السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء النفس: الحل يبدأ من التنشئة الاجتماعية السليمة




انتهاك جسد المرأة واستباحته لم يعد مجرد ظاهرة تسمى بالتحرش وإنما تحول مع مرور الوقت إلى كارثة مجتمعية تتفاقم يوما بعد يوم تدل على انحطاط الأخلاقيات وانعدام الضمير البشرى وزاد الأمر سوءاً غياب الأمن والعقوبات الرادعة لجرائم العنف ضد المرأة.
ويؤكد د.محمد فؤاد، مدرس علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق، أن التحرش الجنسى هو شكل من أشكال العنف الشائعة التى ينتهك من خلالها خصوصية الفرد وحقه فى الحفاظ على جسده وشعوره بالأمان الاجتماعى والنفسى، ومن هنا تأتى آثاره الهادمة للفرد والمجتمع والتحرش الجنسى بمعناه البسيط هو أى فعل أو قول يحمل دلالات جنسية تجاه شخص آخر يتأذى من ذلك ولا يرغب فيه أو يعطيه إحساسا بعدم الأمان.


وأوضح أن الدراسات تفيد بأن ظاهرة التحرش الجنسى منتشرة وبشكل كبير بين طبقات الشعب المصرى المختلفة وأن نسبة ما يتم الإبلاغ عنه من هذه الحالات لايتجاوز 5% مما يعنى وجود حالات تحرش لفتيات وسيدات وأطفال يخشين الإفصاح وتقديم بلاغات خوفا من العار أو الفضيحة المترتبة عليها.. كما أشار إلى أن هناك العديد من العوامل المتشابكة التى تسهم بدور كبير فى أن تكون من الأسباب الرئيسية لظاهرة التحرش الجنسى على رأسها غياب الوازع الدينى لدى الأفراد والبعد عن القيم الدينية والخلقية وغياب دور الأسرة وغياب دور النموذج الإيجابى فى عمليه التنشئة الاجتماعية علاوة على اختفاء الدور الأساسى للتربية والتعليم سواء فى المدارس أو الجامعات وكثرة انتشار العشوائيات وماتفرزه لنا من مجرمين فى المجتمع، فالمتحرش مجرم بمعنى الكلمة ويجب أن يعاقب ويقع تحت طائلة القانون وانتشار الفضائيات والأفلام الإباحيه واللا أخلاقية.


وحول سيكولوجية المتحرشين جنسياً أكد فؤاد أن شخصية المتحرش مضطربة نفسياً وهو من الشخصيات التى نطلق عليها فى مجال علم النفس بالشخصية السيكوباتية أى الشخصية المضادة للمجتمع والتى تسلك سلوكاً يتنافى مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع ويخالف الدين الإسلامى بينما يظهر المتحرش فى الوقت ذاته بشكل جذاب ولطيف فى تعاملاته العادية مع أهله وأصدقائه وهناك نوع آخر من المتحرش يكون عدوانيا منذ صغره ولديه كميات هائلة من الطاقة المكبوتة وعندما لايتم إشباعها وتوجيهها التوجيه السليم تتحول إلى طاقة سلبية.


ويقول د.أحمد عبد الله، مدرس الطب النفسى بكلية الطب جامعة الزقازيق، إن أبرز أسباب زيادة نسبة الاعتداءات الجنسية على النساء الإحباط والفوضى المنتشرة فى مختلف أرجاء مصر والضغوط الاجتماعية المتزايدة بالإضافة إلى تزايد العنف والدماء بالشارع المصرى مما زاد من حدة المشكلة والاضطرابات النفسية لدى المجتمع.


ويضيف د.عبدالله أن تغليظ عقوبة التحرش والقانون الجديد الصادر حول معاقبة المتحرشين لن يأتى بنتيجة إيجابية كما هو متوقع ولا يمثل قيمة لأن ذلك الفكر لم يحل المشكلة من الجذور فنحن لدينا الكثير من القوانين الرادعة للمجرمين ورغم ذلك لم تختف الجريمة بل تتزايد، مشيراً إلى أنه يجب التعامل مع أسباب الظواهر الحقيقية وتقديم فكر جديد ومختلف لمواجهة المشاكل المستحدثة على المجتمع المصرى.