الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة شعر




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه عبر السنين والأجيال داخل نفوس المصريين.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره بالآخر.. ناشرين السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. للشعر.. سيد فنون القول.. الذى يجرى على ألسنة شابة موهوبة..
شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بمشاركتك على
[email protected]

تصريح دفن


من (تانا) يولد (يومع . أور . نيلوس)
موسوما بالسمرة جاء
وكان كثيرا مايلهو والفقراءَ  
وينسج قصًّا فى لون براح الوقتِ
ويسرق  أنهارا  يخبؤها  فى كُمِّ  بحيرتهِ
أو فى أزرار قميص النخلِ  
وبعدُ يعودُ ليحكى عن سابلة التاريخِ
ومن يحنى عزته قربانا لغزاة أو كسرة خبزٍ
متهمٌ  بالترحالِ وموقوفٌ من عدة أنظمةٍ لا تقرأُ ..
فقهَ الطمى ولاأنشودةَ (تانا) حين ولادتهِ
كان يقول لبعض الأطفالِ
ويغمضُ عينيه ويرحلُ فى معطفهِ الشتويِّ
ليشهدَ وجهَ البحر ويغرسَ محصولَ الحلبةِ والكتانِ
وبعضَ نباتاتِ النعناعِ
وأحيانايجمع فاكهةَ التوتِ وطعمَ البرقوقِ
ليصنعَ مائدةً حافلةً بالرجلةِ والبازنجانِ
ليقهر فصلا من جوعِ رجالِ الترحيلةِ
كان صديقا حين أروحُ إليه يُبَلِّلَ أسئلتى بالضوءِ
ويحضرُ بعضَ عصافيرٍ فى غرفته الأخرى
ويزحزحُ حلما مطمورا بالماء وحين يجيء إليّ
يجيءُ ضحوكا حفنةُ طير فى كفيهِ
لماذا اتسخت بشرته قبل رحيل معاطفه ؟!
لم يترك عنوانا
بعد الثورة قيل تكور فى التحرير وماتَ
وقيل بأن رصاصةَ قناصٍ فوق العينِ مباشرةً
نزعت طمى الفقراء مصادفةً
وضعت بعض شراشفَ تجفيفِ الضوءِ على عينيه
وجاء بتصريح الدفن
بأن المذكور غريب من زمن يرغب فى الموتِ
وحين هممنا بغطاء الجثمان سمعنا أشجارا تبكي،
وضفافا
هامش
تانا: منطقة منابت النيل فى الحبشة
نيلوس: كلمة يونانية أخذت منها كلمة النيل
يُومَعْ ـ أُورْ: من أسماء النيل باللغة الفرعونية
وهما بمعنى النهر الكبير

شعر: السعيد عبد الكريم

آخر الكلام

أبيات الشعر عن الكلم
إن غل فيصبح كالعدم
والناس بكل الأزمان
كالكتب يشف العنوان
منذ القدم نظم الفلاح
يطرب لها الظالم يرتاح
وبعهد فرعون كتاب
عن فحوى سيرة صاحبه
بدء الخليقة من كلمه..
رؤيا إبراهيم غدت كلمة
والنار صارت بالكلمة
وحوت يونس من كلمة
داوود ألهم بالحكمة
واستمع لقول من نملة
والجان تسخر فتؤدى
والقصص تحفل بالعبر
موسى الكليم.. من الكلمة
عيسى الرضيع هو الكلمة
ومحمد أمر بكلمة «اقرأ»
ختم النبوة بكتاب مسك
سبحان من أرسى الكلمة
يلزم للكلم التوضيح
إن أطلق يستبق الريح
بالطيب تحاكوا وقبيح
عما تحويه بتلميح
كلماته واللغو فصيح
فيغالى فى الظلم ويبيح
للموتى مبغاه التوضيح
فى مجمل الأوصاف مديح
«كن» فيكون الكون فسيح
فامتثل أب وابن ذبيح
بردا سلاما.. أمر صريح
تنور فار وماء يسيح
لبى النداء برفق يطيح
كما أمر سليمان الريح
تحطيما تخشى فتصيح
أعمالا شاقة وتريح
تجسيدا للمعنى وتوضيح
دك له الجبل وازيح
فى المهد نطق وبعث مسيح
فقرأ بصوت مليح
الختام ودين صحيح
ولسان ينطق بالتسبيح
شعر: إيمان الهواري

