الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ولاد البطة السودا» ينهى أيام عرضه بـ«الهناجر» ويستعد لجولة بالمحافظات




 «بنت بس بميت راجل».. «مسيحى بس كويس».. «نوبى بس طيب».. «صعيدى بس بيفهم».. هكذا طرحت المخرجة عبير على مع أبطال فرقة مختبر المسحراتى أفكارًا وتساؤلات بعرض «ولاد البطة السودا» والذى عرض ضمن فعاليات مهرجان دوم المسرحى ويعرض حاليا على خشبة مسرح الهناجر ضمن فعاليات الموسم المستقل.

«ولاد البطة السودا» عرض مسرحى غير تقليدى ينتمى لعروض مسرح الحكى تضمن العمل مجموعة قصص وحكايات واقعية حدثت بالفعل مع الفئات التى يمارس ضدها دائما تمييز عنصرى مثل المسيحيين أو النوبيين أو السود أو المرأة وغيرهم، وحرص أبطال العمل على الخروج من فخ المباشرة والوعظ خاصة فى الجزء الذى تعلق بتوجيه أسئلة مباشرة للجمهور بفتح حالة من الحوار والتفاعل بين الممثلين والمتفرجين وبالرغم من صعوبة السيطرة على مداخلات الحاضرين إلا أن محمد عبد المعز استطاع بمهارة إدارة هذا الحوار والسيطرة على خروجه عن السياق فى بعض الأحيان كما أن هذه المداخلات تمت بتفاعل وإندماج شديد من الجمهور مع الممثلين وهى حالة قد تكون غير متكررة فى عروض مسرحية مماثلة، وعن العرض وهذه الحالة التى استطاعت مخرجته وفرقتها تحقيقها قالت عبير على:
فى أول يوم عرض كنت أشعر برعب شديد خاصة بين جمهور المثقفين لأنهم أكثر قدرة على المجادلة لكننى دائما كنت أضع ثقة كبيرة فى على ومعز لأنهما فى رأيى «غيلان» ارتجال وحكى وتفاعل مع الجمهور وبالفعل استطاع معز السيطرة على حوارات كثيرة كانت ستخرج عن السياق وكنا نجتمع يوميا فى ليلة كل عرض حتى نناقش ما حدث بكل ليلة بسلبياتها وإيجابياتها، ورغم خطورة مسألة فتح حوارات مع الجمهور إلا أننى لم أتردد لحظة فى القيام بهذه الخطوة لأنه فى رأيى نوع من التدريب للناس على فكرة تقبل الاختلاف وتقبل الآخر كما أنه نوع من التطبيق العملى للديمقراطية، والمسألة تمت بمتعة وتفاعل وهذا ما كنا نقصد أن نحققه بالعرض إلى جانب أن العرض منحنى خبرة فى التعامل مع هذه النوعية من العروض إلى جانب أننا كنا فى غاية الحرص أن تبقى المسافة بين الممثلين والجمهور بسيطة حتى يتحقق التفاعل والانسجام بشكل أكبر لأن خشبة المسرح أو مسرح العلبة الإيطالى دائما ما يتسبب فى خلق حاجز بين الممثلين على الخشبة والجمهور بالصالة لذلك كنت أخشى من العرض على خشبة مسرح الهناجر، وأتمنى أن نعرض الفترة القادمة بأمكان مفتوحة.
وتضيف: بالطبع الحكايات التى رويت ضمن العرض كلها حقيقية ماعدا قصة العصفورة والضفدع، لأنه فى رأيى مشكلة مثل العنصرية أو التمييز كان يجب أن نقدمها بشهادات حقيقية من الواقع نفسه بدلا من الاستعانة بقصص من نسج الخيال لأن الواقعية مع القضية المطروحة تحقق مصداقية أعلى بالعرض خاصة فى هذه النوعية من الأعمال المسرحية فالعروض القائمة على الحكى تتطلب مصداقية أكثر من أى عرض مسرحى تقليدى، وبالتالى قمنا جميعا بالعمل والارتجال على القصص واطلعنا على دراسات وأبحاث وكل منا قام بكتابة وصياغة القصة الخاصة به ثم بدأنا فى عمل مزج بين هذه الحكايات مع الأغانى التى تخللها العرض بين حدوتة وأخرى وبالتالى حقق العرض حالة من الإنسجام والتفاعل الشديد مع الجمهور.
وعن اختيارها لفكرة العنصرية قالت: الحقيقية وجدت أننا خاصة بعد الثورة لدينا حالة من تحقير الطرف الآخر وتهميش أى شخص مختلف معنا وكان ذلك واضحا بين السياسيين فهم لم يستطيعوا استيعاب اختلافاتهم فأزمتنا الحقيقية أننا فى مجتمع لا يستطيع التعايش مع الاختلاف لذلك فكرنا فى طرح مسألة العنصرية بكافة أشكالها وعلى كل المستويات، وأفكر الفترة القادمة فى عمل جولة بكافة محافظات مصر لتقديم العرض وأسعى حاليا للبحث عن جهة داعمة تساعدنا فى التنقل بالعرض بأكثر من محافظة.
شارك فى بطولة عرض «ولاد البطة السودا» محمد عبد المعز ومحمد على حزين وانجى جلال ودعاء شوقى ومحمد الوريث وفادى عزت عزيز ونادر قطب.