الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دراسة أولى من نوعها عن تهديد الألتراس لحركة الحياة فى مصر




خلطوا الرياضة بالسياسة.. وانتهجوا العنف.. فانقسم حولهم المصريون

 

الألتراس.. ظاهرة عرفت طريقها إلى ملاعب العالم.. اختلف الجميع حول نشأتها.. لكنهم أجمعوا على أنها إحدى الظواهر الجميلة التى تصاحب مباريات كرة القدم، عرفت مجموعات الالتراس بالنظام، العمل الجماعي، الحرية، الاتحاد، يرفضون أى وصاية من أى نوع حتى إن كانت من قبل إدارات النوادى التى ذابوا فى عشق ترابها، يبذلون من أجلها العرق والمال، وربما «الدم» أيضا.


لهم مبادئ هى: عدم التوقف عن الغناء للفريق وتشجيعه طوال المباراة أياً كانت النتيجة، عدم الجلوس نهائياً اثناء المباراة من أجل التشجيع المتواصل، حضور معظم مباريات الفريق فى الداخل والخارج بصرف النظر عن تكاليف الرحلة والمسافة. يظل الولاء التام للمجموعة المكونة وعدم الاتضمام الى روابط اخرى، ارتداء اى ملابس او قبعات او كوفيات ترمز الى النادى واحضار اكبر قدر ممكن من الشماريخ للاحتفال، الوفاء للمكان الذى يجلسون فيه، فيكون للألتراس زاوية أو مكان معين بالملعب دائما يجلسون به.
ولهم مصطلحات لا يعرفها غيرهم، منها: (الشماريخ الباراشوت التورتة الشمعة وقنابل الدخان البيروشو البانر  الـــدخـلـــة والتيفو الكابو الجرافيتى الكورطيج).

 

لكن.. بعد أن عرفت السياسة طريقها إلى مجموعات الألتراس، عبر استقطاب الكابوهات، أصبحت هذه الظاهرة تمثل صداعا فى رأس المجتمع، خصوصا فى عام تولى الاخوان الحكم ومحاولاتهم لاستقطاب مجموعات الالتراس بل استقطبوهم بالفعل، فاصبحت كل مجموعة التراس تتبنى رأيا وتوجها سياسا على غير ما اعتاد عليه المجتمع منهم، ومن ثم.. كانت الدراسة الأولى من نوعها التى أعدها الباحث وليد فتحى مصطفى الكاشف للحصول على درجة الدكتوراه بعنوان»سوسيولوجية تحليلية عن روابط المشجعين لكرة القدم (الألتراس)»، الذى يعمل مديرا عاما بهيئة استاد القاهرة الدولى.


أشرف على الرسالة د. عصام الهلالى سكرتير الاتحاد الرياضى للجامعات ود. خيرى الدين عويس خبير علم الاجتماع وللمناقشة د. فرج بيومى عميد تربية الإسكندرية السابق ود. عماد البنان المدير التنفيذى لوزارة الشباب والرياضة والخبراء كمال عامر مدير تحرير روزاليوسف وأيمن بدرة الصحفى بأخبار الرياضة وأيمن أبو عايد بالأهرام وأشرف محمود بالأهرام العربى وشريف عبد القادر بالشروق، أيضا حضر المناقشة د. على عبد المجيد عميد تربية رياضية بالهرم ود. ضياء العزب وكيل الكلية ود. رانى بهجت ورشا أشرف ود. على المصرى، كما حضر لواء دهشورى حرب ود. عزت الكاشف ود. صبحى حسنين. يطرح الباحث فى دراسته تساؤلات حول ماهية ثقافه الالتراس، والاليات المختلفة المرتبطة بها وهل يمكن اعتبارها ثقافه فرعيه؟ وأسباب العنف بين شباب الالتراس وآثاره وانعكاساته على الأمن المجتمعى المصري، وماهية التوصيات المقترحة لمواجهة ظاهره العنف بين شباب الالتراس لتحقيق الأمن المجتمعى.


