الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رأس المال الإماراتى يتحدى القطرى والسعودى على كعكة الإعلام المصرى




تلوح فى الأفق بوادر حرب إعلامية بين رءوس الأموال المتحكمة فى مجال الميديا، سواء بدخول رءوس أموال إماراتية لمنافسة رءوس الأموال القطرية خاصة، والسعودية عامة، الصراع لا يتوقف عند حالة الاحتراب بين رءوس الأموال، بل بدأت بوادره فى السباق القائم بين القنوات ومحاولات كل منها للتعاقد مع إعلاميين وجذب أكبر عدد من الجمهور وتغيير شكل الشاشة بما يجذب أكبر عدد من المشاهدين.

أشارت مصادر إلى أن شبكة تليفزيون «النهار» بقيادة الإعلامى عمرو الكحكى تستعد فى الفترة المقبلة لانطلاقة جديدة، بإطلاق قناة «النهار الجديدة» مع وجود شركاء إماراتيين لن يتم الإعلان عنهم، ومن المقرر ضمن خطة شبكة تليفزيون النهار أن ينتقل الصحفى والإعلامى إبراهيم حجازى من «النهار رياضة» إلى «النهار الجديدة»، وفى هذا السياق يذكر أن الكحكى قد أعلن من قبل عن ضخ 50 مليون دولار زيادة فى رأس مال الشبكة، فى حين قال البعض إن أسامة الشيخ مدير القناة يحاول جذب مستثمرين ينتمون لنظام مبارك.  
وفى السياق نفسه، ظهرت على الساحة «قناة الغد العربى» التى يمتلكها مستثمرون إماراتيون ويقودها محمد ذو الرشاد المدير السابق لقناة «أبوظبى»، وأكدت مصادر أن الشركة «مساهمة مصرية ـ إماراتية ومقرها لندن»، سعت للتواجد بقلب القاهرة، وستضخ مبالغ مالية كبيرة لتكون شبكة إخبارية عربية دولية تنافس كلا من رأس المال القطرى خاصة ويليه السعودى، وتهدف إلى تحقيق نجاح يفوق ما حققته  قناة «العربية» السعودية و«الجزيرة القطرية»، وإن القناة تعطى أولوية خاصة لمصر بنسبة 70% من التغطية الخبرية، وستخصص ساعة يومية خاصة بمصر، إذ يعتبرونها مركز صناعة الأحداث فى الشرق الأوسط، وتردد أن محمد دحلان القيادى بحركة فتح لا يزال أحد المساهمين فى المجموعة، وقد بدأت القناة فى التعاقد مع نجوم من قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى منهم: محمد المغربى ومحمد عاطف.
وفى سياق متصل عقدت قناة «الغد العربى» مساء أمس الأول مؤتمرا صحفيا للإدلاء بتفاصيل إنطلاقاتها، ومن جانبه رفض محمد ذو الرشاد  الإجابة عن مصادر التمويل وقال أن القناة فى بداياتها واجهت العديد من الشائعات من بينها شراكة محمد دحلان وتواجد الفريق أحمد شفيق وهذا غير صحيح، وقال أن التمويل عربى.
وتأتى الإعلانات والتنويهات التى تبثها كل قناة فضائية حاليا عن التطوير ومحاولات جذب الجمهور عبر الاستقطاب والتعاقد مع إعلاميين مؤشرا أوليا على بدء هذا المعترك الإعلامى الذى يوشك أن يشتد فى الأيام المقبلة بدافع من رءوس أموال معلن عنها أو غير معلن.
 ولا تغيب عن هذا المضمار «قناة التحرير»، التى ودعت استوديوهات الجيب، لتنتقل الى استوديوهات جديدة فى مدينة الإنتاج الإعلامى، إذ بدأت انطلاقتها الجديدة بحفل لكل من الفنان محمد منير وعلى الحجار، ويذكر أن القناة يديرها الآن عدد ممن كانوا قائمين على إدارة «قناة دريم».. هم د.محمد خضر مديرًا وحسين عبدالكريم مديرًا للإنتاج.  
وفى سياق آخر، عقدت «شبكة قنوات المحور» مؤتمرًا صحفيًا أعلنت خلاله عودة الإعلامية «هالة سرحان»، لتبدأ برنامجًا على «قناة المحور» يحمل اسم «آن الأوان»، كما تقرر ضم كل من محمد مصطفى شردى وأسامة منير إلى 90 دقيقة والمطرب حكيم ببرنامج «نجم الشعب» لاكتشاف المواهب، وتامر عبدالمنعم ببرنامج «العاصمة»، وهو برنامج حوارى، إضافة إلى «سيادة المواطن» لدينا عبدالفتاح الذى يفتح ملفات مهمة فى حياة المصريين.  
وكذلك أعلنت القناة عن ضم مها احمد فى برنامج «ربع دستة ستات» الذى تناقش من خلاله مجموعة من قضايا المرأة والمجتمع والمنزل المصرى والأطفال، إضافة إلى استضافة مجموعة من الأطباء فى الفقرات الطبية، وبرنامج لحليمة بولند «القلب وما يريد».
وقد تردد أن هالة سرحان طالبت إدارة «المحور الفضائية» بـ10 ملايين جنيه أجرا نظير تقديم برنامج توك شو على شاشتها، وقوبل طلبها بمحاولة من إدارة الشبكة لتخفيض المبلغ، وقبل انطلاق برنامجها، فإن الإعلامية هالة سرحان تواجه فى الأفق فضيحة تطل برأسها، إذ ستواجه اتهاما بسرقة فكرة برنامج يذاع على القناة الثانية المصرية بنفس الاسم.
