الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حادث 11 ديسمبر أعاد تشكيل ملامح الهجرة الدولية




عن المركز القومى للترجمة، صدرت الطبعة العربية من كتاب «عصر الهجرة» من تأليف ستيفن كاستلز ومارك ميللر، ومن ترجمة منى الدروبي، يعتبر الكتاب بمثابة عرض سهل المنال عن الهجرات العالمية وآثارها على المجتمع، وقد روعى فى هذا الكتاب أن يجمع بين المعرفة النظرية وبين آخر ما وصل إليه العلم من معلومات عن تدفقات اللهجرة وآثارها على الدول والسكان فى كل أنحاء العالم.
يذكر المؤلف أن سبب تأليف هذا الكتاب هو توفير تفهمًا للاّليات والديناميكيات العالمية التى نشأت نتيجة للهجرة، أيضًا التداعيات التى ظهرت بالنسبة للمهاجرين وغير المهاجرين فى كل مكان فى العالم، حيث إن الهدف الرئيسى من الكتاب هو التركيز على التحديات التى تواجه المجتمعات المستقبلة للمهاجرين، ثم يأتى الهدف الثانى الا وهو شرح كيف ان المستوطنين الجدد اصطحبوا معهم المزيد من الاختلاف والتنوع العرقى إلى هذه  المجتمعات الجديدة، وكيف أرتبط هذا بتطورات اجتماعية وثقافية وسياسية، ثم ياتى بعد ذلك الربط بين الموضوعين من خلال دراسة التفاعلات المعقدة بين الهجرة والتنوع العرقى المتزايد.
بحسب المؤلف، فإن التحركات العالمية للسكان تعيد صياغة الدول والمجتمعات فى جميع أنحاء العالم فى أشكال تؤثر على العلاقات الثنائية والإقليمية وعلى الأمن والهوية الوطنية والسيادة، فلقد هاجر الناس دائمًا سعيا وراء فرص جديدة أو للفرار من الصراع  والاعتقال، ولكن الهجرة الدولية وصلت اليوم الى مستويات عالمية جديدة فالهجرة باعتبارها قوة ديناميكية دافعة ومهمة داخل العولمة  أصبحت جزءا أساسيًا فى التغيير الإقتصادى والاجتماعي، كما انها تساهم فى التحولات السياسية للنظام السياسى الدولى، ومع ذلك فان ما تفعله الدول ذات السيادة فى مجال سياسات الهجرة، لا يزال موضوعاً مهما، وتبقى نظرية الحدود المفتوحة مراوغة ومضللة، حتى داخل اطر التكامل الإقليمى باستثناء المواطنين الأوروبيين الذين يمكنهم التجول بحرية داخل الاتحاد الأوروبى.
يقع الكتاب فى 693 صفحة من القطع الكبير، ويتكون من 13 فصلاً بالاضافة الى قائمة بالجداول والخرائط، حيث يتحدث الكاتب فى مقدمة الكتاب عن اهداف الكتاب و تحديات الهجرة العالمية، نظريات الهجرة، العولمة والتنمية والهجرة، ثم يناقش الهجرة الدولية قبل عام 1945 والهجرة إلى أوروبا وشمال امريكا فى نفس العام، ثم يتناول الهجرة إلى منطقة آسيا والمحيط الهادى، الهجرة فى جنوب الصحراء الكبرى فى أفريقيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وامريكا اللاتينية، ثم يتطرق المؤلف الى سعى الدول الى السيطرة على الهجرة، وتأثير الهجرة على الأمن، وتفاعل الأقليات العرقية الجديدة والمجتمع، ثم يصل بنا فى الجزء الأخير إلى استنتاجات من خلاصة ما قدمة بين ثنايا هذا الكتاب.
وأكد المؤلف أنه فى بداية الألفية الجديدة أعادت كما يبدو، حادثة واحدة؛ تشكيل الملامح العالمية للهجرة الدولية، ألا وهى الهجمات الارهابية فى 11 سبتمبر 2001، ومع ذلك، لا بد من ابداء الحجة بأن هذا الحدث لم يأت بتغيرات جوهرية فى العمليات المعقدة التى تحدد عصر الهجرة الحديث، حيث اظهرت تلك الحادثة بانه لا بد من ادراك كيف ان حركة انتقال الناس دوليًا قلبت وبدلت المعضلات الأمنية فى دول العالم الكثر قوة، وكيف أن الحكومات فى جميع انحاء العالم تناضل لتتكيف مع الظروف المتغيرة، فالمفاهيم الأمنية التى عفا عليها الزمن لا تستطيع أن تتعامل الآن مع هذه الفترة من الزمن التى يميزها زيادة التحرك السكانى.