يقول فى دراسته: إن ظاهرة الالتراس انتشرت فى الآونة الأخيرة، خصوصا عقب ثورة 25 يناير 2011 وأصبحت تهدد الجوانب الخلقية والأمنية للرياضة وتعوق حركة الحياة بصفة عامة والرياضية بصفة خاصة، ويجتمع العلماء على أن ظاهرة الالتراس هى انعكاس لسلبيات المجتمع من أزمات أو متغيرات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية وبطالة وما يستتبعها من وقت الفراغ.


ويتابع: ظهرت أول حالة عنف فى الدورات الأوليمبية خلال دورة لندن 1908 بين المتسابقين الإنجليز والأمريكان فى سباق 400 م نتيجة الصراعات السياسية بين الدولتين.، ثم تفشت العدوى إلى دول الجوار والمنطقة الأوروبية خصوصا فى مباريات دول بريطانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا بنسبة 10% من المباريات التى تخوضها.


ثم زادت الحدة فى المشاركات الأوليمبية بين منتخبات الدول منذ دورة لندن 1908 وحتى الآن، ففى دورة أثينا 2004 خصصت 780 مليون دولار، و50 ألف شرطى لتأمين الدورة الأوليمبية لمواجهة العنف المتوقع. وفى تصفيات اوليمبياد طوكيو 1964 قتل 630 مشجعاَ فى أحداث مباريات كرة القدم بعد إلغاء الحكم هدفاَ للتسلل لمنتخب بيرو لصالح منتخب الأرجنتين.


ويوضح أنه على صعيد كأس العالم، أعلنت الفاتيكان الإدانة العامة لكأس عالم 1994 لكثرة العنف والقتل الذى حدث خلاله، ومنذ كأس الأمم الأوروبية 2004، احتلت أخبار المنتخب التركى والإنجليزى صحف العالم، وتم القبض على 343 مشجعاَ إنجليزياَ لمنعهم من العنف فى تركيا، وزرعت انجلترا 7500 شرطى فى المدرجات ليلة المباراة داخل استاد سعته 55 ألف مشاهد أما على الصعيد العربي، فلم تخلُ الدورات العربية من العنف والشغب، ففى الدورة العربية الثانية ببيروت 1957 انسحب الفريق العراقى نتيجة سوء التحكيم أمام لبنان، وفى 1961 انسحب أيضا الفريق العراقى أمام الفريق المصرى فى الدورة العربية الثالثة بالدار البيضاء، وفى 1985 انسحب الفريق المصرى من جميع الدورات العربية نتيجة معاهدة السلام مع إسرائيل، وفى دورة الخليج عام 1990 قاطعت السعودية الدورة بسبب معارك بين قبائل سعودية وأخرى كويتية، وفى تصفيات كأس العالم بين الفريق الجزائرى والمصرى عامى 1989، 2010.


وعلى المستوى المحلي، فإن ما حدث فى مدينة بور سعيد فبراير 2011 الحادثة مازالت ماثلة فى الأذهان راح ضحيته 72 شاباَ من شباب مصر، وتم إيقاف الأنشطة الرياضية، وأصبح العنف مصحوباَ بموجات عدوان خطير سجلها التاريخ فى سجل أسود على وسائل الإعلام المختلفة.


وبناء على خطورة ظاهرة الالتراس وما يرتبط بها من عنف وشغب، يرى الباحث فى رسالته ضرورة مواجهة هذه الظاهرة، سواء من الدولة أو المسئولين ومعهم أصحاب العلم والخبرة والمهتمين بالمجال، عبر دراسة هذه الظاهرة والتعرف على أسبابها، وتحديد مظاهرها وأساليبها، وانعكاساتها على أمن المجتمع والفرد، وتقديم طرق وأساليب معالجتها بهدف تحقيق الأمن لكل من الفرد والمجتمع.