فى حين قررت إدارة شبكة قنوات المحور الفضائية استمرار بعض البرامج الموجودة سابقاً مثل برامج «ساعة مع شريف» و«دوس بنزين» و«90 دقيقة» و«العيشة» و«المسلمون يتساءلون» و«الطبيب» و«باختصار» و«صوت الناس» و«مصر كل يوم» للإعلامى «نصر القفاص»، مع تطوير الشكل والمضمون وتصميم ديكورات جديدة تضيف الثقة والحيوية لهذه البرامج.
من جانبه قال  حسن راتب ـ رئيس مجلس إدارة قنوات المحور: إن القنوات انطلقت من مجموعة ثوابت تحمل قيمة الرأى وأمانة الكلمة، خاصة أن صناعة الإعلام صناعة ثقيلة وتحملنا جزءاً كبيراً من خسارتها على حساب شركات أخرى بمجموعة شركات «سما»، وآثرنا فيها الجانب والقيمة الاجتماعية على القيمة الاقتصادية، وجازفنا بذلك من أجل القيمة الاجتماعية.
وأضاف راتب: لا يوجد لدينا أجندات معينة سوى مصر، وسنموت وسندفن فيها.
 وتابع: يجب على الثوار والشباب أن يستمعوا لصوت العقل، فالثورة لا بد أن تهدأ حتى نتفرغ للعطاء من دون مشاعر وتأجيج وتوحيد نسيج الأمة، فنحن نطلق انطلاقة جديدة من أجل أن نقول إننا ضد الإرهاب وضد أى مخرب لهذ البلد العظيم.. لكن مع كل الآراء سواء اتفقت أو اختلفت مع الواقع.
وعلق راتب على عودة هالة سرحان للمحور قائلا: «بضاعتنا ردت إلينا»، مؤكدا أنها إضافة كبيرة لشبكة المحور وأنها من ذوى الرؤية والفكر.
كما تقدم القناة مجموعة من البرامج الجديدة على قناة المحور2، إضافة إلى عدد من المسلسلات الجديدة التى ستقدم على «المحور دراما».
بينما قالت الإعلامية هالة سرحان: أخيراً عدت لبيتي، فكنت أول من شارك فى تأسيس هذه الشبكة، وسنعيد لها بريقها، وأسعى لبث القواعد العادلة لتحقيق العدل والمساواة، وسنقول: «آن الأوان لمصر أن ترجع لأهلها وشبابها» وأضافت: أشعر بولادتى من جديد الآن.
وفى المقابل ومع تراجع رءوس أموال الإعلام القطرى بمصر الذى يأتى على رأسه قناة الجزيرة، فقد تردد أن القناة تفكر فى أن تعيد مصداقيتها فى مصر بعد أن عُزلت عربيا.  
وفى إطار هذه الحرب الإعلامية الشرسة بين القنوات ورءوس الأموال، يتهم قيادات التليفزيون المصرى القطاع الخاص بمحاربته لتفريغه، وأبرزها ما صرحت به الإعلامية صفاء حجازى رئيسة قطاع الأخبار عن أن ما يتردد عن هجرة الإعلاميين إلى القنوات الخاصة ومنها «سى بى سى والغد العربى والنهار» ومحاولات البعض للظهور على  «سكاى نيوز»، فهو أن الإعلام الخاص يسعى لتفريغ إعلام الدولة، فى إطار محاربته، وما حدث ليس هجرة من أبناء القطاع بسبب السياسات، إنما بسبب المقابل المادى، إذ تأخذ هذه القنوات الكفاءات من ماسبيرو على الجاهز، وقالت: لم نصل حتى لدرجة الأندية التى تحصل على مقابل مادى عند انتقال اللاعبين من ناد إلى آخر.  
ومن أبرز المذيعين بالقنوات الخاصة الآن المهاجرين من ماسبيرو: رولا خرسا، محمد المغربي، محمود يوسف، رشا مجدى، جلال عوارة، دعاء جاد الحق، محمد الجندى ومحمد عاطف وغيرهم من أبناء قناة النيل للأخبار الذين يصل عددهم إلى 12 مذيعًا.  
وفى هذا الإطار يرى بعض الخبراء أن قناة «سى بى سى إكسترا» الجديدة والنشرة الإخبارية لقناة النهار والحياة الأفضل، بينما لاتزال قناة «صدى البلد» لمالكها رجل الأعمال محمد أبوالعينين كما هى ولم تحصل على سبق إلا محاكمات القرن التى اقتنصتها من التليفزيون المصرى عقب رفض القاضى إذاعتها بسبب عدم الحيادية فى نقل الجلسات كاملة.  
بينما تتنافس القنوات فيما بينها برامجيا، إذ تنافس قناه «سى بى سى» ببرامج جديدة لكل من «هيلدا خليفة» و«إسعاد يونس»، وتنافسها المحور بـ«حليمة بولند» وبرنامج حكيم، أما قناة  mbc مصر فتنافس ببرنامجها «أحلى مسا» لفيفى عبده وهشام عباس الذى يلاقى هجوما عنيفا وانتقادات من قبل الجمهور، فى المقابل تستعد قنوات الحياة لدخول منافسة شرسة فى شهر رمضان المقبل.