الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر.. و«حلة» المطبخ




مصطفى عبيد

أستبيح لنفسى أن أمثل مصر بوعاء من أوعية الطهى أو كما نطلق عليه فى عاميتنا «حلّة» طبيخ وضع به ماء ثم أشعل نارا ليغلى ووصلت حرارة الماء للغليان وهى تغلى وتغلى منذ أكثر من أربعين عاما.. والماء بالحلة هو موارد الدولة، والبخار المتصاعد من الحلة هو أوجه الإنفاق بالدولة وما من عوار يشوبها يلاحظ أن كمية الماء تنقص يوما بعد يوم وإذا لم نضف ماء جديدا للحلة فسيأتى يوم يجف فيه الماء وتبدأ النيران فى صهر معدن الحلة بعد أن تحرق بالكامل.
وعلى هذا الأساس فأرى أنه من الإجبار والإكراه علينا كمصريين أن نضع فوق الحلة أولا غطاء وهذا الغطاء عبارة عن عمليات ترشيد الاستهلاك فى جميع نواحى الحياة.
وتقليل عمليات التبخير لمقدرات هذا الشعب.
هل رأيتم فى دولة يرويها النيل أو لا يرويها النيل لتر البنزين بتسعين قرشا ولتر المياه المعدنية بجنيهين ونصف الجنيه، وهل رأيتم فى أى مكان فى الدنيا كيلو اللبن من مزارع الإنتاج بنحو ثلاثة جنيهات واشتريته بنحو سبعة جنيهات؟ هل من الحكمة فتح باب الاستيراد على مصراعيه لكل شىء لتبور السلع المصرية؟!
لما كل هذه الهمجية والغوغائية فى الشارع المصرى والتى تكلفنا الكثير من حرق الدم وضياع الوقت وخسارة أموال، لماذا نحن بعيدون عن استعمال قوانين المرور المنظمة لحركة المرور فى العالم كله؟ ولماذا ابتعدنا عن الذوق العام؟
إنه بانضباط الشارع المصرى فإننا سنوفر ما لا يقل عن 30٪ من استهلاك البنزين والسولار.
أيها المصريون.. إن الماء الذى نضيفه للوعاء هو العمل والإنتاج والغطاء، كما قلت هو ترشيد طريقتنا فى الحياة.. وهناك طرق أخرى يتحتم علينا استعمالها وهى باستعمال العلم والتكنولوجيا وأبسطها ألا نستعمل «حلّة» عادية بل نستعمل «حلّة» ضغط للمحافظة على مكونات الدولة لنقترب من الدائرة المغلقة التى تقلل الفاقد.
إن «الحلّة» المصرية تغلى بالماء وبدون غطاء، هاتوا لها مبدئيا غطاء لتمنعوا البخار من الذهاب إلى مكان آخر ولا تتمسكوا بجمع الملاليم وتتركوا الحبل على الغارب لفقد الملايين.