غير ان الروايات تتضارب حول المنشأ الحقيقى لظاهرة الالتراس، وإن كان بعض التقارير يشير إلى ان بعض الجماعات المتعصبة من الجماهير ظهر فى الصين وأمريكا الجنوبية، أما الظهور الأول فى اوروبا، فينسب إلى مجموعة أنصار نادى (هايدوك سيبيلت)، الذين اتخذوا من التطرف طريقه من التشجيع فى 29 اكتوبر 1950م فى المباراة ضد المنافس التقليدى النجم الاحمر، حيث قام أنصار الفريق وبشكل جماعى ومنظم بدخول ارضية الملعب بعد نهاية المباراة.


ويستكمل: ثم بدأت ظاهرة الالتراس تأخذ طريقها إلى الملاعب الايطالية فى أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، التى اطلق عليها اسم (fossa)، عندما قامت بعض الفرق بتخفيض عدد تذاكر المباراة فى الملاعب، وتشير السجلات إلى أن المجموعة الخاصة بنادى «ميلان» هى اول مجموعة التراس ظهرت أول عام 1986م، وتسمى (dei leioni)، لكن بعض الأبحاث يؤكد ظهور مجموعة الالتراس قبل ذلك، وتحديدا فى مدينة تورينو عام 1915م.


اما فى مصر، فإن روابط مشجعى كرة القدم المصرية (الالتراس) تشمل مجموعة من الكيانات المنظمة فى مراحل عمرية مختلفة، عادة ما تكون فى مرحلة الشباب من سن 15- 25 سنة، وارتبطت بهذه الكيانات مجموعة من الظواهر الاجتماعية والسياسية، وأصبح هناك تداخل شديد بين أدوارهم السياسية والمجتمعية، فقد شاركوا بأشكال مختلفة فى احداث ثوره 25 يناير، بالاضافة إلى زيادة حدة العنف والشغب فى ملاعب كرة القدم.


المصطلحات


يقدم الباحث فى دراسته مجموعة من المصطلحات التى صاحبت ظهور مجموعات الالتراس يبدؤها بتعريف كلمة «التراس»، 1- الالتراس: كلمة لاتينية الاصل تعنى حرفيا الفائق أو الزائد عن الحد، أما المعنى الشائع فهو فئة من مشجعى الفرق الرياضية معروفة بانتمائها وولائها الشديد، غير انها شاعت عالميا للتعبير عن الجماعات المنظمة التى تتوالى عمليه التشجيع فى ساحات كرة القدم يشكل احترافى.


2- الهوليجانز: ويصفها بأنها الأسوأ فى تاريخ الرياضة فى العالم، فهم مشجعون انجليز متعصبون لا يشاهدون المباريات إلا وهم مخمورون أو مسطولون، وكان يسمح لهم بالدخول بزجاجات البيرة والاحتفال داخل المدرجات، ثم انتشرت الظاهرة بعنف فى بعض أنحاء اوروبا وتخطت كل الحدود حتى وصلت ذروتها فى مأساة نهائى بطولة اوروبا فى أواسط الثمانينيات بين ليفربول الإنجليزى ويوفينتوس الايطالى، ليسقط 38 قتيلا و670 جريحا بسبب الشغب الجماهيرى، واعترفت على الفور مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية حينها بالاحداث السلبية ووعدت بمحو هذه الظاهرة تماما من الوجود.


3- الهولز: ويمكن اعتبارهم مرتزقه معارك كرة القدم أو ما نسميه فى الوطن العربى بـ»البلطجية»، وهى مجموعات تشترك فى معارك المشجعين مقابل المال.


4- البارابرافا: هى تشكيلات عصابية اقرب منها إلى مجموعات التشجيع، ويمكن أن نعتبرها اقوى مجموعات المشجعين سيطرة وتحكما وضغطا بل وتحقيقا للمكاسب من انديتها، وهى مجموعات ظهرت فى امريكا اللاتينية حيث الشغف بكرة القدم أعلى ما يكون، وتكونت نتيجة تردد أفرادها على الاستادات والسكنى فى نفس المناطق السكنية الفقيرة التى تحكمها العصابات، وتؤدى البارابرفا دورا فى ادارة الاندية والتدخل فى قرارات مجلس الادارة وانتقالات اللاعبين.


