الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رسالة إلى المرشح حمدين صباحى




أحمد محمد جلبى

تابعت مع  غيرى من المصريين رحلة صعودك منذ العام 2012 فى  انتخابات السلم والميزان ورغم انك اخذت المركز الثالث إلا أننى احس جازما أنك كنت الأفضل فى تلك المرة وحتى افضل بمراحل من هذه المرة على الأقل فى البدايات ومع أن المراقبين وقادة الفكر والرأى وجهوا رسائل إلى المشير عبدالفتاح السيسى ببساطة لأنهم يتوقعون أن يكون الرئيس القادم مهما بذلت من مجهودات لاستقطاب الناخبين فإننى رغم توقعاتهم أحب أن اوجه رسالتى اليك، فالمرشح هو مشروع رئيس دولة وصل إلى السلطة أم لم يصل ولعلى اذكركم بفرنسوا ميتران الذى اخذ المركز الثانى ضد ديجول وحكم بعد ذلك ليس بعد ديجول مباشرة، ولكن استمر لأربعة عشر عاما متصلة فكان انجح رئيس اشتراكى حكمها فى  العصر الحديث، اريدك أن تعود إلى اجواء سباق الرئاسة 2012، حيث دهشة المراقبين وامكانيات حملتك الفقيرة ماديا والغنية بحماس الشباب والتغيير، شخصيتك و30٪ من الناخبين يذهبون نحوك والآن تم جمع التوكيلات بصعوبة، لقد تغيرت أشياء وبقيت أشياء على حالها، ابرز المتغيرات وجود مرشح قوى الشعبية، وقد كان الوضع فى السابق مرشحين احدهما يستقى شعبيته من الزيت والسكر والآخر من قواعد نظام مبارك الخلفية وكلاهما بحسابات المواطن ليسا مرشحى الثورة والتغيير ومع ذلك كنت الجواد الرابح طيلة فترة حكم الإمام الدكتور مرسى ومرشده الروحانى العم بديع التى امتدت لعام كامل والآن ألم تسأل نفسك لماذا؟ ما الذى تفتقده فى حملتك هذه؟ إن زراعة الأمل فى نفوس العامة ليس سهلا وبغيره يضيع الحماس للشخص أو للشيء الذى تريده من الحياة، وهو ما تفتقده فى حملتك هذه، فأعضاء حملتك لم يتم تدريبهم على رؤيتك وطموحاتك التى هى نظريا جزء من شخصيتك وسوف يفيدك أن تظهرها للناس فى مرحلة ما من سباق الرئاسة فالمعاونون اليساريون الذين ينتمون لفترتك بدلوا ولاءتهم بدء من «هيكل» وحتى أصغر إعلامى وكذلك الصف الثالث والرابع من المؤيدين أما الجيل الخامس فالله يكون فى عونك من طيشهم ونزقهم فقد بلغ الأمر إلى الاعتداء بالضرب على أحد قيادات التيار وفى عمر أبوهم لمجرد اخذ التوكيلات وادعاء شرف احضارها أمام مسئولى التجميع ألا ترى معى أن امثال هؤلاء غير جديرين بحملتك فما بالك بعجزهم الثقافى وافقهم الضيق وتصورهم الحياة دراع بلطجى وليس اقناع مواطن؟
 عموما اتوقع أن تكون مكسباً لمصر حتى لو خسرت أمام المشير السيسى فهى بطعم الفوز لأن ما تمثله من أفكار سيسعى المجتمع لتنفيذها وهى ضرورات ملحة لشعب يصل إلى 92 مليون ويحتاجون لحلول عاجلة، وحتى لو حدث ووصلت إلى تعادلية يحسب حسابها فقد صيرتك الأمة هكذا زعيما وأن لم تصبح رئيسا، فالأمة اختارت زغلول والنحاس ومصطفى كامل، وكان رأس الدولة ملكاً متوجاً وخدم الجميع مصر من تلك المواقع والاستثناء الوحيد كان عبدالناصر وفى رأيى أنه لن يتكرر الآن، فمصر تبنى قواعد جديدة للمستقبل وديمقراطية انجلترا اخذت الف عام لتصير بهذا الشكل ولكى يبقى الأثر الطيب الذى صنعته ثورة التصحيح فى 30 يونيو ونستطيع البناء على استقرارها، ينبغى أن نتذكر النضال الذى تتبناه ويدخل معك مرحلة جديدة أقرب للتنفيذ الآن على أرض صخور الواقع، هناك برلمان قادم سيخدم مع الدولة الجديدة منظومة الحكم لصالح الشعب الذى طحنته عصابة الأربعة «الجهل والفقر والفساد والمرض» وهى تلك العلامة التى يشير بها الإخوان ويتخذونها شعاراً يعبر عنهم ويقاتلون لابقائه منفشياً فى مجتمعنا المصرى وبغير تلك المرابعة كيف كانوا سيحكمون، إن العمل فى أى موقع لانجاح ما تمثله من ثقة الناس هو جوهر رسالتى التى اعلم سلفا أن مؤيديك لن يستوعبوها وعساها تكون جرعة الأمل ولمسة الشفاء.