السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قرار محلب صفعة على وجه «الرقابة» والنقاد يرفضوا المصادرة




كتبت- آية رفعت


صدمة قوية تلقته أسرة فيلم «حلاوة روح» بعد قرار رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بايقاف عرض الفيلم واعادته مرة أخرى لجهاز الرقابة للبت فى أمره بشكل نهائى، وذلك ضمن  اجتماعه مع أعضاء غرفة صناعة السينما، حيث اثيرت الضجة حول الفيلم غضب مجلس الوزراء مما يتناوله من مخالفات اخلاقية خاصة بعد البيان الصادر عن المركز القومى للأمومة والطفولة والذى انتقد ما جاء فى الفيلم من مشاهد على لسان البطل الطفل كريم الابنودى والتى تحث الأطفال على عادات سيئة وأفكار غير مناسبة لسنهم، وجاء هذا القرار ليكون صفعة لجهاز الرقابة خاصة فى ظل حالة الهجوم من بعض الفئات المجتمعية والتى اعترضت على موفقته لعرض هذا العمل تحت مسمى حرية الابداع.


 وتنتظر غرفة صناعة السينما القرار الرسمى من الرقابة للبت فى أمر الفيلم خلال أيام.


ومع تهرب د.أحمد عواض رئيس الرقابة من التواصل مع الصحفيين إلا أنه صرح من قبل أنه لم يوافق على عرض الفيلم إلا بعد حذف 13 مشهدًا ولفظًا فيما يخص الأطفال بالفيلم، كما أنه قد دخل فى خلاف شديد مع المنتج محمد السبكى بسبب عدم رغبة الأخير فى حذف أى مشهد منه، وتضمنت هذه المشاهد أغلب مشاهد الطفل البطل والتى تخص نظراته وأحلام اليقظة التى يعيشها فى خياله لحبه لجارته.


ومن جانبه عبر المخرج سامح عبدالعزيز عن استيائه من الحملات الموجهة للفيلم ورد عليهم قائلا: «اللى ما شافش يقول عدس» مؤكدا أن كل من يهاجمونه وينتقدون فيلمه لم يشاهدوه من الأساس حتى يحكموا عليه مضيفا أنه لا توجد أى ايحاءات أو مشاهد خاصة بالأطفال بشكل خاص وكل ما يقال مجرد تهويل وإشاعات مما دفعه للتعجب أكثر من موقف القومى للأمومة والطفولة والذى أصدر بيانًا ضد الفيلم دون أن يشاهده.


ومن جانب آخر نفى عبدالعزيز ما تردد حول حذف 13 مشهدًا ولفظًا من الفيلم مؤكدا أنه لم يتم حذف سوى 3 ألفاظ خارجة فقط ولم يحدث تماما.


وردا على نفى سامح عبدالعزيز قال د.عبدالستار فتحى مدير عام إدارة الأفلام بالرقابة: «من الطبيعى أن ينفى مخرج العمل محذوفات الرقابة ولكن كل ما اتفقنا عليه من ملاحظات منذ البداية تم حذفه بالنص ولولا هذا لم نكن سنوافق على الفيلم.. ولا أدرى لماذا يتخذ سامح هذا الموقف الدفاعى عن فيلم مثل «حلاوة روح» فهو مخرج متميز وله أفلام صنفت من علامات السينما وأهم بكثير فى قيمتها من هذا الفيلم.


وعن قرار إيقافه قال المنتج محمد السبكى إنه لا يدرى ما السبب وراء هذا القرار خاصة وأنه نفذ كل تعليمات الرقابة من قبل مؤكداً أنه لم يتلقى أى أوراق رسمية حتى الآن.


ومن جانب آخر أكد النقاد أنه رغم الرداءة الفنية لـ«حلاوة روح» إلا أنهم ضد فكرة منعه أو مصادرته من السينمات، حيث قال الناقد طارق الشناوى: «إنه ضد الفيلم وفكرته فهو ردىء فنيا وأصنفه أنه فيلم قبيح أكثر من كونه فيلم «أبيح»، ورغم ذلك أنا ضد فكرة المصادرة سواء رفعه من دور العرض أو رفضه من الرقابة نفسها لأننا لو فتحنا باب المصادرة من باب الأخلاق سوف ندخل فى دوامة مرفوضات لا حصر له وسيدخل تحت الأخلاق المشاهد والاسقاطات السياسية وهذه المطالبات ليست فى صالح الفن».


وأضاف الشناوى قائلا: «ليس معنى ذلك أنى أوافق على عرض هذه الأعمال التى تفتقر للإبداع الفنى والفكر ولكن الهجوم على جهاز الرقابة ليس عادلا خاصة أنهم ليس لهم الحق القانونى فى رفض فيلم لأنه مسف أو ردىء، أما عن مهاجمته بسبب مشاهد الطفل وتخيلاته فالفيلم موجه للكبار فقط ولا أنكر أنه اعتمد على المشاهد المثيرة جنسيا بشكل مطول ولكن هناك أفلامًا تم تقديمها قديما مماثلة لكمية المشاهد ومنها فيلم «درب الهوا» و«حمام الملاطيلى» و«شوارع من نار» وغيرها ولكنها كانت تعتمد على الإبداع والفكرة الجيدة بجانب هذه المشاهد وهى الجزئية التى يفتقدها الفيلم».


ومن جانبه أكد أن الفيلم لا يسيء للأطفال خاصة أنه يعكس الحالة المراهقة التى يمر بها الطفل فى سن الـ13 سنة وهو تلصصه على هيفاء ورؤيتها بشكل مثير، وأضاف قائلا: «المشكلة أن هذا المشهد يعبر عن كيفية مشاهدة الطفل لهيفاء وجسدها، وقد تم مجابهة مثل هذه القضية من قبل فى أحد مشاهد فيلم «لا مؤاخذة» للمخرج عمرو سلامة ولكنه عكس المشهد بشكل موضوعى ومحترم حيث يسلط الضوء على المشكلة فقط دون إثارة.. ولكن سامح عبدالعزيز استخدم هذا المشهد بشكل مثير للغرائز وكان هذا مقصودا أكثر من مناقشة لمشكلة الطفل».


بينما استنكرت الناقدة ماجدة خيرالله الهجوم الموجه إلى فيلم «حلاوة روح» مؤكدة أنه من الصعب أن نحمل أسرة العمل كل ما يدور فى عالم الأطفال ومشاكلهم النفسية والأخلاقية وقالت: «لا أنكر أن الفيلم رديء للغاية وسخيف من الجانب الأخلاقى بشكل خاص، ومستواه الفنى متواضع، ولكن لا يمكننا ترك ما يحدث لأطفال الشوارع والاهتمام بهم والتركيز على مشكلة أخلاقية لفيلم للكبار فقط، ولن يشاهدوه الكبار وأنا ضد المصادرة فلو لم يعجبك الفيلم لا تذهب لمشاهدته ولكن هناك حقًا لعرض الأعمال بغض النظر عن قيمتها».


وعن تقديمها للفيلم قالت خيرالله: «المخرج أراد أن ينقل أحداث الفيلم الأجنبى «مولينا» والذى عرض منذ 14 عاما وكان له فكرة وهدف وقيمة ومنظومة وتم استخدام القصة لتسليط الضوء على مشكلة الطفل بشكل عرض وإبداعى متميز.


أما الفيلم المصرى فلم يكتف بالتقليد والسرقة بل وضع عليه خلطته الخاصة فى الإثارة والمشاهد الجنسية المطولة حتى أصبح الفيلم رديئًا».