5- العنف الرياضى: هو الاستخدام غير المشروع وغير القانونى للقوة بمختلف انواعها فى المجال الرياضى على الاخر، سواء لاعبين ومشجعى الفرق الاخرى, أو الحكام, الاداريين, أو رجال الامن داخل الملاعب او خارج الملاعب الرياضية.


6- التعصب: هو حالة استعداد عقلى عصبى منظم خلال تراكم الخبرات الميدانية ويعطل القدرة الناقدة لدى الفرد ويصل إلى حدود العنف والكراهية.


7- الشغب فى الرياضة: حالة انفعالية تتسم بالعدوان المادى من حرق وتدمير وتخريب يقوم بها الجمهور المنافس أو اللاعبون او الاجهزة الفنية او الحكام او الامن او الممتلكات العامة والخاصة, وقد يكون هذا الشغب ممنهجًا ومعدًا له مسبقا او وليد مواقف ضاغطة خلال المنافسة.


8- الكابو: يقود التشجيع والذى يكون مسئولا عن اختيار الأغانى والهتافات وتوقيتها وحركات الأيدى والتشكيلات، وعادة ما يخصص بالاستادات مكان مرتفع للكابو ليتمكن المشجعون من متابعته والالتزام بتعليماته أثناء سير المباراة.


9- موكب: وتقوم مجموعات الألتراس بعمل موكب أو مسيرة تضم أفراد المجموعة خلف الباش batch أو اللافتة.


10- الباش Batch: هو الذى يحمل اسم وشعار المجموعة لإعلام أهل المدينة الأخرى والمنافس أن لفريقهم مشجعين أقوياء يسافرون خلف فريقهم فى أى مكان وأيا كانت التكلفة.


11- التيفو Tifo: وهى كلمه ايطاليه تعنى المشجع، ويقصد بها الدخله التى تقوم بها مجموعه الالتراس لتعبر عن راى او فكر، وغالبا ما تكون فى بدايه المباراه.


الاستنتاجات


ويصل الباحث إلى مجموعة من الاستنتاجات متعلقة ببحثه، هى: 1- هناك علاقه شديده بين الالتراس والسياسه, إذ يؤدى الالتراس ادوارا فى المظاهرات السياسية المختلفة, ما يؤكد خضوعه لعمليات التمويل خاصة الخفى سواء (داخلى, خارجى) ويصعب تحديد ذلك. 2- أهم اسباب تجاوزات الالتراس اولا المواجهات الامنية، نظرا لكراهية الالتراس لهم باعتبارهم نموذجًا للنظام، ثانيا غياب الوعى المجتمعى لهؤلاء الشباب وعدم تحملهم المسؤلية تجاه (الامن الاسرة الوطن). 3- ما يحدث الآن من خروج جماهير الألتراس عن السياق الرياضى وضلوعهم فى اعمال بعيدة تماما عنهم كقطع الطرق والاعتصامات نتيجة طبيعية للفترة الماضية التى حدث فيها الانفلات الأمنى والأخلاقى فى مصر. 4- هناك تحريك للالتراس عن طريق القاده على ثلاثة مستويات اولها غير معلن والمستوى الثانى قادة (الكابوهات), ثم قادة السكاشن. 5- يؤثر الاعلام السلبى تاثيرًا بالغًا فى شحن الالتراس ويمكن توجيهم بدور ايجابى فى التوجية والارشاد. 6- يوجد تداخل شديد بين عناصر الالتراس الكروية بمستويات التعصب المختلفة وعناصر اجرامية وبلطجة.


التوصيات


ثم ينتهى الباحث فى دراسته إلى عدد من التوصيات العامة التى يمكن أن تساعد فى مواجهة مشكلة العنف بين شباب الالتراس هى: 1- تبنى سياسة قومية للتعامل مع ظاهره العنف بين شباب الالتراس المستخدمة فى الملاعب داخل المدرجات وخارجها، 2- تفعيل دور الاسرة فى التعامل مع ظاهره العنف بين شباب الالتراس فى المجال الرياضى، وتندرج تحت هذا العنصر مجموعة من النقاط تتعلق بوزارة الدولة للشئون الاجتماعية وأجهزة الاعلام المختلفة.


