السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عشوائيات «الحمرايا» تحتل «معادى بنى سويف»




بنى سويف - مصطفى عرفة


سيطرت العشوائيات على «معادى بنى سويف» الجديدة بمنطقة الحمرايا شرق النيل ببنى سويف حيث تدهورت خدماتها وانتشرت داخلها القمامة والورش والحشرات والاشغالات بعدما كان مخططا لها أن تكون منطقة راقية على غرار حى المعادى الراقى بالقاهرة.
 يقول المهندس جمال سليم خبير تخطيط المدن بمعهد التخطيط القومى سابقا: عقب إنشاء كوبرى بنى سويف العلوى على النيل منتصف ثمانينيات القرن الماضى شرعت هيئة المجتمعات العمرانية فى إنشاء مدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل كمجتمع عمرانى متكامل وخطط لها إن تستوعب 50 ألف نسمة ومنطقة صناعية وغابة شجرية داخل حزام أخضر مساحته 100 ألف فدان تخصص لزراعة الخضر والفاكهة تروى من النيل مباشرة


ولكن مصلحة الضرائب العقارية ألزمت الهيئة بترك مساحة 5 كيلو مترات من آخر ربط ضريبى بمدينة بنى سويف القديمة مما تسبب فى تقليص مساحة المدينة ونتج عنه تكون مساحة هائلة من الأراضى بطول 3 كيلو مترات فى عرض 5 على النيل مباشرة أطلق عليها «الحمرايا الجديدة»


كونها امتداد لعزبة الحمرايا الملاصقة لها فقرر محافظ بنى سويف الراحل صبرى القاضى إقامة منطقة راقية على هذه المساحة وأطلق عليها معادى بنى سويف الجديدة وتم تقسيمها إلى مناطق للفيللات والحدائق


ويكمل المهندس عاطف محمد: المنطقة أسالت لعاب أغنياء القوم ووجهائهم فاقبلوا على شراء قطع الأراضى بمساحات 500 و750 مترا لبناء فيللات وقصور إلا انه وفى غفلة من الزمن نتيجة للإهمال وعدم المتابعة قام البعض ببيع أراضيهم وتقسيمها الى قطع صغيرة مما تسبب فى إقامة مبان فقيرة ورويدا رويدا زحفت عليها العشوائيات وانتشرت فيها الورش الحرفية.


وتحول الشارع الرئيسى الرابط ما بين منزل كوبرى النيل ومدينة بنى سويف الجديدة والطريق الصحراوى الشرقى مرتعا للاشغالات.
يشير ياسر حنفى (صاحب محل كوافير) إلى أن منطقة الحمرايا تحولت إلى كتلة عشوائية واختفت الفيللات الفاخرة يغيب عنها كل مظاهر الخدمات الحكومة وفى مقدمتها إزالة القمامة فجميع الشوارع غير مرصوفة على الإطلاق وبها مقالب زبالة ويوميا يتم حرق القمامة وترى أثار الحرائق على الجدران بعد أن أختفى عمال القمامة تماما طوال السنوات الثلاثة الماضية مما أصابنا بالأمراض الصدرية والكحة ورمد العيون وفوجئنا بهم يطالبوننا بدفع قيمة المتأخرات بأثر رجعى فطلبوا منى 345 جنيها.


ويتساءل خيرى فتحى (ميكانيكي) سيارات :كيف أدفع 400 جنيه وانأ لم أرَ عامل قمامة واحد طوال ثلاث سنوات لافتا إلى أن عدد المنشآت السكنية والعقارية والخدمية يبلغ عددها 2400 منشأة تم تسجيل 700 فقط ضمن مشروع النظافة وهنا سؤال يطرح نفسه أين باقى السكان واصحاب العقارات فى المنطقة ولماذا لم يتم مطالبتهم بدفع متأخرات النظافة.


وتضيف نوال عبدالوهاب سيد (ربة منزل) أنها تقيم هنا منذ 25 سنة ووعدتهم المحافظة بإدخال الغاز الطبيعى منذ 5 سنوات ولم يتم شيئا


وقالت: جابوا المعدات والمواسير وشالوها بعد عدة أشهر دون سبب وإلى الآن ندفع قيمة الغاز 4 جنيهات شهريا تحت بند غاز وصرف صحى


وأوضحت أن أكبر مشكلة تواجههم هى مشكلة الخبز فالمنطقة يوجد بها مخبرين لا يكفيان حاجة السكان مما يجبرهم على دفع 6 جنيهات شهريا اشتراك فى مشروع الخبز ويضطرون للوقوف أمام المخبز من السادسة إلى السابعة صباحا لاستلام مخصصهم من الخبز 20 رغيفا لكل أسرة مهما كان عدد أفرادها
يلفت قول محمد جمال فكهانى إلى أن المنطقة لا يوجد بها سوى مدرسة واحدة مشتركة تعمل فترتين الصباحية للابتدائى والثانية إعدادية يتكدس فى الفصل الواحد أكثر من 60 تلميذا وتلميذة تنقطع عنهم المياه طوال اليوم ويضطر الطلاب الصغار إلى مغادرة المدرسة والذهاب لبيوتهم للشرب أو لقضاء حاجتهم.
ويشكو التلميذ محمد سالم بالصف الثانى الإعدادى من غياب المدرسين مؤكدا أن الدراسة تبدأ فى الساعة الثانية عشرة والنصف وتنتهى فى الرابعة والنصف وتم إلغاء جميع حصص النشاط والألعاب
 وأشار الى انه رغمقرب انتهاء الفصل الدراسى الثانى فإنهم لم يتسلموا كتاب الدين وطلب منهم مدير المدرسة أن النزول لمكتبه وأستعارة كتاب الكمبيوتر وتصويره بـ10 جنيهات مما يضطر كل طالب للانتظار أسبوعا للحصول على الكتاب لأنه كتاب واحد يتناوبون تصويره كل واحد يوم.
اما عصام أبوخضرة مدير إدارة تسكين بنى سويف فيفجر مفاجآة بقوله أن اللواء محمد حسين كامل مدير مشروع النظافة بالمحافظة أرسل مندوبا للحصول على الشيكات الخاصة بتحصيل مشروع النظافة وتبلغ 20 ألف جنيه فرفضت إعطائه أيّ بيانات لأنه لا يقوم بعمله ولا يوجد عامل زبالة واحد نزل المنطقة من 4 سنوات ويقوم السكان بتأجير معدات الوحدة المحلية لقرية بياض العرب التى تتبعها الحمرايا إداريا لإزالة القمامة مرة واحدة شهريا ولا يعرفون لماذا يتم إغفال 2005 مشتركين وتسجيل 776 مشتركا فقط ومطالبتهم بدفع اشتراك القمامة بأثر رجعى دون أن يكون لهم أيّ دور على مدار 4 سنوات متتالية.