وصيـَّة

كَبِرنَا وشاخَتْ
خيولُ الأماني...
ضياعًا وجوعًا
وبحثًا عن النجم فى كَبدِ الغيمِ
كَبرنا وضاقتْ خُطانا...
وطالَتْ لِحانا
قليلاً... كثيرا
كَبِرنا...
أَما كانَ يُمكِنُ
أن تحملَ الريحُ من
بَلَدٍ - لا يذوبُ على بابهِ...
العاشِقون دِماءً ودَمَعا -
نَسِيمًا؟
أما كان يُمكِن أن تنشرَ الشمسُ
عن قِبلةٍ  - لا يُرَدُّ بمحرابها اللائذون
حَيارى وهَلكَى -
سلاما
سلامٌ علينا...
فَهذا الطريق الجحيمُ
إلى آخر العمر يُفضى
وليسَ سواه
خُطانا ثوانٍ... نزِيف
وأنفاسُ هذى الجيادِ...
مراثٍ لما يَنقضي
والحوافرُ حفرٌ لبيتٍ أخيرٍ
نَراه على مَشرفِ الدربِ
يَنمو
ويَفغرُ فاه
أما كان يُمكنُ أن نحصُدَ...
الأغنياتِ كما وعدونا:
هنالكَ سوفَ ترونَ...
وسوفَ... وسوفَ...
فأينَ هناكَ؟!
ولا عَينَ فينا ولا فَم
كَبرنا...
وشاهَت وجوهٌ أضاءت
طريقَ الضلالَ هِلالا كَذوبا
كَبرنا...
وهذَا الأوانُ خريفٌ... رَماد
وتلك البلادُ سَرا بٌ... سَراب
فَيا من...،
لِتحملْ سلامِي...
إِلَى بَلَدٍ لا يَذوبُ
عَلى بابهِ العاشُقونَ
إِلَى  قِبلةٍ لا يُرَدُّ
بمحرابها اللائذون  
إِلَى و..
سلامًا...  
سلاما .
شعر : أحمد سراج

 




 

مقطعان


(1)
نَهِرٌ ..
يخرجُ من شرفةِ عينيكِ..
يحشدُ حولى
صَفْصَافًا يتزّين
بفجاءةِ صبحٍ
وغمامٍ مُورقْ
يخرج أفراسا
تَهْبِطُ
تصطفُّ على طميٍ
محشوٍ بالدهشةْ
تَنسابُ تَراتيلاً
تملأ أفقي
وشوشةً ،
وزنابقَ أُخرى !!
(2)
وجهكِ المستديرff
كَعبّاد شمسٍ
يُحدّثُ عشب البراءة
عن الأمنيات اللواتى تَقاعسنَ
فى رحلةِ التوق
عن غُربة الياسمين،
وعن سوسنات تقافزنَ فى الجوع العاطفي
وهيأنَ لى
أيكةً جامحة
وجهكِ المستديرْ
كعباد شمس
يُعانقُ فى رعشةِ الصبح وجهي
يَهزُّ نعاس نوافذيَ المغلقة
يأخذنى
حيثُ نخلكِ
نَخْلُكِ
ها هو يرقصُ
ملتحفاً
بالخجلِ القروى
شعر: محمود مغربي

 



 

تغريدة   


قلبى الذي
اعتادَ انتشاءكِ -  يا حياةُ  -
إذا تَغَنـَّى ، لم يزلْ يهوى الغنا
عشقَ السَّلامَ
على يديكِ ، فأطعميهِ
صَبـَابـَةً ، وَاهْدِيــهِ قـَولا لَيــِّنا
عصفورُكِ
الغجريُّ فارقَ حُمقَهُ
وَعلى نوافذ مقلتيكِ تَمَدَّنَ ا
كم كانَ
حلَّقَ فى الجبال و فى المروج
جناحُهُ ، حتى التقاكِ توطَّن ا
عُصْفُـورُكِ
اليـَوميُّ  قدْ ألِفَ ارتقاءَ
النورَ فى عَيْنَيْكِ ، يلتمسُ السَّـنَا
حبـَّاتُ قَمْحِكِ
مُشْبِعَــــاتٌ ، ليسَ يَطعَـمُ غيرَهَا
إن تحرميهِ فقدْ فنى
وفؤاديَ
المسحورُ عصفورًاَ ، هنا غنـَّى ،
فما أحلى الغناءَ وَأشجنَ ا !
لا تسألي
قلبى المُتَيـَّمَ : مَنْ أنا ؟
أنتِ المسافرُ فى عروقى بالهنا .
أنتِ التي
لَمَسَتْ شتـــاءَ مشاعري
فَغَدَا ربيــعًا بالفُــؤادِ و سَـوسَـنا
أنتِ مَنِ
اختصرَ الزمَـانَ بلحظةٍ
تطوى المَسَافَـاتِ المُمِيتة بَيْنَنَا
شعر: عصام بدر