3- دور المدرسة فى التعامل مع التعصب الرياضى ونبذ العنف والبلطجة، 4- دور المؤسسات الدينية، 5- دور المنظمات الحكومية، 6- دور المنظمات الاهلية بالمجتمع المدنى، 7- دور وسائل الاعلام، 8- دور المشاركة الشعبية فى التصدى لظاهرة التعصب فى الرياضة، 9- دور علماء النفس والإجتماع.


الاقتراحات


يقدم الباحث مجموعة من الاقتراحات لمواجهة ظاهرة الألتراس فى الرياضة وطرق علاجها لتحقيق الأمن للفرد المجتمع, أهمها: تفعيل أساليب الثواب والعقاب لجميع المشاركين فى النشاط الرياضى فى ضوء اللوائح والقوانين واللوائح التشريعية، إعادة النظر فى إعداد المدربين والإداريين والحكام والمسئولين عن الرياضة بم يتفق مع القيم التربوية للمجتمع وأخلاقياته، ترسيخ فكرة أن الرياضة تصلح ما تفسده السياسة عن طريق نشر الثقافة والوعى الرياضى وتنمية قيمة الروح الرياضية بين جميع المشاركين فى النشاط ارياضى والجماهير، التحليل الرياضى المحايد والبعيد عن النعصب من جانب المحللين فى وسائل الإعلام المختلفة وخاصة فى القنوات الفضائية والصحافة، تطبيق إدارات الأندية عقوبات على اللاعبين والإداريين الذين يثيرون غضب الجماهير، عدم تأجيل المباريات لمصلحة أحد الفريقين على حساب الفريق الآخر، عدم المغالاة فى أسعار شراء أو بيع اللاعبين من جانب بعض الأندية، التفعيل الجاد لقوانين مكافحة التعصب وتعديلها إذا لم تحقق أهدافها، تشجيع روابط المشجعين وتوعيتها للقيام بأدوارها فى قيادة الجماهير نحو التشجيع النظيف، اعداد وتنفيف برامج شغل وقت الفراغ بين الشباب بما يفيدهم ويفيد مجتمعهم.


الرؤية الاستشرافية:


ومن خلال ما سبق تمكن الباحث من وضع رؤية استشراقية لتفعيل دور مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية من خلال:
أولا: الأجهزة الأمنية: بوضع الضوابط الحازمة والتشريعات الملزمة بوقف الشغب والعنف والتمادى فيه، وضرورة تطبيق القانون بكل حزم مع الخارجين ومثيرى الشغب ومحترفيه وعدم التغاطى عن جماهير نادى معين عن غيرة، ويرى إمكانية انشاء ادارة او وحدة خاصة بوزارة الداخلية تحت مسمى امن الملاعب والمنشأت الرياضية, ويتم الاستعانة بالشباب العاطل بقوات الأمن مقابل أجور رمزية وبملابس موحدة فضلا عن الاستعانة بإفراد من قادة الروابط التشجيعية كمنظمين ,وأفراد امن مدنين لحماية الجماهير والاستادات، كذلك الانتهاء من قانون الشغب الرياضى الذى يحدد مسئوليات اجهزة الامن والجماهير وكافة اطراف العمل الرياضى.


