الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

آخر أيام سقراط هل ننجح فى استغلالها؟




بقلم : مجدى الحمزاوى 

المنصورة مدينة تعشق الفن عامة والمسرح خاصة. لذا لم يكن غريبا أن هذه المدينة حاولت منذ أكثر من عقد من الزمن أن تعيد المسرح الغنائى لمصر. فكانت أعمال أحمد عبد الجليل وسمير العدل. اللذان قدما عروضا من تراث المسرح المصرى. عجزت كل أجهزة الثقافة بميزانيتها الكبيرة عن التصدى لها أو مجرد التفكير فيها.
والآن تقدم الفرقة القومية بالمنصورة عرضا لمسرحية آخر أيام سقراط من تأليف منصور رحبانى وإخراج أحمد عبد الجليل.
وتقديم هذا النص فى مصر الآن، لم يكن اعتباطا، أو لمجرد فرد عضلات بتقديم أوبريت مسرحى بعشرات من الألوف تقل عن أصابع اليد الواحدة.
وإنما كان لتشابه الأمر. تشابه الواقع المصرى الحالى. مع الحالة التى حاول منصور رحبانى أن يعالجها فى لبنان حينما قدم هذا العرض. فالنص يعالج مشكلة تقلب أنظمة الحكم بتوجهاتها المختلفة، وكيف أن تلك الأنظمة دائما ما تستعين بنفس الأشخاص. أو الصف الثانى الذى يقمع الشعب ودائما ما يجد مبررات لكل حاكم كان. علاوة على التجربة المصرية الخاصة لمن جاءوا باسم الديمقراطية أو كانوا يتصفون بها. ثم ساقوا البلاد لمصلحة فصيل واحد. باختصار العرض يناقش مسألة الحكم، وأنه ليس من حق الأكثرية المتغيرة زمنيا أن تمارس طغيانها على الأقلية. وحينما ينعكس الأمر. فلا داع لمسائل الانتقام وتصفية الحسابات..الخ
ولكن لأن العرض من إنتاج الثقافة الجماهيرية. فوجب عليه الموت بعد عشر ليالي. دون النظر لقيمته الفنية. ودون اكتشاف أنه يعالج نقصا حادا فى أشكال المسرح المصرى. ودون نظر لكل تلك المواهب الشابة سواء كانت بالتمثيل أو الغناء أو الجمع بينهما، سينتهى العرض دون أن تتحرك جهة مسئولة بالثقافة لتستغل إمكانياته وحالته الفنية. بمد ليالى العرض فى مدينته. والطواف به فى جميع ربوع مصر. لتقدم للمشاهد المصرى بعضا مما حرم منه. ومناقشة قضايا صعبة بأسلوب سهل وبسيط يتفهمه المواطن بدون عناء , تحية لكل العاملين بالعرض وخاصة القديرين رجائى فتحى وكمال البابلى. وللجميع أقول لا تحزنوا لو مر عرضكم هذا مر الكرام. فواضح أن أجهزة الثقافة عندنا لم تتغير نظرتها ولا تعاملها مع الفن والفنانين فى أقاليم مصر.