الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«نافورة مصطفى محمود» مصيف الفقراء




كتب – محمد عبدالفتاح


فى قلب ميدان مصطفى محمود بشارع  جامعة الدول العربية أجبرتهم حرارة الجو، على النزول للسباحة فى النافورة، رغم قذارة مياهها الراكدة، علامات الفقر والحرمان تبدو على وجوه الصغار الذين لا يتجاوز عمر كبيرهم 12 ربيعًا، فروا من حرارة الجو، فلا ملجأ ولا منجى لهم من حريق شمس القاهرة إلا أشجار الميادين  غالبيتهم لا بيت لهم، يقضون يومهم فى الشارع ويبيتون فيه، لا يعرفون لهم عائلًا، وحتى من يعرف منهم بيتًا، ربما فر من ضيق العيش فيه ليلتقى مع أقرانه.
غالبيتهم من  أطفال الشوارع، وبقية الأطفال من الفقراء الذين يعملون فى خدمة أغنياء المهندسين كبوابين أو عمال نظافة، «كلهم فى الهم سواء»، والحاجة أم الاختراع، وما دام الاحتياج لتخفيف حدة الحر قائمًا، فإن اختراع حمام سباحة خاص بهم أمر طبييعى  «ملكش دعوة».. كانت إجابة أحدهم بعد تقديم النصيحة لهم بأن المياه متسخة، ركلات أرجلهم أبعدت الأوساخ والأتربة الطافية على سطح الماء إلى جنبات النافورة، ولم يبق إلا أصوات ضحكاتهم البريئة.