ثانيا: دور وسائل الإعلام: أن تعمل بمختلف أنواعها «المقروءة المسموعة المرئية النت» على نشر الثقافة الرياضية وزيادة الوعى الرياضى لدى الجماهير, وتخفيض حدة الخطاب الاعلامى ونوعيته, كذلك زيادة الاهتمام بعناصر الاهتمام بعناصر الثقافة الرياضية الاخرى مثل التربية الرياضية والرياضة للجميع والعاب الخلاء، وترسيخ مفاهيم جديدة تؤكد أن الرياضة لا تعنى أن الفوز مسألة حياة أو موت.
ثالثا: دور المؤسسات الرياضية ( الأهلية الحكومية): أن تهتم الدولة بتدعيم دور المؤسسات الرياضية مثل الأندية الرياضية ومراكز الشباب والساحات الشعبية باعتبارها مؤسسات تربوية رياضية ثقافية اجتماعية، تهدف إلى إعداد المواطن الصالح من خلال النشاط الرياضي.
رابعا: دور الروابط التشجيعية: وهى لها دور فعال ومهم فى الحد من انتشار السلوك الجماهيرى السلبي، كما ان قائد رابطة المشجعين فى الأندية الرياضية شخصية لها دور وأثرها على الجماهير، لذلك لابد من أن يعمل كقائد مؤثر يسمح له يحد من تجاوزات المشجعين وضبط انفعالاتهم.

هامش

كتب - كمال عامر
بدون شك، نجحت مجموعات ألتراس وروابط التشجيع بالاندية المختلفة فى تغيير شكل المدرجات، بل زادوا من متعة المشاهدة بعد ان أدخلوا صورا جديدة للتشجيع بدءا من الدخلات مرورا بالتشجيع طوال المباراة وقوفا حتى وصلوا فى تحفيز اللاعبين للفوز إلى درجة واضحة.. خرجوا إلى الشوارع للاحتفال فى مشاهد جديدة على المجتمع، ادوا الدور الأكبر فى فوز الأهلى بالبطولات رغم توقف النشاط الكروى، وزادوا المنتخب حماسا، ولا يمكن ان ننسى صور الاحتفال بانتصارات الكرة.


التراس الأهلى تحديدا صورة جميلة، زادت من انتصارات الفريق، لكن نقطة فاصلة فى انقسم على أثرها المصريون حول الالتراس، عندما نجح الإخوان فى استخدام طاقة هذه المجموعات لصالح أهداف «الإرهابية»، تجسد ذلك فى معركة شارع محمد محمود.. ومحاولة حرق وزارة الداخلية ومبنى اتحاد الكرة ونادى الشرطة، وبعدها شاهدنا أعلام الالتراس فى مناطق التظاهرات الاخوانية، فى رابعة والنهضة، وهكذا نجح الإخوان فى تشويه الالتراس وخلق جماعات رافضة لهم فى الشارع، بعد أن استبدلوا الأعلام والرايات بالخرطوش والاناشيد بالحجارة.


هكذا تحول التشجيع الجميل للالتراس إلى إرهاب، وهو ما جسد تنامى الرفض للالتراس.


بالطبع ليس كل مشجع أهلاوى فى هذا التجمع مشاغبا أو إرهابيا.. لكن الحقيقة أن هناك عددا منهم تحول إلى انتهاج العنف طريقا، فى الوقت نفسه لاحظنا غياب المتعة عن المباريات لمنع الجماهير من حضورها، والأهم اختفاء حافز التشجيع.


الالتراس مجموعة شبابية لهاهدف مؤكد ومتفق عليه هو إضفاء المتعة على المنظومة الكروية.. فى الوقت نفسه يجب أن نتذكر أن ما قدموه للعبة قبل أن ندعو لنبذهم، فهم أبناء لى ولغيرى، وعلينا استيعاب التجاوزات من البعض منهم، فالأسهل أن نلفظهم لكن الأصعب ان نستوعبهم مثلما نستوعب غيرهم من العمال المضربين، وحتى من يطلقون الخرطوش من طلبة الجامعات.


أنا شخصيا أشجع أولادى عمر ويوسف على استمرارهم ضمن مجموعة التراس اهلاوى.. فهما يشجعان الاحمر، ويدعمان فريقهما والمنتخب الوطنى، يخرجان للشارع مع غيرهما رافعين علم مصر أو الأهلى، فهما زينا المنزل بأعلام مصر والأهلى.. ويرفضان العنف او اختلاط الرياضة بالسياسة.