الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عفوا.. روابط الأولتراس




بقلم: عادل عطية

إذا كانت التجارب التى جرت مؤخرا فى الصالات المغطاة قد نجحت فى حضور الجماهير الأولتراس، الأمر الذى أعطى لنفسها الحق فى إصدار بيان مُجمع تنتقد فيه منعها من حضور المباريات وتُطالب بعدم قيام وزارة الداخلية بتأمين المباريات وخاصة كُرة القدم مره اُخرى، على ان تتولى شركات الامن الخاصة مسئولية التأمين كما يحدث فى معظم دول العالم، واستشهدت مجموعات الاولتراس خلال البيان بمباريات كرة السلة واليد والطائرة التى تُنظم فى «الصالات» ويحضرها الآلاف من المُشجعين دون وجود فرد امن واحد، وتخرج هذه المباريات بسلام وتنظيم كبير، وقد طالبوا بنقل مباريات فرقهم خارج مصر فى دول قادرة على تأمين المُباريات -على حد وصفهم- فى حالة رفض وزارة الداخلية هذه المطالب. ورغم غياب المتعة الكروية، واختفاء أضواء المنافسة من ملاعب مصر من خلال استمرار غياب الجماهير عن ملاعب الكرة بأوامر من وزارة الداخلية لدواعى أمنية تارة وللخروج بعض من هذه الروابط عن النص تارة أخرى، وهو القرار الذى تحاول روابط الأولتراس كسره باقتحام المباريات لفترة زمنية قصيرة، ورفع لافتات تطالب بإلغاء القرار.. ومن المعطيات التى دعمت هذه الفكرة ظهور بعض الشركات العاملة فى مجال الأمن والتى أبدت استعدادها لتحمل المسئولية كاملة أو حتى مناصفة مع الداخلية وان كنت أعتقد أن هذه الشركات ليست قادرة على حماية أنفسها فكيف بحماية عشرات الآلاف قد يبلغ تعدادهم المائة.. ولا يمكن ونحن نسوق المعطيات ونحدد المعالم أن نغفل المطالب غير المقبولة ولا المعقولة التى نادت بها روابط الأولتراس وأصدرت بيانات بصددها بضرورة أبتعاد الأجهزة الأمنية تماما وأن الجماهير قادرة على حماية أنفسها بنفسها.. ولعلى أتصور أن هذه المطالب غير واقعية للعديد من الأسباب منها أن الجماهير الرياضية بشكل عام ليست كلها الأولتراس وأنما الأخيرة تعتبر جزءاً أوبعض من عموم الجماهير.. وأن الحادثة الأليمة التى شهدتها محافظة بورسعيد منذ عامين لم يقتصر الشهداء فيها على الأولتراس وحدهم.. فضلا عن أن تأمين المجتمع بأسره وليس المباريات فقط من مسئولية وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية.. ولعلى بهذا التوضيح قد أكون ضاعفت من صعوبة المهمة التى تواجه المسئولين عن الرياضة المصرية.. ولكن ليس معنى وجود صعوبة أن نستسلم ونركض ونركن لليأس ونرضى بالأمر الواقع وتبقى المدرجات خاوية على عروشها.. ولذلك فأنا أرى أن يتخذ المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة النشط مبادرة فورية الى الحوار من خلال مؤتمر عام يحضره مندوبون عن الداخلية والأتحادات والأندية وروابط الجماهير ومنها الأولتراس وبعض الرموز الرياضية الخبيرة وبعض رجال الأعلام ويتم بحث الأمر من كافة جوانبه على أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات محددة من الممكن أن تنفذ فى توقيتات قريبة.. المهم أن نبدأ أولى الخطوات.. أولى اللمسات.. أولى البدايات ورغم علمى بطول المشوار ومطباته الوعرة.. لكن أثق فى رجالات مصر المخلصين، الأوفياء لبلدهم لن يضنوا بجهد وفكر بشأن عودة الأشراقة والمتعة لملاعبنا بعد طول عبوس وأظلام فى وجود أجهزة مصر الشرطية التى تضحى من أجل سلامة المصريين.