السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى المترو.. المرأة مجنى عليها فى حراسة الأمن !




كتبت – علياء أبوشهبة


تخرج فاطمة محمد الفتاة العشرينية للذهاب لعملها كل يوم ومترو الأنفاق هو وسيلة المواصلات الأنسب لها، وتفضل ركوب «عربة السيدات» لتجنب أى مضايقات، إلا أن الطفل الذى لا يزيد عمره على 15 عاما أمسك منطقة حساسة فى جسدها وجرى ضاحكا مع أصدقائه، وهو ما أصبح يدفعها للاحتراس بل والخوف قبل أن تعطى لأى طفل «قطعة حلوى» وفقا لما ذكرته.


فاطمة  لم تكن وحدها التى تعرضت للتحرش فى مترو الأنفاق من الأطفال، تشاركها أيضا ياسمين مسعد التى تتعجب من صمت قوات الأمن بل وراكبى المترو من الرجال، ويكون الرد دائما «حرام عليكى ده عيل»، وتذكر أن أكثر ما يؤلمها عدم اعتبار الألفاظ الخادشة للحياء نوعا من التحرش، وتقول إنها تعتبر فيلم «حين ميسرة» أفضل عمل فنى عبر عن هذه الظاهرة، فيما سجل عدد من مبادرات مناهضة التحرش ومنها «قطع إيدك» 53 حالة مماثلة خلال الأعياد.


ورصدت مبادرة «دوريات ضد التحرش فى مترو الأنفاق» من خلال تواجدها11 حالة تحرش، كما رصدت حركة «بصمة» 18 حالة أخرى.


وذكرت مبادرة «فؤادة ووتش» أن من تعرضن للتحرش فتيات ونساء تراوحت أعمارهن بين 18 عاما و25 عاماً، حيث تعرضن للتحرش بجميع الأشكال اللفظية والجسدية على يد صبية تتراوح أعمارهم بين 8 أعوام و18 عاما على الأكثر.


«لماذا نهوى دائما إلحاق الوصم بأطفال الشوارع؟».. هذا التساؤل طرحه المحامى محمود البدوى، رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث، حيث قال إنه من واقع مشاهدات فعلية فإن أطفال الشوارع لا يملكون الجرأة والثقة الكافية بالنفس للقيام بفعل التحرش، ولكنهم فى الأغلب ضحايا لتحرش الآخرين بهم.


وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوى فى 22 مارس سنة 2011 أجاز تعديلات على «قانون العقوبات المصرى»، ليتضمن بندًا لمعاقبة المتحرش جنسيا، ويضم أنه: «كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع فى ذلك يعاقب بالسجن المشدد».


 وفيما يتعلق بعمر الجانى والعقوبة ذكر القانون: «إذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة المذكورة لم يبلغ ثمانى عشرة سنة ميلادية يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تتجاوز سنتين وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تزيد على ألفى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض لشخص بالقول أو بالفعل أو إشارة على وجهه يخدش حياءه فى طريق عام، وإذا كان عمره أقل يحال للمؤسسات العقابية».


 «هناك علاقة طردية بين الالتحاق بالمؤسسات العقابية والسلوك الاجرامى المؤدى لدخول السجن فيما بعد».. هذا ما أثبته البدوى فى دراسة أعدها عن أطفال الشوارع، ويقول إن التأهيل النفسى للطفل والعلاج عند ثبوت قيامه بالتحرش يعتبر هو العقوبة «الأمثل»، من أجل الحفاظ على مستقبل الأطفال.


وتقول سعدية بهادر، أستاذ علم النفس فى معهد الطفولة بجامعة عين شمس، إن الأمر لا يمكن اعتباره «ظاهرة»، ولكنه مشكلة جديدة لها العديد من المسببات، منها وسائل الإعلام بما تنشره من المشاهد الجنسية الفادحة، وغياب الرقابة على مواقع الإنترنت، فضلا عن مشاهدة الأطفال فى الأسر التى تعيش فى غرفة واحدة للممارسة الجنسية بين الأبوين.


وذكرت بهادر أن الحلول المقترحة للظاهرة يتمثل فى الرقابة على وسائل الإعلام والإنترنت، إلى جانب توعية الأسر والمدرسين ليتمكنوا من توجيه الأطفال بصورة صحيحة، بالإضافة إلى مشاركة المجتمع المدنى فى تنظيم نشاط رياضى وثقافى للأطفال ليخرج ما بداخلهم من طاقة بشكل إيجابى.