الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أسرار التنظيمات السرية فى رواية «ابن الطايع»




كتبت- سوزى شكرى


حين تغلق الانظمة الفاسدة والمستبدة أبوبها أمام الشباب وتكون البطالة أحد أسباب الهروب من مصر للبحث عن العمل فى مكان أقل من طموحاته، فإن الشاب هنا يرحل إلى عالم آخر، وفى الرحيل العديد من المخاطر، أولها الرحيل إما إلى أفكار الغرب، الذى دائما ما يسعى لتحطيم  القيم والمبادئ والهوية المصرية تحت شعارات الحرية، أو الرحيل، الأكثر خطورة، الذى يوصله الى التنظيمات التكفيرية الجهادية ليتم تجنيده ليكون «ابن السمع والطاعة» واستثمار كراهيته لنظام الدولة.


ماذا يحدث لهؤلاء الشباب حين يتصدموا بكل هذه الثقافات المتطرفة، هل يمكن للنفس البشرية النقية بكل ما فيها من اصول دينية ان تنتصر وتعود الى  احضان الوطن قبل التورط فى قتل الابرياء، ام ينجرف ويصبح  ارهابيا مدى الحياة، هذا ما طرحه الكاتب الشاب احمد حسين فى روايته التى تتناول الواقع السياسى لمصر بدء من نظام محمد حسنى مبارك وصولا إلى الى قيام ثورة يناير، «ابن الطايع» عن دار اوراق للنشر.


الكاتب هو السارد الرئيسى فى الحكى، سرد الكاتب النص بصياغة ادبية وولغة حوارية ومفردات دراميه مؤثرة، بطل الرواية هو «على» مواطن مصرى يحمل باعماقه اشجان وانسانيات وانكسارات ومرارة من محاولات فشله فى تحقيق حلمه، مواطن يحمل قيما ومبادئ دينية ووطنية توقظه بين الحين والحين وتدعوه ليعود الى صوابه، استخدام الكاتب اللغه البسيطة العميقة دون تكفل او تصنع تتناسب مع كل شخصية من شخصيات الرواية، كما وصف العديد من المشاهد والاماكن بتفاصيلها التى تجعلك تتواجد فى مكان الحدث وكأنك شاهداً على هذا التحاور. يروى الكاتب قصة الشاب «على» خريج  كلية العلوم المتفوق فى الكيمياء الذى كان يحلم ان يعمل بتخصصه مثل كل الشباب، ولكنه بسبب البطالة نصحه أصدقائه المقربين «هانى واشرف» ان يذهب معهم الى قرية سياحية للعمل فى احد فنادق شرم الشيخ، دخل «على» صفحات التواصل الاجتماعى وتعرف على فتاة وعشقها، وتم اللقاء وعرضت عليه الزواج والسفر معها الى لندن، هى تريد اشباع شهواتها وهو يريد تحقيق احلامه، كلاهما طمع فى الآخر.


ومرت الشهور و»على» لا يعمل، فقط يرافقها فى اى مكان تذهب اليه، الى ان أصيب بحاله ملل وزهق، ساقته الصدفة للتوجه الى المركز الثقافى الاسلامى وحضر الندوات واللقاءات التى كانت تدور حول الخلافة الاسلامية والتاريخ الاسلامى وعن الجهاد فى سبيل الله والرغبة فى تطهير المجتمعات  بما يتفق مع الشريعة، وعن كراهية الغرب للتدين.


والتقى بالشيخ «ابو قاسم» الذى قاده للعمل بأحد المعامل الكيمائية، وتم استخدام «على» فى تصنيع مواد ومتفجرات مقابل أموال لم يكون يحلم بها، الى ان حدث انفجار فى لندن، وسارعوا جميعاً بالهروب الشيخ ابوقاسم ورفاقه بعد حلاقة اللحية ومعهم «على» الذى لم يكن يعرف ان ما صنعه من مواد ومتفجرات كانت سببا فى قتل الأبرياء.


وصلوا الى الصحراء معسكر تنظيم «القاعدة» به العديد من الذين تم تجنيدهم بحجة الاسلام والجهاد، واطلقوا عليه لقب «ابن الطايع»، وقاموا بتزويج «على» وانجب ابنته «امل» التى من اجلها قررالعودة الى مصر، قامت ثورات الربيع العربى وسقط مبارك، وطلب منه ان يذهب لمصر للجهاد، وصل «على» الى شرم الشيخ عن طريق تهربيه من قبل المهربين والخارجين على القانون، وطلب منه ان يقوم بتفجير نفس الفندق الذى كان يعمل به ومازال به اصدقائه، وهنا استيقظت مبادئ وقيم «على» وقرر تسليم نفسه للجيش المصرى والاعتراف بكل شىء فى مقابل حماية أسرته، لأنه لا يستطيع أن يقتل أهل وطنه وبلده واصدقائه، وعاد «على» الابن الطايع –لكن هذه المرة- لهويته ودينه إلى حضن مصر.