانون بكل حزم ونوفر فى نفس الوقت المعاملة الإنسانية ونحفظ للمتهم حقوقه فلا يتعرض للتعذيب أو المساس بكرامته الإنسانية، نوفر له المحاكمة العادلة والعاجلة فى نفس الوقت.


واختتم نجم بالتأكيد على أنه يجب علينا أن نساند جهود رجال الأمن فى تصديهم لأى خروج على القانون خاصة فى هذه الفترة الفارقة من تاريخ وطننا العزيز.