الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسوان جرس إنذار




بقلم: أحمد محمد جلبي

 ليس من مهام الجيش حفظ الأمن الداخلى للدولة ولا التدخل بين أفراد الشعب حين تنشب «عركة» فمن أجل ذلك صنعت الداخلية بأمنها المركزى وقوات فض الشغب والسيطرة وما حدث فى أسوان يبين إلى حد فج أن أجهزة الأمن الداخلية جميعها لازالت غير قادرة على تخطى المواقف المأساة أو التعامل الصحيح فى هوجة مسلحة تصل إلى القتل فى الشارع ورشق البيوت بالرصاص، والصدمة الحقيقية أن أسوان مدينة قريبة الشبه من عاصمة البلاد القاهرة، بل هى بشكل ما العاصمة التى تقبع فى الجنوب وأيا كان عدد القتلى والجرحى فالأسلوب الذى اديرت به سواء من الأمن أو الأهالى يكشف عن خلل خطير خاصة أن وفد من أبناء النوبة كان قد عاد لتوه من زيارة المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى متفائلا بالقادم ومن اهتمام بمشاكل المنطقة؟ لتحدث الفتنة ويقتل العشرات فى منطقة ريفية من ضواحى مدينة أسوان وهى ضاحية وادعة وهادئة والسؤال: من يلعب فى الخطوط الخلفية لمصر، أن النوبة تمتد جغرافيا على طول وادى النيل بين مصر والسودان، وطالما كانت نوبة مصر اوفر حظا من أقاربهم فى السودان حتى أن دولة السودان تعانى من مشكلات تكون جبهات مسلحة معادية للبقاء تحت حكم السودان وتطالب بالانفصال وهو ما فشلوا فيه بكل المقاييس حتى الآن، أى أن المنطقة المجاورة مضربة جدا ويا سادة يا كرام ومثلما احدثت كتابات «شتيمة» على حائط مدرسة كل هذه الأرقام من القتلى والمصابين والتخريب وهو حادث شرارة يمكن أن يستغل  فيما هو أكبر واثقل من الخيبة  الأمنية فعشوائيات القتل الجماعى بلا سببب «يعقل أو يفهم» تدعونا للشك فى أن هناك حالة من القتل الممنهج يقصد به اشعال ونسف المجتمع المصرى من الداخل فأحداث استاد بورسعيد التى سقط فيها 74 مواطنا لم تدرس بشكل أمنى وأحداث أسوان التى سقط فيها 26 قتيلا أو يزيد فى أقل من أربعة أيام تبين أن تكرار هذه وتلك بصورة أكبر قابل للحدوث خاصة أن تلك المناطق لم يحدث فيها من قبل هذه  النوعية من الاشتباكات ولا هى فى اعرافهم بوجه عام بل إن التوقيت أيضا يضع علامات استفهام ومن مطالعة الجرائد والبرامج التى اتخذت من الحادثة مادة، خاصة أن رجالات القبيلتين لازالوا فى حالة الاشتباك، يتضح أن كم الشحن والعنف الأسود الذى مورس بطرق وحشية فمن حرق الناس احياء إلى تشويه النساء بالمطاوى والصور التى تبين عدد الجثث التى حملت على عربة بحمار بلا حتى غطاء يستر عورات الموت، كما لو أن بلادنا تحولت بغتة إلى مجاهل الغابات بلا بشر أو أن وحوشا ادمية استوطنت المنطقة دون أن ندري، جرس الانذار المبكر يدق فالبلاد ذادت بها معدلات الاجرام والخطف بصورة وبائية والإرهاب الأسود يصرف جزء من مدخراته وسلاحه على مثل تلك الجرائم التى تظهر للأعين أنها أمن عام فى حين أنها فى الأصل شغل مخابراتى عالى الاحتراف فليس التصنيف الصحيح الإبداية للوصول إلى صد الغارات الغادرة التى تقصف الوطن التى سوف تتزايد كلما ابحرنا فى الانتخابات الرئاسية، فهذه الحوادث كلها متصلة ببعضها «مظاهرات وقنابل وقتل» وتحتاج لرجال أمن سياسى وليس جنائى والواضح من قراءات المشهد أن هناك جهة فى  خلية ما للاخوان تحركها وتنقل اليها أساليب العمل التخريبى المستخدم فى الحروب الطويلة النفس فلا تتعاملوا مع الإخوان الآن على أنهم مواطنون فى المجتمع.
باحث وروائي